[براااق الحـــازم]

(8)
.
هرم لا زويا له.
.
.
ما حصل في منفوحه ومن هرج ومرج, من قبل المخالفين في الرياض, حصل شبيه له قبل اكثر من ثلاثون سنة في مكة.
لازال اهل مكة يذكرون حادثة محاولة اجلاء الأفارقة عام (1399 هـ ).
وكيف كانت نهايتها بعد ان سالت الدماء وازهقت الارواح, حتى ان قوات الامن استعانت بفرقة من الجيش.

لم نتعظ ابدا من الدروس, ولم نبادر الى تدارك الاخطار, ولم نشرع قوانين تتفذ على الارض بحزم وجدية, يعاقب فيها كل مخالف ومتلاعب بأمن هذا البلد, كائن من كان.

الدروس اكثر من ان تحصى, واذا تحدثنا قد يضن الجاهل اننا نكره حكومتنا, او نحاول النيل من رموزها وسيادتها, وهذا والله هي البلادة بعينها.

التاريخ يسجل الكثير ويحفظ الكثير, وحين نريد تصحيح الاخطاء او تلافي الكوارث, فإن طرق حماية امن الدولة والمواطن والاقتصاد متاحة وليست شفرة سرية او من علوم الذره. .
هذه الطرق تمارس من دول لا تملك عُـشر ما نملكه من امكانات وقدرات, من يحمل قدرا يسيرا من الامانة و في ضميره ادني مستوى من المسئولية والانتماء يستطيع صرف الكثير من البلاء عن بلده.

لازلت اذكر ونحن واطفال في ذلك العام بعد الواقعة.. كيف كنا نلعب بالعملات الورقية الافريقية التي وجدناها في الشوارع والطرقات, وتلك الكميات الهائلة من الاثاث والممتلكات التي صودرت منهم, وهناك عشرات الصور, ومئات القصص في اذهان من عاش في الاحياء المجاورة وعاصر ذاك الحدث, سواء كان في حي المنصور اوحي التندبواي, والرصيفة وبعض احياء الزاهر.

ما لذي جرى بعد ذلك, لعـُبت التحايل على الانظمة الهشة, لا زالت مستمرة, ويد الحزم والمسائلة ضعفت, وينسحب هذا على كثير من الاخطاء الكارثية التي مورست, شارك فيها المواطن, والمسؤول والانظمة العقيمة على حد سواء.

اذا قلنا إنا دولة هامة ورقم صعب في ميزان القوى الاقليمي والعالمي, يجب ان نعيد التفكير وبجدية وحزم في قوانينا وتشريعاتنا التنظيمية, وأن نضرب بيد من حديد, ليس على ليس على مخالفي الخارج بل على "المتخلفين الذين اكلو السحت الحرام" في الداخل, فهم اشد خطر واعظم جرما..
اما اذا شرعنا الاستثناءات واختلقنا الاعذار وعلى بعضنا بعض, فوالله لن تقوم لنا قائمة.

فلا زلت على يقين اننا نحن المتسببون في كل ما نحصده من نكبات.
..
.

سحرج..؟..
في عام 1408هـ استلمت اول بطاقة مدنية في دائرة الاحوال المدنية...
من يد مجنس من احد الدول الشرق اسيوية والله انه لا يكاد يُبين.

عجباً.. من وضعه في ذاك الِمكان؟ علمهُ او جهل غيره!
..
.

براااق الحازم