31-10-2013, 11:11 PM
|
#22
|
موقوف
|
رد: رواية ( تكنف )
( 24 )
والآن فلنترك لكم حرية الإختيار : ما بين من هو أفضل ( علي ) أم ( عبدالله ) , من هو الأفضل من وجهة نظركم : الذي يغدق ( وجد ) بالحب أم هو الذي ينهال عليها بالأموال ؟ لسنا في معرض الحديث عن المميزات والعيوب ولكن إحقاقاٌ للحق فإن أغلب العشاق لم ينتهي أي حب بزواج ما عدا الحالات الاستثنائية.. الزواج أيا كان هو علاقة اقتصادية مفعمة بالحب , والا لما وجدت المواخير ! من سمات ( وجد ) العقلانية والاندماج في بوتقة مفادها أن الزواج مؤسسة شرعية لها حقوقها وواجباتها .. ( علي ) يبكي بكاءاٌ مقذعاٌ , و ( وجد ) تضحك بصورة هستيرية في تمثيلية أشبه بالسيرك العالمي الذي يصاحب المهرجانات الفنية , فلقد تعلمت ذلك من خلال مشاهداتها المسلسلات التركية والكورية والمسلسلات البدوية عندما يلتقيان عند النبع.. كل نهر سيشربه البحر والبحر ليس بملآن.. ( وجد ) تغطي دموعها وتنساب قطرة تفضح الكحل في مآقيها.. ( وجد ) تعثرت في الطريق , وليس لها من ينتشلها الا ( علي ) ! ( عبدالله ) يكبح جماح نفسه بالتريث قليلاٌ عند مصب الماء من الحنفية ثم يغسل وجهه القبيح حتى تتوارى الشائبة من رأسه , يستحم ! ثم يعود ليمارس شهوته الطاغية في حديقة ( وجد ) !
نظرة فابتسامة ثم يتبعها اطراء ! هذا هو الأسلوب المتبع من قبل ( وجد ) ! كيف لا وقد أثارت إعجاب أبيها بأنها هي من يكتب له المعاريض وهي وحدها من امتلكت قلب أبيها الخالي الوفاض ! كانت تعلم ( وجد ) بأن حبيبها سوف يساق الى مقصلة الاعدام , ولم يكن يعلم ( علي ) عماذا تخبئه له الأقدار ! هي الصدف التي ساقت الاثنان الى خشبة المسرح .. ثم جاء ( عبدالله ) واستساغ اللقمة هنية بين أحضانه المفتولة , ولا تقل لي بأن هناك ترتيباٌ حدث " لا أحد يدري ماذا تخبئه لنا الأيام " ربما تتأقلم ( وجد ) مع أجوائها في الشمال , وربما تعود أدراجها حيث لقي حبيبها مصرعه ؟ أما ( علي ) فهو يتذكر جيداٌ عندما سألها : " هل من الممكن أن تنسيني في يوم من الأيام .. قالت : اللي يحب عمره ما يكره "
الزمن الجميل : هو كل وقت يمر علينا ونحن في خير وعافية.. لحظات تاريخية سوف يخلدها الشعراء في دواوينهم حيث سطروا أعجب قصة بين ( علي ) و ( وجد ) .. لا يمكن للحب أن يبلى مهما بلغ الشيب في رأس صاحبه.. ولا بد من انتفاضة يقوم بها ( علي ) كي يستعيد حقه ووطنه الأم , الغربة حولت ( علي ) الى مجرم يهوى القتل وسفك الدماء ! لا بد للثأر أن يقع ولو بعد حين , ولا بد للمياه أن تعود لمجاريها , عمر الوطن ما استحله اثنين , اما البقاء أو الفناء ! ثقة بالنفس تعتري ( علي ) بأنه سيفعلها ! ولكن ماذا تخبئه لنا الأقدار ؟ هنا السؤال وأين الإجابة ؟
الاجابة بكرة يا حلوين

|
|
|