حينَ يكونُ الموت أرحم ,,
[align=center]
كالصمت في جنح الظلام
يااااه .. كثيرة جدآ هي تلك الأشياء
تنخر في عظامه بلا أدنى شفقة , وتتغلغل في أوردته كالسرطان
وتظل تنتشر وتنتشر وهو كما هو , لا يمنعها ولا يستطيع الاعتراض
***
جميعهم يتحدثون عن تفاصيل الأشياء .. حتى عن الأموات يتحدثون
عن شريط الذكريات القديمة
آخر مرة قرأ بها كتابا ، أخذ المصحف وقرأ , فإذا بأحزانه أنهارا تصب في حنايا جوفه
هاهو السكون غالبا مايأتي بالألم .. بصفعات تأتي وتأتي حتى يشعر بالبلادة ويستسلم ..
بل ويحن لتلك الصفعات ..!
وحينما يشعر بأن ذلك لم يعد يغيّر فيه شيئا يتفاجئ حينها أنه أصبح أضعف ..!
***
يبحث عن وجهه القديم الممتلئ عزة وكرامة
يبحث عن وجهه الذي كان باسماً ضحوكا
يتذكر حينها
عندما كان يضحك حتى تجري الدموع على خده من السعادة
على عكس دموعه الآن التي أصبحت تجري بداخله من الألم ..!
لايراها أحد ولا يشعر بها غيره
يبحث عن طفلٍ بداخله كان يبكيه " لعبتة المكسورة " ويضحكه ما لا يُضحك
يبحث عن طفلٍ كان يختبئ خلف الجدران ليخيف أصحابه .. ويضحك
يبحث عن ذلك الطفل الذي يملأ " البالون " بالماء ليقذفه على المارّة في الطريق من فوق سطح منزله فيضحك من هرعهم
يقف أمام المرآة .. ينظر في وجهه .. يسحبه من دقنه بيديه فيمتد ويتغير شكله فيضحك
يجعل من وجهه " صلصال " يشكله كما يريد .. وكل هذا لكي يضحك
***
يتغير الزمان والمكان , تتلاشى السكينة ويندثر الهدوء
يواجه الحياة لوحده بعد أن ودعته طفولته
يذهب الى الركن البعيد في غرفته , ويوصى الظلام بأن يستر لحظة ضعفه
يضع وجهه بين يديه ويبكي ويبكي ليشعر بقليل من الراحة
***
يقول أحد من قال ولا يعرفهم " الضربة التي تأتيك من الخلف تدفعك إلى المقدمة " ..!
يقول في نفسه " ما أكذب الناس , وما أكذب أدبائهم "
" منذ أن عرفت نفسي والضربات لم ترحمني لو لحظة ولم أصبح يومآ في المقدمة " ..!
***
ينظر إلى الجهة الأخرى فإذا به يسمع عبارة " الفقر مو عيب "
يبدأ في ترديدها لكل من شمت بفقره بالرغم من عدم إيمانه بهذه المقولة..
فهو مؤمن بأن الفقر في هذا الزمان " عيب " ..!
ينظر إلى ثوبه , فإذا بالشقوق في كل أجزاءه , يمد يده ويضعها على تلك الشقوق
فإذا بالشقوق التي في يده أكثر من شقوق ثوبه ..!
***
يشعر بقرقرة الجوع تجتاح بطنه , يضغط على بطنه بيديه ويبقى صامتآ
صمت وصمت وصمت حتى أثار الشبهات بنظرة عينيه
انتظر وانتظر حتى ملّ منه الإنتظار
***
هاهم أعداءه يأتون ويقتربون منه
ثقبوا في جوفه ثقبا ليضعوا فيه مايرغبون , ويبقى صامتا رغما عنه ولايحق له حتى الإعتراض
الواقع .. أن صوت تلك الفؤوس كان كافيا ليتهاوى وينهار دون أي يهمس بحرف
حتى حق التوسّل ( سُلب منه )
كيف بكم إن أراد عتابا ..!
***
الآن الساعة تشير إلى المستقبل إلا خمس خيبات
لم يتبقى إلا خمس " خيبات " ويحلّ الظلام من جديد
ويعود كما كان بلا أصحاب .. حارسا على أبواب امبراطورية " قهر الرجال "
سيأخذ فنجانه الدافئ في هذه الليلة الباردة , ليحتسي الذل
ويأكل عليه قطعة من الصمت المحلّى ببعض الاستمرارية
ومضة أخيرة
(( أهلآ بالموت , فهو الآن أشفق ))
منقول[/align]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|