عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-11-2013, 07:18 AM
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
عذبة الاوصاف عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 






عذبة الاوصاف is on a distinguished road
Exclamation مكانة الرسول السامية عند ربه

من كنوز البلاغة القرآنية
:::::::::::::::::::::::::::::::


قال تعالى: "قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير"، (آل عمران: 29) .
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"، (آل عمران: 31) .
"قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين"، (آل عمران: 32) .
"إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم"، (آل عمران: 33-34 ) .

السؤال: لِمَ قيل: "قل إن تخفوا ما في صدوركم" ولم يقل: "قل إن تخفوا ما في قلوبكم"، حيث إن القلب محل الخواطر والبواعث والضمائر؟


الجواب: قال الفخر الرازي في تفسيره: لأن القلب في الصدر، فجاز إقامة الصدر مقام القلب كما قال تعالى: "الذي يوسوس في صدور الناس"، (الناس: 5)،
وقال تعالى: "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، (الحج: 46) .
والحقيقة أنني لم أسترح لهذا التوجيه المذكور ؛ لأن السؤال يبقى قائماً من دون جواب مقنع .
ألا يمكن أن يقال في تعليل ما سبق السؤال عنه: إن في ذكر الصدر دون القلب في هذا المقام إشارة إلى اتساع علم الله تعالى بكل ما يحتويه الصدر من مشاعر وأحاسيس وشهوة وغضب وهوى ونحوها، أما القلب فيختص بجزء من ذلك والدليل على تلك الإشارة إلى اتساع علم الله تعالى وكماله وطلاقته وعمومه التصريح بذلك في قوله في تلك الآية: "ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير"، (آل عمران: 29)
والله أعلم بمراده .


علم الخالق المطلق

السؤال:- لمَ استخدمت (إن) الشرطية الدالة على الشك في وقوع الشرط في قوله تعالى: "قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير"، (آل عمران: 29)؟

الجواب: للإشارة إلى أن إخفاء ما في الضمائر أمام كمال علمه سبحانه كالعدم لا يعتد به كأنه غير موجود أصلاً، فالسر والعلانية أمام علمه سبحانه سواء .
والله أعلم

السؤال: ما الغرض من العدول عن الإضمار إلى الإظهار في قوله تعالى: "ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير"، (آل عمران: 29)،
حيث كان ظاهر السياق أن يقال: "وهو على كل شيء قدير"؟

الجواب: لتربية المهابة، وتهويل الخطب بالإشارة إلى أن ذاته المقدسة متصفة بالقدرة الذاتية الشاملة لجميع المقدرات والله أعلم .

السؤال: ما سر استخدام أداة الشرط (إن) التي للشك والخطاب للمؤمنين الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم يعلنون أمامه حبهم لله تعالى كما ورد في أسباب نزول الآية؟

الجواب: تروى في أسباب نزول هذه الآية عدة روايات منها: أنها نزلت في قوم قالوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا" فأنزل الله عز وجل الآية، وجعل اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم - عَلَمًاً لحبه وعذابَ من خالفه .

وأحسب والله أعلم بمراده أن السر في إيثار أداة الشرط التي للشك هو الإلهاب والتهييج، أي تحفيز المخاطبين على تحقيق شرط هذا الحب لله تعالى وذلك باتباع نبيه صلى الله عليه وسلم - وإحياء سنته، وكأنه قيل لهم: إن حبكم لله تعالى يبقى محل نظر وشك إلا إذا سلكتم الطريق الموصل إلى رضاه سبحانه ألا وهو طريق اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا المعنى فيه من الإلهاب لعاطفة الإيمان في نفوس المخاطبين ما فيه .

ولعل أيضاً صياغة الأمر في الآية على صورة الشرط فيه إيماء إلى أن القائلين إنهم يحبون ربهم لم توافق أحوالُهم أقوالهم ؛
لذا كان قولهم مجرد ادعاء لا حجة لهم فيه، ولو كان هذا القول مطابقاً لأحوالهم لقيل مثلاً: "قل أنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"،
ولكن لما انتفى الاتباع الأمثل للرسول الأعظم كما يفهم من صياغة الآية أخرج الكلام مخرج الادعاء بلا دليل، وفى صورة الأمر المشكوك فيه لإيقاظ همم المخاطبين بتحقيق الشرط لنيل المطلوب .
والله أعلم بمراده وأعوذ به من الزلل .


رد على منكري السنة
السؤال: علام يدل بناء المعنى في الآية على الشرط والجزاء؟

الجواب: فيه دلالة على أن محبة الله تعالى لعباده تتحقق فور اتباعهم لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فذلك الاتباع له صلى الله عليه وسلم هو الطريق الموصل لنيل رضا الله تعالى؛
لأنه لا يُهتدى إلى معرفة أحكام الله ولا شريعته إلا من خلال هَدي نبيه صلى الله عليه وسلم - وسنته .

تأمل يرحمك الله كيف جعل الله تعالى (متابعة رسوله سبباً لمحبتهم له، وكون العبد محبوباً لله أعلى من كونه محباً لله، فليس الشأن أن تحب الله، ولكن الشأن أن يحبك الله) . والله أعلم بمراده .

