الموضوع: ..
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-11-2013, 11:06 PM
عبد الكريم العدواني عبد الكريم العدواني غير متواجد حالياً
 






عبد الكريم العدواني is on a distinguished road
افتراضي ..

حسناً..
لا شيء يبقى..
ولا شيء نرغب به ويحصل تماماً..
لأن هناك قوىً أكبر منّا..تُسيّرنا..
أنا وأنتِ نعلم أن ما وقعنا به كان قدراً..
مكتوبٌ علينا منذ وُلدنا..
أقصد منذ أن أصابتنا لعنة الحياة..التي لا نستطيع التخلص منها بتمنّي الموت حتى..
والتي - بكل سخرية - لا نستطيع أن ننفك انخداعاً بها..تعلقاً بها..
يا لها من لعنةٍ وُشمنا بها!
لآن أقدرانا كُتبت علينا..ونحن ساعدنا بشكلٍ أو بآخر في إحداثها..في الحقيقة لا أعلم هل كانت أفعالنا مكتوبة أم أننا بكل حمق قد أحدثناها!
الذي أعلمه أن الذي حدث - وهو الحب - قد حدث بفعل انسياقنا وراء عاطفةٍ ليس يعلم كنهها أحد..
لقد التقت أرواحنا والتحمت..وأصبح حلم كل منا هو اللقاء بالآخر..
وكشيء من الخديعة قد وُجد لنا مُستقرّ - من العدم قد أتى - وسط إعصار المشاعر الذي كنا فيه..
وبشيء يشبه تمسك الغريق بالقشة قد واصلنا التيه..
زاد الإعصار واضمحل المنزل..
وبقينا ننفي وجود شيء يسمى الحقيقة..
كنتِ تقولين : دعنا من هذا! دعنا من تدليس الحقائق!
ولأني جبان..ولأني لم أكن سوى أخرقٍ يحب العيش في الوهم كنتُ أغريك بأحلامٍ وردية..
في الواقع لا أعلم هل هي وردية أم رمادية لفرط الكذب الذي في فيها..
الذي أعلمه أنني كنتُ متمسكاً بك كمن على وشك القتل..ولا يزال يرجو أن القاتل سيصفح عنه!
لقد كنتُ أقول أن الحياة أرحم من ان تفرّقنا..
اتضح لي أن الحياة قاسية جداً..
وأننا لسنا مجرد دمىً فيها..
اتضح لي أني لم أكن سوى شيء دخل حياتك المحطّمة كمدينة بعد حرب..كقطة مدهوسة..
حياتك الجحيمية..
أني لم أكن سوى شيء يبكيك كثيراً..في الحقيقة لقد كنتُ لعنةً عليكِ..لقد كنتُ اللعنة التي دعتها والدتك عليك حين قالت لحظة غضب:
"الله يلعنك!"..لقد كنتُ الحزن الذي قصم ظهر حياتك..
لكنكِ رغم هذا كلّه تقولين: لقد كنتَ شيئاً جميلاً في حياتي!
أنا!
أنا الموبوء بكل حزن ٍ : جميل!
يا لكِ من ملاك!
وتقولين أن الأيام التي قضيتها معي هي أحلام جميلة ..
كيف!
كيف لشيطان مثلي أن يُسعد ملاكاً مثلكِ!
يالله..
ما هذه المفارقات البلهاء..
ما هذا الجحيم الذي أعيشه!
ما هذه الدوامة التي ألقيت نفسي بها..
هل ما كان شيءٌ من المراهقة؟
هل سأستطيع النسيان؟
أخشى أن ينساني النسيان..
..
.

حسناً..
اكتفيت..
الليل طويل والكلام أطول..
لكن لن يكفيك شيء من ذلك..
إن أردت الحديث عنكِ..عنّا..عن جحيمنا المسمى - مجازاً- حياة..
عن قصتنا المسماة - تلبيساً - قسمة ونصيب..
أحتاج أكثر من حروف..
أكثر من كلمات..
وأكثر من إغنيةٍ تخرج الماضي كما يخرج كهل حاجيّات طفولته ويبكي عليها..
أحتاج شيئاً لم يوجد بعد..
يا..
يا ملاكي !



عبدالكريم..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
بي شهوة الحلم القديم..
وضحكةً..
بعد التنائي..
قد اختفتْ !
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس