وداعــــــــــــــــــأ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وداعا
وداعا
وداعا
اعيدها تكرارا
وداعا
وداعا
.
.
تمر الأيام وتتسابق الساعات ونجد أنفسنا نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً، وكل يوم يمضي يقرب إلى الأجل، وعام كامل (1434) استقبلناه من قبل وها نحن نوشك أن نودعه، كم نحن بحاجة ماسة إلى محاسبة أنفسنا ونحن نودع عاماً هجرياً ونستقبل عاماً آخر، لابد من وقفة صادقة مع أنفسنا نتعرف فيها على أحوالنا وماذا قدمنا خلال العام الهجري الماضي فإذا كان خيراً حمدنا الله عليه وسألناه مزيداً وإن كان تفريطاً أو تقصيراً أو خطايا وذنوباً سعينا بصدق إلى إزالته ما دام في العمر بقية ومتسع وعفا الله عما سلف. العام الهجري الماضي ينصرم ويذهب وتذهب معه ذكرياتنا الماضية وآلامنا وآمالنا إلى حيث لا تعود أبداً ويقبل العام الهجري الجديد 1435هـ فاتحاً ذراعيه ليأخذ قطعة من نفوسنا وجزءاً جديداً من حياتنا، عام كامل انصرفت أيامه وتفرقت أوصاله وقد حوى بين أيامه حكماً وعبراً وأحداثاً وعظات، فكم شقي فيه أناس وكم سعد فيه آخرون، وكم طفل قد تيتم أو كم من امرأة قد ترملت وكم من مريض قد تعافى بقدرة الله عز وجل وكم من سليم معافى توارى في التراب بلحظة وكم من أفراح تنقلب أتراحاً! الأيام تمضي والعام بأكمله ينصرف وربك يخلق ما يشاء ويختار أعواماً تنقضي تزيد العاقل عظة وعبرة وتنبه الجاهل من سبات الغفلة وما أحرى المؤمن العاقل وهو يعي حكم الله أن يقف مع نفسه في كل نهاية عام وقفة تأمل وحساب أن الحياة الحقيقية هي أن تجعل الدنيا وسيلة للآخرة وأن ما يعمله ويعمره الإنسان في طاعة الله هو الباقي وغير ذلك يكون هباءً منثوراً. وفي الختام: يعلم الناس جميعاً أن أغلى ما يملكونه هو الوقت والعمر فكل يوم ينقضي هو من أعمارنا ويجب الاستفادة منه فيما يرضي الله عز وجل وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الناس من طال عمره وحسن عمله..).
ماهي الا أيام قليلة وسنقف على مشارف نهاية هذا العام الهجري من
السنة 1434هــ ,
تتوالى السنين الواحدة تلوى الأخرى الكثير منا يتعجب كيف بدأت هذه السنة
ومعظمنا يستغرب كيف انتهت؟؟
سؤال محير ..
نقف مذهولين أمام سرعة مرور اللحظات والثواني والدقائق والأيام والشهور والسنين
والزمان بأكمله ,
سرعة عجيبة لدرجة أننا نردد عبارة !!
عيش يومك ولاتفكر في الغد
ونكتشف أن غدآ هو اليوم وأن الأمس ماض بعيد ذهب بأحزاننا ,
أفراحنا ,
أحلامنا ,
وحتى مستقبلنا .
وقفات تأملية تجعلنا نقف ونحاسب أنفسنا ؟
( من يملك الضمير )
أرجو أن يقف
وقفة تأملية مع ذاته يسأل نفسه ,,,
ماذا فعلت في هذا العام المنصرم ؟
أأنجزت ماأردت انجازه ؟
هل تقدمت ولو خطوة واحدة نحو الأمام ؟
هل أرضيت والديك؟
هل كونت صداقة حميمة صالحة ؟
هل أرضيت نفسك ..
طموحك..
وقبل كل شئ !
ربك ؟
هل تصدقت .. كم مرة ؟
هل صليت صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل؟ كم مرة ؟
هل أصلحت بين متخاصمين ؟ كم مرة ؟
هل ابتسمت في وجه أخيك؟ كم مرة ؟
هل قلت كلمة طيبة أثناء جلوسك مع الاخرين ؟
هل وهل وهل ؟
أنا لا أتحدث عن الكم بقدر مايهمني وماأريده بحق أن نسترجع مع بعضنا البعض
جملة أعمالنا في هذا العام 1434هــ ,
وهل بحثنا عن مايسمى بالتوبة النصوح
أم مازلنا نسلك نفس الطريق ونفس الوجهة !
اردت ان استعين بهذا الموضوع لأن الندم هو اقسى شئ
يمارسه الأنسان ضد نفسه وضد ضميره.
ماذا فعلنا تجاه أنفسنا هل حققنا ماكنا نصبوا اليه؟
أم أن الأعوام تتوالى ونحن كما نحن لم نتغير ولم نجرؤ حتى ان نقف أمام انفسنا
ونحاسبها على أخطاءها
عثراتها , تجاوزاتها , وربما أيضآ أهواءها .
هاهو العام سيودعنا وسيتلوه عامَ جديد ,
صفحة بيضاء سنفتحها هنا و نمحو نقاطها السوداء من حياتنا للأبد .
اذهب وسامح من تريد ان تسامحه ,,
فالعفو عند المقدرة جزاءه عظيم ,,
اذهب وجدد حياتك الدينية بصلاة او بصدقة أو حتى بكلمة طيبة ,,,
جدد علاقاتك الأجتماعية مع أخوانك واخواتك , عائلتك , أصدقاءك وحتى مجتمعك ,,,
فالمجتمع له دور فعال في بناء شخصية الفرد ومتى ماكان الفرد متحامل
على مجتمعه سوف يفقد دوره في تنميته وربما كان سبب من أسباب فساده
وفي الختام ..!
لنجعل من العام 1435هـ بداية حقيقية لقلوب حقيقية
مفعمة بالحب والخير والجد والعطاء.
واللهم اغفر لمن فقدتهم ومن فقدتموهم في هذا العالم والاعوام السابقه
اللهم بدل منزلهم بروضه من رياض الجنه واغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم
ووسع مدخلهم واجمعنا بهم في جناتك جنات الخلوود
يارب
اللهم آميـــــــــن
----------------
مشاركة/ابو خالد الراس الصغير/بلخزمر