والآية الكريمة برهان دامغ على سمو منزلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - عند ربه، وبها وبغيرها نرد على هؤلاء النفر الذين ينكرون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم - وينكرون أحاديثه الشريفة ويشككون في صحتها على الإطلاق، ويطلقون على أنفسهم (القرآنيون)،
وهؤلاء يريدون فتنة الناس وتشكيكهم في كل ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم زعماً منهم أن في القرآن الكريم ما يغني عن السنة، وتناسوا أو جهلوا أن في السنة الشريفة بياناً لما أُجمل في القرآن، وتفصيلاً لما أوجز فيه، وأنها توضيح لمبهمه، وإطلاق لمقيده .


وإننا لننصح عامة المسلمين بألا ينخدعوا بكلام هؤلاء فإنهم يدسون السم في العسل، وما هدفهم إلا نسف أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وإبعاد الناس عن اتباع سنته، أَلاَ خاب مسعاهم، وبار عملهم، فمن ادعي محبة الله تعالى وخالف سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو كذاب، وكتاب الله يكذبه .

السؤال: لماذا حذف متعلق الاتباع في قوله تعالى: " فاتبعوني . . . . . ."؟

الجواب: للدلالة على عموم اتباعه صلى الله عليه وسلم، وأن هذا الاتباع ليس مقصوراً على أمر معين، بل هو اتباع مطلق لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم .


حب الله لرسوله

السؤال: ما السر البلاغي في فك إدغام الفعل (حُبّ) في قوله تعالى: "فاتبعوني يحببكم الله" حيث كان من الممكن أن يقال: "يحبُّكم الله"، بتضعيف الفعل؟

الجواب: للإشارة والله أعلم إلى تمام حب الله تعالى لعباده المتبعين لنبيه صلى الله عليه وسلم- فجاء بالصيغة التامة ؛ ليدل على امتداد هذا الحب الإلهي واستغراقه زمناً متطاولاً بعد زمن، ويدل على هذا التعبير بالمضارع الدال على الاستمرار في قوله: "يحببكم الله"
والله أعلم بمراده .


السؤال: ما سر العدول عن التكلم إلى الغائب في قوله: "قل أطيعوا الله والرسول "حيث كان الظاهر أن يقال: "قل أطيعوا الله وأطيعوني"؟

الجواب: للإشعار بعلة الطاعة له صلى الله عليه وسلم وأنها ليست لذاته، ولكن لكونه رسولاً مبلغاً من عند الله،
والله أعلم .

السؤال: في قوله تعالى: "فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين" حذف ما تقديره؟ وماذا يطلق عليه أهل البلاغة؟

الجواب: أصل النظم والله أعلم: "فإن تولوا فإن الله لا يحبهم لكفرهم، وإن أقبلوا فإن الله يحبهم لإيمانهم، فإن الله لا يحب الكافرين، والله يحب المؤمنين" .

فإثبات التولية في الأول يدل على حذف الإقبال من الثاني، وإثبات الكراهة في الثاني دليل على حذف مثلها في الأول وهذا الحذف يطلق عليه الاحتباك . وقيمته البلاغية: تركيز العبارة وإيجازها .
والله أعلم .

طاعة غير متوقعة

السؤال: لِمَ ذكر في الآية احتمال التولي أي الإعراض ولم يذكر احتمال الطاعة بأن يقال: فإن أطاعوا؟

الجواب: للإشعار بأن الطاعة غير متوقعة منهم .
والله أعلم

السؤال: إن كانت الطاعة غير متوقعة من المخاطبين، فلِمَ لم تستخدم أداة الشرط الدالة على اليقين فيقال: فإذا تولوا . . . . .؟

الجواب:- للتنفير من التولي، ولاستبعاد إعراض أي مؤمن صادق الإيمان عن طاعة الله ورسوله .
والله أعلم .

السؤال: الفعل (تولوا) في الآية يحتمل أن يكون بصيغة المضارع المخاطب (تتولوا) وحذفت إحدى التاءين ويحتمل أن يكون (ماضياً)، وعليه يكون في الكلام التفات من المخاطب إلى الغائب، فما سره البلاغي؟

الجواب: لإبعادهم عن ساحة شرف الخطاب وللإعراض عنهم في حالة توليهم عن طاعة الله ورسوله .
والله أعلم .

السؤال: ما الصورة البلاغية في قوله تعالى: "فإن الله لا يحب الكافرين"؟

الجواب: كناية عن سخط الله تعالى عليهم وبغضه لهم وعدم رضاه عنهم، وعقابهم .
والله أعلم .

السؤال: لِمَ قيل: "فإن الله لا يحب الكافرين"، ولم يقل: "فإن الله لا يحبهم"؟

الجواب: أوثر الإظهار على الإضمار؛ (لتعميم الحكم لكل الكفرة، والإشعار بعلته، فإن سخطه تعالى عليهم بسبب كفرهم، والإيذان بأن التولي عن الطاعة كفر وبأن محبته عز وجل مخصوصة بالمؤمنين ) .
والله أعلم

والآية الكريمة ناطقة بعظيم مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم - عند ربه، حيث جعل الإعراض عن طاعته إعراضاً عن طاعة الله تعالى جزاؤه المستوجب سخط الله تعالى وعقابه .

السؤال: لِمَ لَمْ يُصَرح باصطفاء الله محمداً صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية مع ذكر مَن ذُكر فيها من الأنبياء والمرسلين؟

الجواب: لكمال شهرة اصطفائه صلى الله عليه وسلم- لكونه خاتم المرسلين، وإمام الأنبياء، فاستغني بذلك عن النص بذكره صلى الله عليه وسلم-صراحة .
والله أعلم




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الساهر ; 27-11-2013 الساعة 08:10 PM.
رد مع اقتباس