18-12-2013, 08:32 AM
|
#5061
|
كبار الشخصيات
|
رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
من أجواء الرحمة والمودة
تفتحُ عينيك ـ وأنت بعدُ طفلٌ صغير ـ لترى إبتسامة حانية عذبة ترفرفُ على وجهك ..
إنّها إبتسامة أمّك الرحيمة الرفيقة المحبّة لك
وتبدأ مشاعرك بالإحساس بما حولك ، فترى أباً يحدب عليك ، وإخوة يلاطفونك ، وجدّاً أو جدّة يفيضون حناناً عليك .
ثمّ تدرجُ في مدارج الحياة فتلتقي أناساً كثيرين يحبّونك ويحترمونك .. تألفهم ويألفونك .. فيهم الأصدقاء وفيهم الزملاء وفيهم الإخوان .
وتبلغ مبلغ الرجولة فيهفو قلبك إلى فتاة تتمنّى أن تشاركك الحياة وتكون لك زوجةً مخلصةً أمينة حبيبة مطيعة ، فيكونُ لك ما تريد ، ويجعل الله بينكما مودّة ورحمة ، فيهنأ العيش وترغد الحياة وتصفو الأيام بنعيم القرب والمعاشرة والمشاطرة في الأفراح وفي الأحزان .
وتُرزقُ بالبنين وبالبنات فتجدُ في قلبك حبّاً طافحاً ورحمة جارفة تعذقها على كلِّ واحد منهم ..
مرّت امرأة ـ ذات يوم ـ من أمام المسجد النبويّ ، وهي تحتضن طفلها الذي شغفها حبّاً ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه :
«اُنظروا إلى رحمة هذه المرأة بابنها .. إنّ الله أرحمُ بعباده من الأمّ بوليدها» .
ويمرّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً آخر بحمامة تحتضن بيضها برفق وحنوّ مؤمّلة نفسها بفراخ يحومون حولها ، ويفتحون مناقيرهم الصغيرة طلباً للرحمة بهم ، فتلقي في فمّ كلِّ منهم حبّة يختلط طعمها اللذيذ بطعم الحبّ الألذّ ..
فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
«اُنظروا إلى رحمة هذه الحمامة ببيضها .. إنّ رحمة الله بعباده لأشدُّ من رحمتها بفراخها» .
هذا إذن عالمٌ أُسس على (الرحمة) وقام عليها
والرحمة تعني العطف والرقّة والخير والنعمة ، وهي لا تفيضُ إلاّ من قلب صاف محبّ
أحببْ غيرَك تكن رحيماً به
وإذا أحبّك كان رحيماً بك
وإذا أحببتما بعضكما فاحت الرحمة وانتشرت .. وتنشِّق الناسُ أريجها
وإنّ الرحمة إذا نزعت من قلب لم يبق إلاّ الحجارة القاسية ، وفخار الطين البليد ، والأشواك المدبّبة ، والمخالب والأنياب .
فالجلاّد ، والظالم ، والمجرم ، والعنيف البليد الإحساس المتحجر العاطفة ، ربّما يجدون لذّتهم في قسوتهم
فيما يجد المحبّ الحنون الرقيق الرفيق المرهف العاطفة ، النقيّ المشاعر ، لذّته في أن يُحِبُّ ويُحَبُّ ، ويَرحم ويُرحم
والرحمة من صفات الله وأسمائه الحسنى أ نّه (الرّحمن) (الرّحيم)
و (الرّحمن) كما في اللغة ، هو كثير الرحمة .
و (الرّحيم) كما في اللغة أيضاً ، دائم الرحمة .
ولو كانت رحمة الله كثيرة ولم تكن دائمة لكان الخطر يتهددنا في بعض الأوقات ، فقد تكون كثيرة في وقت وغائبة في وقت .
لكنّنا إذا أدركنا أنّها كثيرة ودائمة وملازمة لنا في كلّ وقت وكلّ مكان وكلّ موقف شعرنا بالراحة والاطمئنان ، كمن يحمل الماءَ معه دائماً ، لن يشعر بالخوف من الموت عطشاً .
فلقد كتب الله تعالى على نفسه الرحمة ، وحسبنا أملاً ورجاءً بهذه الرحمة الواسعة الدائمة ، أنّ الله كتبها على نفسه ، أي جعلها صفة ملازمة لا تنفكّ عن ذاته .
نعم ، هو شديد العقاب ، لكنّ ...
رحمته سبقت غضبه ، وانّ مغفرته وحلمه أوسع من غضبه وانتقامه وسخطه .
همسة
الرحمة هى تعبير رائع وجميل عن إنسانية الانسان في الكلمة والموقف
فهى تؤلّف بين القلوب ، وتذوّب الجليد ، وتزيل الحواجز ، وتفتح سبل التفاهم والتعاون
وهى تعلِّم كيفية التقاء العقل مع العقل ، والقلب مع القلب والانسان مع أخيه الانسان
فهي تعارف وتحابب وتواصل
لذا أشعر قلبك بالرحمة .. إملأه بها ..
لا تبخل على مَنْ حولك بها .. ولا تخف نفاداً .. فالرحمة ـ كالعلم ـ تزداد على الإنفاق
أخيراً ..
ردِّد في أعقاب كلّ صلاة :
أللّهمّ إنّ مغفرتك أرجى من عملي وإنّ رحمتك أوسع من ذنبي ..
أللّهمّ إن كان ذنبي عندكَ عظيماً فعفوك أعظمُ من ذنبي ..
أللّهمّ إنْ لم أكنْ أهلاً أن أبلغَ رحمتك فرحمتك أهلٌ أن تبلغني وتسعني لأ نّها وسعت كلّ شيء
-----------------
للفايدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
|