عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-01-2008, 07:50 PM
الصورة الرمزية نزف الجروح
نزف الجروح نزف الجروح غير متواجد حالياً
 






نزف الجروح is on a distinguished road
افتراضي مشاكل في طريق الخير

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]

ما أصعبها من لحظات حينما تدافع نفسك في شيء تريد أن تظهره وتأبى نفسك إلا أن تكتمه ، ويأبى قلمك إلا أن يدونه ولكن متى ما أقحمت بعزيمة ؛ فستنتصر ، وتفتح أبواب قلبك أمام الناظرين ليطلعوا على بعض الآهات التي تم دفنها حتى نضجت وهرمت ولم تجد لها حلا أبدأ معكم أحبتي الكرام لأتكلم عن إحدى المعضلات - في رأيي - ولعلها فيض من غيض ، وقطرة من بحر...مقارنة بما قد مضى غيرها !لكن ما أجمل تلك الأبيات التي صاغتها شَفَتَي المشكلة ، ونطق بها لسان الزمان ، فلا زالت تتردد بصداها في أنحاء الأرض ... وبين أجيالها... لتعلنَ ذلك الصدى الغير منقطع أبد الدهر :

تموت النفوس بأوصابها
ولم يدر عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي
أذاها إلى غير أحبابها

إذن فمن الإنصاف أن يكون أحبابك هم من يعلم بمشكلتك !
ولكن ليس من الإنصاف أن يكونوا هم سبب مشكلتك !
قد تمر على الشخص فترات متفاوتة في حبه للخير , وتقديمه للآخرين ، ولكن تلك الفترة التي يستشعر فيها ثمرة عمله ؛ لابد أن يغلب فيها الخيرُ ويظهر أكثر ؛ لأنه يعلم أن أمامه ثمرة عظيمة .

قد يواجه الشخص عدة مشاكل في طريقه لإسداء الخير ، قد يظن الظانون سوءًا بذلك الرجل ، وقد يمنعه ذلك الظن السيئ من المواصلة في بعض أعمال الخير .
قد تجبر الإنسان بعضُ الظروف لأن يقوم بتغيير إحدى مسارات حياته ؛ فيأتي أقربُ قريبٍ ، وأحَبُّ صديقٍ ، وأصدقُ حبيبٍ فيقول :
فِعلُكَ هذا ليس القصد منه خيرا !
وإنما أعرف قصدك ومبتغاك !

آآآآآهٍ . . . يالها من كلمات تشعل نبضات القلب !
وتوقِف إحساس العقل ... كلماتٌ تفتُّ الفؤاد فتــَّا !!

هل ياترى اطلع الآخرون على نواياك ؟!

هل ياترى هناك من يعلم ما تكنه نفسك غير ربك ؟!

كلا وألف كلا !

حسبَ ما أعرفه أن بعد انقطاع الوحي أصبح الناس يعامَلُونَ بالظواهر ، أما السرائر فلا يطلع عليها سوى من يعلم السرَ وأخفى ، سبحانه وتعالى .

لكن قد يدعمُ المشكلةَ أحيانا :
توالي بعضُ الأحداث التي يؤيد بها الظانون ظنهم !
فهل ياترى يصبر ذلك المبتغي للخير ، ويستمر في العطاء ؟
أم أن ظنهم سيجعله يرجع القهقرى ؟

وهل ياترى سنصلُ للحلقة الأخيرةِ من بعض المشاهدِ لنتعرف على البطل الحقيقي لتلكَ الأحداث ؟!
أم ياترى سينقطعُ الشريط في منتصفه ، وتبقى الأحداث في سلة الملفات المعلقة ، إلى أن يحال العمر للفناء ؛ بناء على تقدير رب الأرض والسماء ...؟!

أعلم أن كلا من الناس يعامل الآخرين بأخلاقه هو لا بأخلاقهم .
وقد يخالفني البعض في هذا ؛ ولكن لتعلموا أن الطبع غلب التطبع !

ولا يظن ظان أو يشك شاك في أن كل ما يقابله من إساءة من الآخرين ليس إلا نتيجة لأمر واحد هو :
ذلك الأمر الذي حذر منه الله تعالى في كتابه الكريم ، وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن ياللأسف !
أين من يجعل الكتاب والسنة ضابطان لتصرفاته وأعماله ؟!

نعم تلك الأعمال السيئة ماهي إلى نتيجة الظن السيئ (( ظن السوء ))

علماً والله أنه قد مرَّ بي الكثير ممن يحاولون التماس أقبح الأعذار للشخص ، مع أن أقرب عذر له هو الأجمل ، لكن لا يرتاح الواحد منهم حتى يبحث عما يستطيع أن يسيءَ به سمعة أخيه ليتمثل بذلك قولَ الشاعر :

إن يسمعوا سبةً طاروا بها فرحا
مني وما يسمعوا من صالحٍ دفنوا

صمٌ إذا سمعوا خيرا ذُكِرتُ به
وإن ذُكِرتُ بسوءٍ عندهم أذِنوا

إن يعلموا الخير أخفوه
وإن علموا شرا أذاعوا
وإن لم يعلموا كذبوا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي