[frame="1 80"]
عطــــــــــاءٌ ومنـــــــع ..
أنت بين عطاء أو منع من الله تعالى ،
وفي كل منهما ابتلاء وفتنة ..
ولعل الابتلاء بالعطاء يكون اشد وأعنف ،
ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، ويحسبون أن الابتلاء بالمنع هو الابتلاء !
أما العطاء فلا يحسبونه في هذا الباب .. وهذا وهم ..
يقول الله تعالى :
( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) ..
كثيرون ينجحون في ابتلاء المنع والشدة
ولكنهم سرعان ما يسقطون في امتحان العطاء والكرم
إذا جاءهم من حيث لا يحتسبون !!
فإنما ابتلاكَ بالعطاء ، وزادك نوالا
وأغدق عليك ، وفتح لك أبواب خير من حيث لا تحتسب
لينظر كيف تصنع فيه ، وكيف يكون شكرك عليه
وما هي مواقفك من الخلق خلال هذا كله ..!!
أما المنع فاعلم أنه ما منعكَ بخلاً ، أو خشية من نفاذ خزائنه !
_ حاشا وكلا _
إنما منعك حين منعك :
لحكمة يعلمها هو وقد لا تقف أنت عليها ، ولا تنكشف لك ،
ثم لينظر كيف تكون ردة فعلك أمام هذا الابتلاء بالمنع
وكيف ستصنع ، وبماذا سيدور لسانك مع الخلق ، وفي وحدتك
هل ستقنط وتيأس ، وتتضجر ، وتتأفف ،
أم ستبقى محلقاً في سماء التسليم لله ، والثقة به
واليقين بما عنده ، وحسن الظن به ، والاطمئنان إلى حسن اختياره لك !!؟
ولو أنك علمت وتذكرت واستحضرت :
أن كل شيء عنده بقدر مقدر وإلى أجل مسمى ، وبحكمة ولحكمة
ولا شيء يحدث في كونه عبث وأن له الأسماء الحسنى التي لا تتخلف ولا تتعطل وأنه أشد رحمة بك من أمك وأبيك ونحو هذا
لو تذكرت هذه المعاني وأمثالها واستحضرتها لأرحت نفسك من عناء الهم والغم ولدار لسانك بالحمد والثناء على الله على كل حال .. فإن كنت كذلك ، كنت من صفة الصفوة ، الأقلون عددا !!
الذين قال عنهم ، مادحا لهم ، مثنيا عليهم (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) ..
فهنيئا لك والله ! مثلك يُحسد !ومثلك يحرص على صحبته ، والتبرك برؤيته !
[/frame]