عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2013, 09:36 PM   #4495
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كثيرا ما نردد بعض الأمثال والحكم في حياتنا ،، دون أن نعرف لها قصة أومناسبة ،،
أو حتى نعرف مصدرها ،، فنفاجئ أن ما نظنه نثرا يتبين لنا أنه شعرا
كأن تكون شطر بيت شعري أو كلمات منتزعة من بيت شعري وهكذا ،،
في هذا الموضوع جمعت لكم عدد من هذه الكلمات الدارجة في حياتنا اليومية مع بيان مصدرها ،،
=======
ولتكن بدايتنا مع الجملة الأكثر شهرة والأكثر شيوعا واستخداما
@( وهل يخفى القمر ) ؟
والجملة منتزعة من بيت شعري ، على طريقتين:-
الأولى
قالت الكبرى أتعرفن الفتى

قالت الوسطى نعم هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها

قد عرفناه وهل يخفى القمر

أما الطريقة الثانية :
قلن : أتعرفن الفتى؟قلن : نعم

قد عرفناه وهل يخفى القمر
والقمر المقصود هنا هو صاحب هذه الأبيات عمر بن أبي الربيعة ،،
الذي كان حديث النساء في ذلك الوقت لما يتميز به من شجاعة وفروسية إلى جانب
أنه شاعر,, ومشهور بحبه لهند الذي أنشئ لها من جميل شعره ،، منها :
ليت هندا أنجزتنا ما تعد

وشفت أنفسنا مما تجد
واستبدت مرة واحدة

إنما العاجز من لا يستبد

.. فأنشئ على ألسنتهن قصيدة جاء فيها تلك الأبيات ،،
=====
@( ما أشبه الليلة بالبارحة )
وهو عجز لبيت شعري لطرفة بن العبد ، قال فيها :
كل خليل كنت خاللته

لا ترك الله له واضحة
كلهم أروغ من ثعلب

ما أشبه الليلة بالبارحة

(و الواضحة : هي الأسنان التي تظهر عند الضحك قكأنما يدعو عليهم ربه بأن
تسقط اسنانهم جميعاأو أن يصابوا بالحزن والغم فلا يرى لهم أحد سنا ضاحكة )
@ ( إياك أعني واسمعي يا جارة )
وهي أيضا عجز لبيت شعري ، وأول من قالها هو
سهل بن مالك الفزاري ، وأما مناسبتها فإنه خرج يوما يريد النعمان فنزل في طريقه
على قوم من بني طيء ، فسأل عن سيدهم فلم يكن موجودا في ذلك الوقت ،
فأكرمته أخته و أحسنت إليه ، وصادف يوما أن خرجت من خبائها فرأى أجمل من
وقعت عليه عيناه ، إضافة إلى ذلك فقد كانت ذا عقل وأدب ، وكانت سيدة نساء قومها ،،
فوقعت في نفسه ، ولم يعرف كيف يراسلها ، فأنشد يوما وهي تسمعه :
[يا أخت خير البدو والحضارة

كيف ترين في فتى فزارة
أصبح يهوى حرة معطارة

إياك أعني واسمعي يا جارة

فلما سمعته عرفت أنه يعنيها ، فقالت :

[إني أقول يا فتى فزارة

لا أبتغي الزوج ولا الدعارة
ولا فراق هذه الجارة

فارحل إلى أهلك باستخارة

( فاسْتَحْيا الفتى وقال‏:‏ ما أردتُ منكرا واسوأتاه،
قالت‏:‏ صدقْتَ، فكأنها اسْتَحْيَتْ من تسرُّعها إلى تُهمَته، فارتحل، فأتى النعمان
فَحَبَاه وأكرمه، فلما رجع نزل على أخيها، فبينا هو مقيم عندهم تطلَّعت إليه نفسُها، و
كان جميلا، فأرسلت إليه أنِ اخْطُبني إن كان لك إليَّ حاجة يوما من الدهر فإني سريعة
إلى ما تريد، فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه‏.)
(في فمي ماء )
وهي جملة كثيرا ما نرددها ، عندما لا نستطيع أن نصرح بشيء علانية :
أما مصدرها ، فهو بيت شعري قديم على لسان ضفدع يقول :
قالت الضفدع قـولا
رددتـه الحكـمـاء
في فمي مـاء وهـل

