رد: رواية ( تكنف )
( 13)
لا تعلمني شلون أحبك , لأني أحبك .. علمني شلون ألقاك لأني أحتاجك .
حصلت مقتلة عظيمة في الديرة , وكان بطلها ( أحمد وحديب ) والقصة كالتالي : اختلفت قبيلة على أرض تعبرها شوارع كطريق , ثم تنازعوا كيف لهم أن يقبلوا أن يقفل الطريق بعد أن كان ممراٌ لمدة عشرين عاماٌ .. في يوم من الأيام أرادوا اغلاق الأرض المملوكة ولكن القبيلة الثانية أبت الا أن تنفذ أمرها .. فاقتتلوا من العصر حتى العشاء وتدخلت الحكومة في ذلك الشأن.. كانت القطل تنهال على ( أحمد و حديب ) وهما يبرعان في فنون القتال ( يقولون يدرق ) أي يبرع في القتال .. ثم في الأخير تمت الصفقة أن يغلقون تلك الأرض واتخاذ طريقاٌ لهم يمر من جانب الأرض المتنازع عليها.. يجتمع الشياب لعلوم الديرة :
العلم سلامتك .. حول محلنا , لا عريض ولا مريض .. الديار ساكنة , والله كريم يجيب المطر .. الخ ..
الصغير والكبير يتحدثون عن مضاربة فلان بن فلان , وكيف له أن واجه قبيلة كاملة ! الكل يهرجون في شجاعة فلان وأنه شجاع مغوار لا يخشى الا الله .. ولكنما شيء ما يريد أن يبزغ على أفق القرى المجاورة ولكنه يتريث قليلا.. من هو يا ترى وماذا في جعبة الأيام ؟ الكثير يتنبأ عن سد ( بضم السين ) سوف يقام بين القريتين ويحجز مياه الوادي بحيث لا تستطيع المزارع أن تشرب ! وسوف تعوضهم الحكومة الملايين ! الكل ينسى أهله ومشاكل الديرة ثم يبدأ في حسبان ما له وما عليه .. لا شك أن السد ورائه ما ورائه .. وراء الأكمة ما ورائها .. السد سوف ينهض بالقرية وسوف تقام مشاريع من وراء هذا السد المنيع الذي سيجعل المزارع قفراٌ ولا شيء بعده الا رحيل أهل الديرة .. ماذا حل بكم يا أهل القرى ؟ هل استبدلتم الأدنى بالذي هو خير ؟ لا شك أنكم في أحلامكم تعمهون ! هل تتركون أرض آبائكم وأجدادكم ثم ترحلون الى المدينة حيث لا تعرفون ولا تعرفون ؟
|