[الفقير الي ربه]

!,¸¸,!¤!° الأخــوة في الله ......؟ °!¤!,¸¸,!






رب أخ لك لم تلده أمك

الاخوة في الله رباط ايماني يقوم على منهج الله ..

ينبثق من التقوى ويرتكز على الاعتصام بحبل الله ..

ويمكن القول بأن الاخوة في الله منحة قدسية واشراقة ربانية , ونعمة الهية , يقذفها الله سبحانه وتعالى على قلوب المخلصين من عباده والاصفياء من اوليائه والاتقياء من خلقه .

وهي قوة ايمانية نفسية تورث الشعور بالمحبة والعاطفة والاحترام .

وهذا الشعور الاخوي يولد في نفس المؤمن اصدق العواطف النبيلة واخلص المشاعر الصادقة في اتخاذ المواقف الايجابية من المحبة والايثار والرحمة والعفو والتعاون والتكافل , وفي اتخاذ مواقف سلبية من الابتعاد عن كل ما يضر الناس في انفسهم واموالهم وأعراضهم وكراماتهم لذا كانت الاخوة في الله صفة ملازمة للايمان وخصلة مرافقة للتقوى .






والله سبحانه وتعالى يقول: (إنما المؤمنون اخوة) وقال ايضا (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) وللاخوة في الله معاني كثيرة وجليلة يتميز بها الاخاء الاسلامي , ومن اهم هذه المعاني :

المساوة والتعاون والحب في الله .



اولا: المساواة:

ولا نعطي اطنابا كثيرا في الحديث عن كل معنى بقدر ما نورده مثالاً عليه.

ومثاله: وقف بباب عمر كل من سهيل بن عمرو والحارث بن هشام وابو سفيان بن حرب وجماعة من كبراء قريش وسادتها ولكن عمر لم يأذن الا لصهيب الرومي وبلال الحبشي وهما موليان فقيران .

ثانيا:التعاون:

قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان..)

ولم يعرف تاريخ البشرية حادثا جماعيا قام على التعاون والايثار كحادث استقبال الانصار للمهاجرين بهذا الحب الكريم والبذل السخي والتسابق إلى الايواء حتى لم ينزل ما هاجر في دار انصاري الا بالقرعة لكثرة عدد النازلين .

ثالثا: الحب في الله .

الحب في الله مراتب: ادناها سلامة الصدر تجاه الاخوة فلا يليق بمسلم ان يربط بين حظه في الحياة ومشاعره مع الناس , وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) .

وقد بشر الرسول المتحابين في الله بالرحمة والخير العميم وقد ورد في الحديث النبوي ان سبعة يظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظل الا ظله ومن هؤلاء رجلان تحابا في الله , اجتمعا عليه وتفرقا عليه .. )

وان هذا الاخاء والحب في الله كفيل ان يتغلب على صعاب الحياة وينتصر على مشاكل العيش ويهنأ الناس به افرادا ويسعدون به جماعات.

ولما كانت الاخوة في الله امتزاج روح بروح وتصافح قلب بقلب .. ولما كانت صفة ملازمة للايمان مقرونة بالتقوى .. فقد جعل الله عزوجل لها من الكرامة والفضل وعلو المنزلة ما يدفع المسلمين الى استشرافها والحرص عليها .

قال تعالى (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا ..)



الطريق الى الاخوة :

والطريق الى الأخوة طريق سهل , وقد يسر الله لنا هذه الاخوة , وبين لناسبيل الوصول اليها في دقة ووضوح , وحتى يصل العبد الى هذه الاخوة فلا بد من اتباع بعض الوسائل للوصول اليها ومن اهمها :

أـ الوسيلة الاولى:

1ـ الايمان :وبغرس الايمان من خلال تحكيم كتاب الله في امور حياتنا واتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

ب ـ الوسيلة الثانية :

2ـ افشاء السلام

ويشرح اهمية السلام في الاخوة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا , الا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم , افشوا السلام بينكم) والسلام المقصود هنا هو ما يشمل النطق والفعل . بحيث يطلق السلام الى الاخ المسلم ببشاشة وابتسامة تدخل في النفس الفرح والسعادة والطمأنينة .

شروط الاخوة في الله

1ـ ان تكون الاخوة خالصة لله .

2ـ ان تكون الاخوة مقرونة بالايمان والتقوى .

3ـ ان تكون الاخوة ملتزمة بمنهج الاسلام .

4ـ ان تكون الاخوة قائمة على التسامح في الله .

5ـ ان تكون الاخوة قائمة على التعاون والتكافل في السراء والضراء .

الحقوق العامة والخاصة للمتآخين في الله :

أـ الحقوق العامة :



وهي حقوق اخوية واجبة على كل مسلم تجاه اخيه المسلم وتشمل :

1ـ افشاء السلام .

2ـ عيادة المريض .

3ـ رد السلام .

4ـ اجابة الدعوة .

5ـ نصرة المظلوم .

6ـ التنفيس عن المكروب .

7ـ تشميت العاطس .

وغيرها من الحقوق العامة منها الابتعاد عن الاذى والحسد التباغض والظلم والغيبة واتباع الجنائز .


ب ـ الحقوق الخاصة :

وهي حقوق جليلة وعظيمة ولها دور بارز في تربية شباب الاسلام منها:

أ ـ حق اخيك في مالك .

ويكون بالمعاونة والمساعدة بالمال .. فاذا مرت بالاخ ضائقة مالية مثلا .. فعلينا او على اخيه ان يقف بجانبه .. او مساعدته في حالة اقامة مناسبة سعيدة مثل الزواج وغيرها .

ومثاله .. لما آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع اثره بالمال والنفس فقال عبد الرحمن: بارك الله فيهما.. فآثره بما اثره به .



ب ـ حق أخيك في نفسك :

وذلك بالاعانة بالنفس في قضاء الحاجات والقيام بها قبل السؤال وتقديمها على الحاجات الخاصة .

وروي عن ابن عمر كان يلتفت يمينا وشمالا بين يدي رسول الله فسأله عن ذلك فقال: احببت رجلا فأنا اطلبه ولا اراه فقال: اذا احببت احدا فسأله عن اسمه واسم ابيه ومنزله وعشيرته , فإن كان مريضاً عدته وان كان مشغولا اعنته .

ج ـ حق اخيك في لسانك :

ان حقوق اللسان ثلاثة :

1ـ ان تكف عنه لسانك الا بخير .. بحيث لا تذكر له عيبا في غيبته او حضوره .

2ـ ان تعطيه من لسانك ما يحبه منك , فتدعوه بأحب أسمائه اليه وتذكره بالخير في الغيبة والحضور .

3ـ ان تدعو له ولأولاده .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك . ولك مثل هذا
4ـ حق اخيك في قلبك .

حق اخيك في قلبك تجمعه كلمتان ... العفو والوفاء قال تعالى ..فمن عفا واصلح فأجره على الله , إنه لايحب الظالمين) .

وهناك بعض الحقوق التي يجب ان يقدمها الأخ لأخيه منها :

1ـ ان تكلفه بما يشق عليه .

2ـ ان تحب النفع له وان تكره مضرته .

3ـ ان تكون عونا له ونصيرا .

وهذه صرخة نداء للاخوان .. التمسوا العذر لاخوانكم ولا تكثروا العتاب عليهم .. فان هذه الاخوة يترتب عليها الحب والسلام والتعاون والوحدة .




الوسائل في تعميق روح الأخوة .

أـ اذا احب الرجل اخاه فليخبره بحبه

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال .. (اذا احب الرجل اخاه فليخبره انه يحبه)

ب ـ اذا لقي الاخ اخاه فليطلق وجهه عند اللقاء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاتحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق)

ج ـ اذا لقي الاخ اخاه فليبادر الى مصافحته .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان الا غفر لهما قبل ان يفترقا) .

د ـ طلب الدعاء في حالة الفراق

قال الرسول (ما من عبد يدعو لاخيه بظهر الغيب الا قال الملك ولك بمثل ..)

هـ ـ ان يكثر الاخ من زيارة اخيه .

و ـ ان يدخل الاخ السرور لاخيه عند كل مناسبة طيبة كأن يقول لاخيه اذا تزوج (بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير)

ع ـ ان يبدي له الاهتمام في قضاء حوائجه .

ر ـ ان يقدم له الهدية اذا وجدت مناسبة او بدون مناسبة .

قال صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) .



ثمرات الأخوة في الله

أـ انهم يتذوقون حلاوة الايمان .

ب ـ يحيطهم الله بالرحمة والسكينة .

ج ـ ينالون الامن والسرور .

د ـ يستشعرون محبة الله ورسوله ويجدون حلاوة المحبة في قلوبهم .

هـ ـ المحبة في الله هي عنوان التوفيق في الدنيا والاخرة .

وـ زيادة درجات الجنة في الاخرة .

ر ـ المتحابين في الله مع الذين انعم الله عليهم من المرسلين .

ع ـ الاخوة في الله من بشائر الاعمال الصالحة .

م ـ الاخوة في الله سلوك حسن وصحبة نافعة .

غ ـ ان الثمرة المرجوة من الاخوة هي الجنة .

ونسأل الله ان يؤلف قلوب اخوتنا على محبة الله ورسوله ويقوي من رابطة الدين والعقيدة والدم . ويجمعنا في دار الخلد دار الجنان في سرر متقابلين . واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين .
-------------
مشاركة /الراس الصغير ابو خالد /بلخزمر