|
|
.
..
.
.
(3)
قدر زكي ان يتواصل مع ربان السفينة الهولندية..
فالهولنديين استعمروا اندينوسيا اكثر من 3 قرون , وشرح له قصته, وطلب منه انه يوصله الى اقرب مكان يمكن ان يوصله الى مكة.
وافق ربان السفينة, وكان اقرب مكان فيه مسلمين هي جزر زنجبار, قريب سواحل افريقيا واللى كانت مملكة عمانية, وهناك نزل زكي وابناءه, الذين وصل عمر اكبر واحد فيهم 25 سنه.
وفي مدينة انغوجا عاش زكي هو ابناءه وحلم الوصول لمكة ما فارقهم وبدأوا في التحضير لرحلة الذهاب الى مكة بعد ان عملوا عند احد التجار المسلمين من عمان.
ولكن كان زكي قد تعب والمرض هد حيله وبعد كذا مرض مرضا شديدا, ومات في نفس العام الذي وصل فيه الى زنجبار, مات وهو وهو راضي ومسلم بقضاء الله..
عرف زكي ان حجته تامة ان شاء الله, وان الله تقبل منه كل ما فعله من اجل الوصول لمكة.
وكان قد اوصى ابناءه ان يكموا الحج عنه, وان يبحثوا عن زوجته التي فرق بينه وبنها القدر في عرض البحر.. ويهدوها منو السلام والحب.
مرت الأيام وعاش ابناء زكي في الجزيرة مدة خمس سنوات ولما جمعوا ما يحتاجونه من المال, طلبوا من التاجر العماني ان يأذن لهم بالذهاب لأداء مناسك الحج.
كانت رحلة ابناء زكي حزينة ومفرحة في نفس الوقت، فقد تذكروا ابوهم الذي خرج قبل اكثر من 30 سنة لأداء فريضة الحج, لكنه لم يصل, وتاه في البحر, وعاش حياة قاسية جدا تمكن فيها من البقاء كل هذا العمر وهو لا يعرف عن وطنه واهله أي شيء.
حتى لما عرض عليه قبطان السفينة الهولندية ان يعيده الى وطنه رفض، وفضل ان يكمل مشواره الى مكه, بعد ان تيقن انه لن يجد الكثيرين ممن فارقهم.
حمل ابناء زكي ذكريات قاسية، لا يتصورها احد, فلم ينسوا حياة الجوع والخوف والمرض على ارض الجزيرة, ولم ينسوا امهم التي فتك بها الحزن والمرض حتى ماتت.
كل هذا يتجرعه ابناء زكي يوما بعد اخر منذ عرفوا الحياة, لكنهم فضلوا العيش واصروا بصبر وجد على الذهاب الى حيث امرهم ابوهم, وانفاذ وصيته, والبحث عن اهلهم وبني جلدتهم.
هب هواء الحجاز وظهرت معالم ارضها الطبية في عيون المسافرين الى مكة من بلاد زنجبار, و عرف محمد ابن زكي الكبير, انو عليه ان يبقى في مدينة جدة, الميناء اللى ينزل فيه كل حجاج البحر, حتى توصل سفن حجاج بلاد جاوة, من بعد شهر رمضان.
وفعلا وصلت سفن الحجاج من كل مكان، وراح محمد يتعرف على اهلها، ويبحث عمن يدله على المكان الذي اتى منه ابوه.
لكن لم يستطع ان يتعرف الى احد، فقد مضى وقت طويل جد, وهناك عشرات الحوادث اللى تشبه لسفينة زكي التى لا يعلم عنها احد.
خرج محمد مع اخواته الى مكة. . قد اقترب موسم الحج كثيرا.
وكانوا مشتاقين لرؤية الكعبة, واهل مكة الذين صورهم ابوه كملائكة في ذهنه, فكيف لا وهم اهل النبي صلى الله عليه وسلم وعشيرته.
(4)
كان كبير الجاوة في مكة معني بشؤن كل الحجاج الذي يصلون الى مكه..
وعرف من ابن زكي قصة ابوه, وبدأ عريف الحجاج في السؤال عن زوجة زكي اللى جت للحج قبل ثلاثين سنة.
وعرف انها كانت تتردد كثيرا على قوافل حجاج جاوة كل عام..
لكنها خافت انو احد يخطفها وتباع كجارية لأحد القبائل المحيطة بمكة ففضلت الزواج برجل من اهل مكة, ثم انقطعت اخبارها بعد كذا.
ما قدر محمد انو يوصل لأي معلومة عن زوجة ابوه، لكنه كان مصرا على ان يبحث عمن يدله عن أي شيء عنها، ولم يفقد العزيمة والاصرار الذي كسبه عن وابوه.
حلت ايام الحج، خرج محمد واخوته لأداء مناسك الحج، , وعاشوا في الحج اجمل ايام حياتهم, وعوضهم الله الكثير الكثير من الخير والصداقات والمال الوفير الذي كسبوه بفضل معرفتهم بالتجارة والكسب, وهناك حدثت الكثير من القصص المشوقة, والتي لم تدر بخلد محمد ولا اخوانه.
كان اولها هو ان محمد زوج اخته الوحيدة، على احد ابناء إتشيه, الذي تعهد بأن يصونها وان يصلها الى من يعرف اهل ابيها اذا عاد الى بلاده.
وقد فرح ابناء زكي بهذا الزواج الذي تم في موسم الحج, وشاركهم فيه الكثير من الحجاج بفرحة غامرة.
بعد ان تزوجة ابنة زكي الوحيدة قرر اولاده ان يعيشوا في مكة وان يبقوا فيها بقية حياتهم, فم يعد لهم وطن يعرفونه غيرها...
الله يعمرها.
..
.
.
يتبع
.
|
|