عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-2013, 02:38 AM   #5108
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

فضائل محبة الله تعالى وثمراتها

ولمن حقّق محبة الله تبارك وتعالى عدّة فضائل
منها ما يأتي شرحه في النقط الآتية:
1-الفوز بمحبة الله تعالى
وقد كان بعض أهل العلم يقول:" ليس الشأن أن تُحب الله، ولكن الشأن أن يُحبّك الله"([1]). والله عز وجل هو الودود الذي يُحِبُّ ويُحَب، كما قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:«وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ»([2]
وبهذه المحبة ينزَّلون أفضل المنازل، قال صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي»([3]). وقال صلى الله عليه وسلم:«يَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ»([4]).
ولأجل هذا تطلّع الصحابة إلى هذه المنزلة وتنافسوا فيها رضي الله عنهم، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله علي يديه يحبّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينيه. قال: فأرسلوا إليه . فأُتيَ به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية([5])، وفي رواية أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يومها:" ما أحببت الإمارة إلا يومئذ". أحبها لا لأجل الإمارة، ولكن لأجل هذه الشهادة الرفيعة (يحبّ اللهَ ورسولَه يُحبُّه الله ورسولُه).
2-بلوغ المنازل العالية
ومن فضائلها أنها ترفع العبد إلى الرتب العالية والمنازل الرفيعة، ومما يدل على ذلك خبر ذلك رجل الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فقال: مَتَى السَّاعَةُ قَالَ وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ" قَالَ أَنَسٌ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ أَنَسٌ فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ([6]).
3-تحصيل لذة الإيمان
ومن فضائلها تحصيل لذة الإيمان وحلاوته وتمام النعيم، وغاية السرور: وذلك لا يحصلُ إلا بمحبة الله عز وجل ورسوله، قال صلى الله عليه وسلم:«ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّار»([7])
فلا يغني القلبَ، ولا يَسُدُّ خلَّتَه ولا يشبعُ جوعته إلا أن يمتلأ بمحبة ربه سبحانه، وبالإقبال عليه عز وجل، ولو حصل له كل ما يلتذ به لم يأنس ولم يطمئن إلا بمحبة الله عز وجل.
4-الاستقامة وترك المعاصي
ومن فضائل المحبة أنها من أعظم ما يحمل العبد على الاستقامة وترك المعاصي ومجانبة ما يغضب الرب سبحانه، قال ابن القيم في محبة الله عز وجل:«وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته، ومعاصيه؛ فإن المحب لمن يحب مطيع، وكلما قوي سلطانُ المحبةِ في القلب كان اقتضاؤه للطاعة، وترك المخالفة أقوى، وإنما تصدر المعصية والمخالفة مِنْ ضَعْفِ المحبة، وسلطانِها، وفرْقٌ بين من يحمله على ترك معصية سيده خَوْفُه من سوطه وعقوبتِهِ، وبين من يحمله على ذلك حبُّه لسيده»([8]).
5-الصبر وتسلية المصاب
ومن فضائلها تسلية المحب عند حلول المصائب: قال ابن القيم:« فإن المحب يجد من لذة المحبة ما ينسيه المصائب، ولا يجد مِنْ مسِّها ما يجد غيرُه، حتى كأنه قد اكتسى طبيعةً ثانيةً ليست طبيعةَ الخلق. بل يَقْوَى سلطانُ المحبةِ حتى يلتذَّ المحبُّ بكثير من المصائب التي يصيبه بها حبيبه أعظم من التذاذ الخليِّ (أي العاري من المحبة) بحظوظه وشهواته»([9]).
6-الاطمئنان وقطع الوساوس
والمحبة تورث الاطمئنان وتقطع الوساوس عن القلوب التي امتلأت بها، لأنها والوساوس نقيضان لا يلتقيان، قال ابن القيم:« فبين المحبة والوساوس تناقض شديد كما بين الذكر والغفلة؛ فعزيمة المحب تنفي تردد القلب بين المحبوب وغيره، وذلك سبب الوساوس، وهيهات أن يجد المحب الصادق فراغاً لوسواس الغير؛ لاستغراق قلبه في حضوره بين يدي محبوبه، وهل الوسواس إلا لأهل الغفلة والإعراض عن الله تعالى؟ ومن أين يجتمع الحبُّ والوسواس؟»([10]).
7-الشفاعة في الدنيا والآخرة
ومن الفضائل أن محبة الله عز وجل ورسولِه صلى الله عليه وسلم تشفع لصاحبها في الدنيا والآخرة، روى البخاري عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:« لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إلا أنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ»([11]).
8-حسن الخاتمة
ومن أعظم فضائل محبة الله أنه يظهر أثرها على فراش الموت، إذ عند الموت يُخرج قلب العبد ما كان فيه، فيصبح يتكلم من غير أن يتحكم في حواسه،
والمرء إذا كان في الحياة فإنه يستطيع أن يتحكم في نفسه، فيظهر للناس خلاف ما يخفيه في قلبه، أما عند الموت فإنه يفقد هذه الاستطاعة، فتظهر كل الأشياء التي في قلبه على لسانه، فمن كان محباً لله عز وجل فتظهر الشهادة وذكر الله تعالى،
لأن هذا ما كان يعمر قلبه؛ ومن كان في قلبه محبة غير الله تعالى من شهوات الدنيا – والعياذ بالله – فيحصر ويبتلى بسوء الخاتمة، وربما يذكر ما كان يحبه من المال وتجارات وديار وسيارات أو ألفاظ الغناء وأسامي النساء
----------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس