الموضوع: رواية ( تكنف )
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-2013, 04:39 PM   #18
امرؤ القيس ♡
موقوف
 







 
امرؤ القيس ♡ is on a distinguished road
افتراضي رد: رواية ( تكنف )

( 20 )
( نورة ) أخت ( وجد ) عشقت ( علي المدير ) وأحبته حباٌ جماٌ , وعشقت ( عبدالله الشريف ) وراسلته , ثم علم أهلها بالأمر ثم خاصموها وعنفوها لفعلتها الشنيعة.. الكل علم بالأمر , وأخاها الأكبر أراد أن يقتلها , لكن الأمر مغاير تماماٌ لما حصل مع ( وجد ) فهي كانت ذات الحظ الكبير وذات العقل الراجح , الكل يعرف عنها كل خير , والكل أطلق عليها الصادقة الأمينة , ولم يكن يعلمون شيئاٌ عن علاقتها مع ( علي ) الا النزر اليسير من شباب تلك القرى ! خليلة ( علي ) في وضع لا يحسد عليه .. كانت ( وجد ) ذا سحر خلاب , يخلب اللب والعقل , الكثير من الشباب خطب ( وجد ) وتمنوها كما يتمنون الجنة أن يعيشوا بها ! لكن من ظفر بها هو ( علي ) حيث سلب عقلها وقلبها وتركها في غيابة الجب مستحيل عليها أن تحب انساناٌ آخر أو أن تفصح بحبها له حتى لو كان ( عبدالله ) الشمالي مدمن المثلوثة.. شيء ما أسقط في يد ( علي ) وأصبح كائناٌ يشبه الإنسان بل هو الشبح بعينه , ظل يلمح أطياف الأزقة المهجورة بعينيه الواسعتين تنحدر من سفوح تلكم الجبال وتلها ! يساوره الانتحار وأشياء أخرى كتمت على صدره البريء ! أصبحت لديه ميول انتحارية فهو يدخن بشراهة ويشرب بشراهة واعتكف فوق تلك القزعة يلمح أصداء التاريخ الظالم ! بعد أن كبرت ( نورة ) افتتحت مطعما ومقهى يؤمه الشباب الذين فنيت أعمارهم في المشاوير الى القرى المجاورة لشرب الشيشة وشرب الشاي العدني !
في الاخير تزوجت ( نوره ) بابن عمها وأنجبت منه أطفالاٌ كثيرين ! وقطعت العلاقة بينها وبين أختها ( وجد ) ردحاٌ من الزمن .. واستمر الحال على ما هو عليه من ملل ومن طفش .. لكن وحده ( علي ) من يتجدد حاضره بغده وماضيه بمستقبله .. يكن حباٌ ل ( وجد ) منقطع النظير وليس له مثال ! كعادته حرم على نفسه المناسبات وصلاة العيد لم يعد لها طعم في حياة ( علي ) , لم يعد مداوماٌ على الصلاة كما في السابق .. كل همه متى يأتيه خبر من طرف ( وجد ) ! " على شآنك تحديت القوم .. يا مسهر عيني النوم وين التقيك " هكذا يزمجر ( علي ) بينه وبين نفسه !
كل الأنام في تحد وهو أن الضابط ( عبدالله ) يعشق زوجته أم عياله , الا ( علي ) يقول في قرارة نفسه : " سوف يطلقها وأولم عليها وأبني بها " .. بسرعة يمضي الوقت ويشكل لدى ( علي ) عائق النسيان في ظل تواتر الأنباء عن أن ( وجد ) سوف تأتي الى الجنوب في القريب العاجل وتحديداٌ في العيد المقبل .. اذا فكر ( علي ) في ( وجد ) فإنه سوف ينساها لا محالة , واذا لم تخطر على باله فإنها ستظل ماثلة أمام عينيه وسيتواصل معها شفهياٌ رضي أهلها أم لم يرضوا ..
البيت القديم يحن الى أيام الصبا ! شجرة الحناء تتضور من فرط المياة , والأشجار على أعجازها خاوية على عروشها تستسق الله قطرة ماء تروي بها ظمأها الحر ! يشتد الحر في الصيف فيهرع السكان الى المكيفات الفريون يتفيؤون بها ساعات العصرية .. وأما في الليل فإنه جن على ( علي ) وألقى في صدره روعاٌ يكاد به يساق الى السعير !
أما الكهرباء في تلك المناطق فحدث ولا حرج ! المقاول ( أبو سويلم ) كانت لديه مواطير كهرباء وكان يتعامل معه سكان تلك القرى بالشهر وبعضهم بالسنة.. في أحد الأيام كان ( أبو سويلم ) خارجاٌ كعادته من المحطة وإذ به على وقع خطوات ( سراج ) عضو الهيئة يتعاركون سويةٌ.. تدخل ابن ( أبو سويلم ) وطعن عضو الهيئة بسكين انغرزت في أكتاف المطوع وظل مضرجاٌ بدمائه ثم تواردوا حقوق ويا ليل ما أطولك ! أما الآن فلقد تطور الوضع من أحسن الى أحسن وأصبحت الإنارة تحيط بالأماكن تلك كلها ولا ينقصها شيئاٌ , الوضع على ما هو عليه يعدنا بما هو خير وصلاح هذه البلاد.. الا ( علي ) فإنه في انتكاسة خطيرة !
يتبع ..




امرؤ القيس ♡ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس