رحلة الى حياة البرزخ
بسم الله والحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
إن الإيمان باليوم الآخر من أهم الأركان التي يقوم عليها الإيمان ، ويبدأ اليوم
الآخر بفناء عالمنا هذا ، واليوم الآخر يعبر إليه جميع الخلق عن طريق الموت .
قال تعالى
( ولِكُلِ أُمَّةٍ أجل فإذا جاء أجَلُهُم لا يَسْتأخِرُون
ساعةً ولا يَسْتقدِمُونَ )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده
أيسر منه ، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد منه )
وتبدأ الرحله إلى حياة البرزخ بقبض الأرواح :
وملك الموت هو الذي يقبض الأرواح بأمر من الله تعالى ، وعند الإحتضار يرى المُحتضر
الملائكه
الذين يقبضون روحه ويعرف مصيره إن كان إلى الجنه أو النار
قال تعالى :
(الذين تَتَوفَّاهُم المَلائكَةُ طيبين يقُولُون سلامٌ عليكُمُ
ادخُلُوا الجنَّة بمَا كُنتُم تَعْمَلُون )
(ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم
أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن
آياته تستكبرون )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ان الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا :
اخرجي أيتها النفس الطيبه كانت في الجسد الطيب ، اخرجي حميده وأبشري بروح وريحان
ورب راض غير غضبان . . . ، . . . ،
واذا كان الرجل السوء قالوا : اخرجي ايتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ،
اخرجي ذميمة وابشري بحميم وغساق وآخر من شكله ازواج . . . ) إلى آخر الحديث
- سؤال القبر ونعيمه :
تلك هي نهاية الدنيا ، الموت ودخول القبر ونترك خلفنا كل ما نملك ولايدخل معنا سوى
أعمالنا ،
فنترك منازلنا ونسكن في صندوق العمل ( القبر )
يجب الإيمان بأن أول ما ينزل بالميت بعد موته سؤال الملكين في القبر ، بأن يرد الله
عليه روحه وسمعه وبصره ،
ثم يسأله الملكان عن ربه وعن دينه وعن نبيه ، فإما ان ينعم أو
يعذب حسب حسن اجابته او سوئها .
وعن أنس ابن ماك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ان العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه - حتى انه ليسمع قرع نعالهم اذا
انصرفوا - اتاه الملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ، لمحمد
صلى الله عليه وسلم ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد انه عبدالله ورسوله ، فيقال له انظر
مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا في الجنه ، فيراهما ، ويفسح له من قبره
سبعون ذراعًا ويملأ عليه خضرًا إلى يوم يبعثون ، واما الكافر او المنافق فيقال له :
ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا ادري ، اني كنت أقول ما يقول الناس ، فيقال له
: لا دريت ولا تليت ، ويضرب بمطارق من حديد ضربة بين اذنيه فيصيح صيحه يسمعها من
يليه غير الثقلين ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ) رواه البخاري ومسلم
ومن هنا بدأت حياة البرزخ وكلا الفريقين ينتظر يوم القيامه ، فالمؤمن الصادق يكون
قبره روض من رياض الجنه ، ويوم البعث الى جنات النعيم .
والكافر والمنافق، يكون قبره حفرة من حفر النار ويوم البعث الى جهنم وبئس المصير .
كانت هذه رحلة إلى حياة البرزخ .. فهل تجهزنا لهذه الحياة ؟
أسأل الله العلي القدير أن أكون أنا وانت وانتِ ممن يبشر بروح وريحان وربٍ راضٍ غير
غضبان
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
--------------
للفايدة