[امرؤ القيس ♡]

( 16 )
اجتمع شباب ال حريشه والمداورة في الطائف ’ وتباحثوا أمرهم بينهم – قال قائلهم : نريد ما نزجي به وقتنا ! نريد عملاٌ يظل في أذهان الكثير حيث الممانعة والمقاومة من جيل القبيلة الكثيرون عددا والقليلون فكراٌ .. انبرى أحد الشباب واسمه ( حامد ) قال : لم لا نسوي مقلب يظل حديث القرى ؟ استحسن ( نايف ) الفكرة ودبر مكيدة سوف تخلد في أذهان الكثير – قال ( نايف ) : نريد أن نسوي اشاعة بأن ( خطمان ) وافته المنية ! استحسن الجميع الفكرة وبدأوا بجمع الهواتف النقالة – على فكرة وقتها كانت الجوالات ثورة اعلامية لم تسبق – ثم بدأوا بإحصاء المنافقين وأرقامهم الغريبة , ثم اتصلوا بها وقالوا ( خطمان ) انتقل الى رحمة الله ! وهاك انتشر الخبر في أقل من ساعة , ومن صفاقة أحدهم أنه لم يتحر عن الخبر الغير موثوق ! بل على العكس تماماٌ فإنه نقل الخبر عن طريق الهاتف الى شيوخ القبيلة وعرفائها , ثم ناحت الكهيل ولطمت خدودهن النسوة وبكى الرجال بحرقة على ( خطمان ) الشهم الكريم والذي يعد فقيدة زمانه ! تحرك الكل من مكة وجدة على وقع هذا الخبر المؤسف ’ ثم ما إن وصلوا الى الديرة في الجنوب وإذا بالديرة ترقد في سبات عميق , لم يكن هناك أجواء العويل والبكاء على ركن من أركان القبيلة ! وما إن وصلوا الى مزرعة الفقيد حتى رأوه خارجاٌ من المزرعة يمتطي الحمار وبيده عصاة جده الغليظة يلوح بها !
أكرمهم وأحسن ضيافتهم رغم ما عصف به من سوء اختيار الوقت والمكان ! أكرمهم وأخذ علومهم واستغرب المفاجأة التي بدرت منهم إزائه.. تقبل الخبر بكل صدر رحب ثم تطورت القضية الى حقوق ومذاهب قبلية حيث تجمع الأعيان على فراش ال حريشه ثم بدأوا بتعاطي الحقوق وأن أبنائكم تفوهوا بالجنون ازاء شيخ من شيوخ القبيلة الذين يعتد بهم ! دفع ل ( خطمان ) 5000 ريال سعودي ثم قبل الصلح بعد أن تدخل الموامين " , وهكذا فإن حقبة من الحقب تنقضي وتلتف بلحاف الترهب والإنكسار الى جهة غير معلومة من الوجهات النهائية التي تدور في فلك العرافين وقراء الفنجان .
الملاحظ أن القبيلة تعم في خير وفير , وشبابها انتقل من موجة التخلف والأمية الى التعليم المستمر . بعد أن كان الرجال ينكفؤون على الجهل ومراقي الصبا الى أحسن الوظائف فتجد منهم المهندس والطبيب والمعلم والعسكري , امتهن الجميع الوظائف وأصبحت تعد دخلاٌ كافياٌ لأولئك الشباب الذين لم يعهدوا المدنية حاضرة بينهم !
يتبع..