رد: رواية ( تكنف )
( 26 )
البداية والنهاية
عيناك يا ( وجد ) رحلة من ليالي الشتاء والصيف.. فيها أصبو الى نعرات القدامى , وأعترف حينها بحبي الجارف لكي.. في ثغري ابتسامة بؤس ندية ! تغوص الى أعماق المحيط ثم تخرج مكللة بتاج العروس محاطة بأهلها ! ريق ( وجد ) خمر عتيق لا يعرف طعمه الا ( علي ) , انسكبت ريحانة الى التراب يا أبا تراب .. عندما حاولوا اليأس علمونا أن نرتقي بالحياة الى مصاف المتعلمين .. أنامل ( وجد ) شموع تضيء الطرقات ل ( علي ) أما الآن فإن كل شيء أصبح من المحال فلقد اختفت موازين القوى لدى الاثنان وأحاط يهم شؤم قد لا يحرم منه ( عبدالله ) .. عقداٌ[ أهداه ( علي ) الى حبيبته ثم البسها تاج العروس تكللت به ثم خلعته كما تخلع فوطتها الرثية ! كيفي كذا أتفنن في الهرولة الى قاع البحر ! شيب يخط مفرق الرأس وفتاة تسرح شعرها في انتظار البرابرة ! للغير حق امتلاك الأراضي ولكن من الحرام أن يظل أبناء البلد في نفي يتلحفون الأرض ويتغطون السماء .. شعر ( وجد ) حكاية لم ترو بعد – الداخل اليه مفقود والخارج منه مولود – فكر علي ثم قدر كيف ينتقم من ( عبدالله ) ! فكر ملياٌ وقال في نفسه : سأفعل مثلما فعل الزير سالم عندما فقد أخيه الأكبر – سبحان الله – التاريخ يعيد نفسه .. سأرقب الأماكن جيئةٌ وذهاباٌ ! ثم أبدأ معركتي في نهاية المطاف ! يقضم ( علي ) شفتيه تحسراٌ على نصفه الآخر ! ثم ينطوي على نفسه كسيراٌ .. ماذا فعلتم بتلك الحارة التي نسيها الزمن ؟ لم فعلتم هذا بي ؟ هل جزاء الإحسان الا الإحسان ؟ ( علي ) جاء قبيل ميعاده ’ كان من المفترض أن يولد في زمان آخر وفي مكان آخر ! لا يستحق أولئك رجلاٌ مثله كي يعيش بين ظهرانيهم ’ لقد تنبأ بانهيار الكون وقال : " دنت الساعة "
كثبان مترامية الأطراف .. أخضر قلب ( علي ) لمرأى الأمطار تهطل بغزارة في الديرة وقال : " وينك ترا جانا مطر " , ثم تحنث في سحائب التبغ يمضغه حيناٌ ويشربه حيناٌ آخر ! هذا وزري وأنا الأحق والأجدر بحمله.. سوف أحطم الصنم البرونزي وأخطب في الناس مجتمعة ! قائلاٌ : " أيها الناس لقد بلغ بكم الذل والهوان مبلغه , لقد اعتدت عليكم القبائل المجاورة فأصبحتم لها خانعون ! ينهبون ثرواتكم وأنتم صامتون .؟ لا والله انكم خليط ومزيج متماهي في أصلاب القبائل العربية ! تنكحون بناتكم من الهندي والصلبي واليماني والعراقي ؟ هل هذا مبدأكم في الحياة ؟ أين خيرة شبابكم الناهض ؟ "
كل ذلك و ( علي ) تواق الى معرفة ردة فعل الشيوخ وعرفاء القبائل .. فهي ذات سطوة وتأثير محلي , شيوخ القبيلة ذوو خبرة في فنون معترك الحياة ! يريدون نشوة تتغلغل بهم الى أعلى عليين ! فتكوا بأبناء جلدتهم ويأخذون الشرهات بدلاٌ من توزيعها على الفقراء والمحتاجين !
|