ينطق من في فيه ماء

( إن غدا لناظره قريب )
وأول من قالها هو قراد بن أجدع ،، لها قصة جميلة ،،
يحكى أن :
النعمان بن المنذر - ملك الحيرة - كان قد خرج يوما للصيد على ظهر فرسه ( اليحموم ) ، ومضى في أثر عير ، إلا أنه فلت منه ، وابتعد عن فرسانه ، وأقبل المساء ، ، فوجد من بعيد خباء فتوجه إليه ،،
كان صاحب هذا الخباء رجل فقر من طيء ، يعيش هو وزجته على لقيمات قليلة ، وشاة هزيلة ،،
فلما أقبل عليهم النعمان ، ورأوا هيئته ، شكوا في أن يكون رجلا نبيلا ، فقاموا بإكرامه ، وذبحوا له الشاة وخبزت له العجوز شيئا من دقيق كانت تحتفظ به ،،
وبات عندهم ليلته ، وفي صبيحة اليوم التالي ، امتطى النعمان صهوة جواده ، وقال : ‏‏ يا أخا طيء اطلب
ثَوَابك، أنا الملك النعمان،.
قال‏:‏ أفعل إن شاء الله.
ومضى النعمان إلى أصحابه وعادوا إلى الحيرة ،، ولبث الطائي زمانا إلى أن تردت حالته ، فاقترحت عليه امرأته بأن يتوجه للملك النعمان ، ففعل ، وصادف أن وصل إليه في يوم بؤس النعمان - وذلك أن للنعمان كان له يوم بؤس يقتل فيه أول شخص يراه - ( فلما نظر إليه النعمان عرفه، وساءه مكانه، فوقف الطائيّ المنزولُ به بين يدي النعمان.
فقال له‏:‏ أنت الطائيّ المنزول به‏؟‏
قال‏:‏ نعم.
قال‏:‏ أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم‏؟‏ قال‏:‏ أبَيْتَ اللعن‏!‏ وما كان علمي بهذا اليوم‏؟‏
قال‏:‏ والله لو سَنَحَ لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدّا من قتله، فاطلب حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك فإنك مقتول،
قال‏:‏ أبَيْتَ اللعنَ‏!‏ وما أصنع بالدنيا بعد نفسي‏.‏
قال النعمان‏:‏ إنه لا سبيل إليها.
قال‏:‏ فإن كان لا بدّ فأجِّلْني حتى أُلِمَّ بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أنصرف إليك،
قال النعمان‏:‏ فأقم لي كَفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان
واقفا بجانب النعمان ،فقال له :

يا شريكا يا ابن عمرو
هل من الموت محالة ؟
يا أخا كـل مضـاف

يا أخا من لا أخا لـه
يا أخا النعمـان فـك

اليوم ضيقا قد أتى لـه
طالما عالـج كـرب

الموت لا ينعـم بالـه

فأبى شريك أن يتكفل به، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قُرَاد بن أجْدَع.
فقال للنعمان‏:‏ أبيت اللَّعْن‏!‏ هو عليّ.
قال النعمان‏:‏ أفعلت‏؟‏
قال‏:‏ نعم، فضمّنه إياه ثم أمر للطائي بخمسمائة ناقة، فمضى الطائيّ إلى أهله، وجَعَلَ الأجَلَ حولا من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل، فلما حال عليه الحولُ وبقي من الأجل يوم ،قال النعمان لقُرَاد‏:‏ ما أراك إلا هالكاً غَداً.
فقال قُرَاد‏:‏

فإن يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلىّ
فإنَّ غَداً لناظرهِ قَريبُ

فلما أصبح النعمان ركب في خيله ورَجْله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغَرِيَّيْنِ فوقف بينهما، وأخرج معه قُرَادا، وأمر بقتله، فقال له وزراؤه‏:‏ ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه، فتركه، وكان النعمان يشتهي أن يقتل قُرَادا ليُفْلَتَ الطائي من القتل، فلما كادت الشمس تَجِبُ وقُرَاد قائم مُجَرَّد في إزار على النِّطَع والسيافُ إلى جنبه أقبلت امرأته وهي تقول‏:‏

أيا عَيْنُ بكى لي قُرَاد بن أجْدَعَـا
رَهينـا لقَتْـلٍ لا رهينـا مُوَدّعـا
أتتـه المنايـا بَغْتـةً دون قومـه

فأمسى أسيراً حاضر البَيْتِ أضْرَعَا

فبينما هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد، وقد أمر النعمان بقتل قراد، فقيل له‏:‏ ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو، فكفَّ حتى انتهى إليهم الرجلُ فإذا هو الطائي، فلما نظر إليه النعمان شَقَّ عليه مجيئه،
فقال له‏:‏ ما حملك على الرجوع بعدَ إفلاتك من القتل‏؟‏
قال‏:‏ الوفاء.
قال‏:‏ وما دَعَاك إلى الوفاء‏؟
قال‏:‏ دِينِي.
قال النعمان‏:‏ فاعْرِضْهَا عليّ، فعرضها عليه، فتنصر النعمان وأهلُ الحِيرة أجمعون، وكان قبل ذلك على دين العرب، فترك القتلَ منذ ذلك اليوم، وأبطل تلك السُّنَّة وأمر بهدم الغَرِيّيْن، وعفا عن قُرَاد والطائي.
وقال‏:‏ والله ما أدري أيهما أوفى وأكرم، أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه‏؟‏ والله لا أكون ألأمَ الثلاثة، فأنشد الطائيّ يقول‏:‏

ما كُنْتُ أُخْلِفُ ظنه بعد الذي

أسْدَى إلىّ من الفَعَـال الخالـي
ولقد دَعَتْنِي للخلاف ضَلاَلتي

فأبَيْتُ غيرَ تمجُّدِي وفعالـي ‏
إني امرؤ منِّي الوفاءُ سَجِيـة

وجزاء كـل مكـارم بَـذَّالِ
وقال أيضاً يمدح قُرَادا‏:‏

ألا إنما يسمو إلى المجد والعُلا

مَخارِيقُ أمثال القُرَاد بْنِ أجْدَعَا
مخاريقُ
أمثال القـراد وأهلـه
فإنهمُ الأخيار من رَهْطِ تبعا ) .
------------------
م/ن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس