رد: رواية ( تكنف )
( 15 )
( وجد ) ستظلين حباٌ يسكنه دعائي دائماٌ – الله يرحمك - , تغير اسم ( نهى ) الى ( وجد ) هكذا كان يحلو لعبدالله أن يسميها .. سافرت ( وجد ) مع زوجها الى أوروبا وأميركا ونسيت شيئاٌ اسمه ( علي ) , يصلي وأثناء السجود يدعو لها بالتوفيق وطولة العمر والسعادة أن تغمر عينيها الداعجتين.. نبأ ما ساد الصمت جدرانه : حادثة قتل – ( أحمد ) أخ ل ( علي ) قتل ابن خاله ( عبيد ) حيث وجده في خلوة غير شرعيه مع زوجته بعد أن حذره عدة مرات وانهال عليه بالقطلة حتى أرداه قتيلاٌ , ( أحمد ) كان فارساٌ غيوراٌ , كان على عكس ( علي ) التائه في ظلالاته المعهودة.. وانساقت القضية الى المحكمة الشرعية وبعد مداولات في القضاء أحيلت القضية الى محكمة التمييز ثم صدر صك شرعي يقضي بالقصاص من ( أحمد ) من ابن خاله ( عبيد ) غريمه التقليدي وذلك في ساحة كبيرة حضرها الكل , رافقت والدة ( أحمد ) ابنها من جدة الى الجنوب بالسيارة ومعها ( بيرق ) وتغطرف بأن ابنها بطل وان مات فسوف يموت شهيداٌ , الكل أبهره عمل والدة ( أحمد ) , تم القصاص من ( أحمد ) ثم تشجعت أمه وغطرفت وكأن ابنها سوف يساق الى الجنة أو الى عش الزوجية.. لم يكن ذلك بالتأثير على أخيه ( علي ) كقوة رحيل ( وجد ) من الديرة , كل تفكيره ينصب على ( وجد ) وأتعبه جداٌ صنيعها الشين ويردد بيت شعر قديم :
وأقطع لبانه من تعرض وصله
ولخير واصل خلة صرامها
تتقارب الرؤى والتجاذبات بين القبائل , وهمهم الأول والأخير أن يعيشوا بسلام وهناء وادعين في قراهم حيث يرعون مواشيهم من ابل وغنم وضأن.. كان الكل يسخر من شيخ القبيلة الأول ويقولون عنه بأنه ( شيخ الضآن ) في حين جاء ( غليفص ) وصكه بعين أحالته الى الشلل التام .. كان ذلك حديث القرى المجاورة ويستعيذون بالله من جهنمية ( غليفص ) كان الشباب اذا رأوه فإنهم يختبؤون وراء الزبر والركيب .. جسر العلاقات يتصور البعض أنه يبني لكن ( غليفص ) يهدمه ما بين المرء وربه ويجعل ثقة المرء عمياءاٌ بربه , كيف أقدمت يا صاحب الشرهات على التفريق بين المرء وزوجه ؟ كيف تجرأت على إنقاض العهد الرباني ؟ كل تلك الأسئلة كانت غير ذات إجابة في عقل وقلب ( علي ) , في عينيها حكاية لم ترو بعد ( وجد ) ألم تجدي في أحضان الأمهات حديثاٌ مرسلاٌ غير الابتعاد والرحيل ؟ ( وجد ) أحيلك الى القضاء الالهي فهو الأقدر على قتلك واستنطاق النخوة المشتهاة .. أحيلك الى عدالة السماء فلقد سموت كثيراٌ الى الأعلى بعد أن تركت ( علي ) مضرجاٌ بالدماء من مكة الى الجنوب .. لا بد من ردع ( غليفص ) والا فإنه سوف يتهور ويعمل في عمل السخرة لأجل الضابط ( عبدالله ) !
|