عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-2013, 12:30 AM   #149
براااق الحـــازم
 
الصورة الرمزية براااق الحـــازم
 







 
براااق الحـــازم is on a distinguished road
افتراضي رد: (♛‿♛) تكــــــــية جدتي ..

.


.
لمـّا استقر المقام وغنى الحمام, لمحمد واخوه في مكة.

شاف اللى ما كان يخطر في باله, فالمجتمع الملائكي الذي صوره له ابوه كان غير اللى يشوفه ويعيشه.
كان عالم التجارة عالم فاسد سيطر عليه عمليات الربا المحرم في الإسلام، وكان التجار الهنود والحضارم في غالبهم هم رواد هذا الفن من التجارة..

وكانت الحياة في مكة قاسية جدا.. وهناك مجتمع شبه طبقي.. فيه اسياد وعبيد ودرويش وشحاتين, والعائلات الفقيرة من اهل الحجاز كانت تعمل بوابين او حمالين وعايشين على فتات العائلات الكبيرة خاصة تلك التي استوطنت الحجاز واصبحوا غالبية اهل مكة..

و كانت اهم تجارة كبيرة في مكة في ذاك الوقت في يد الزمازمة وكان لهم نقابة وكبير وكانوا يربحون طول وجود الحجاج في مكة من كل الخدمات اللى يقدموها لهم.

وكان هناك الكثير من الغرائب المؤلمة ا لتي تكشفت لمحمد عن حقيقة ما يدور في مكة..
كان اشدها سوق العبيد والذي كان يبيعوا فيه العبيد والجواري من كل مكان.. واللى ما كنوا اهل مكه يقدرو يستغنوا عنهم ابدا..

العبيد السود من افريقيا, ومن تركيا يجيبوا العبيد الشراكسة اللى لونهم ابيض ودولا يباعون بالجنية الإنجليزي وغيرهم من السود والمواليد يبيعوهم بعملة اسمها "ريال ماريا تريزا".



وكانت السلطات العثمانية تتغاضى عن الكثير من المشاكل لصالح الاشراف اللي يحكمون مكة.. وخاصة مشكال تجارة العبيد وقضايا المحاكم, وكثير من البدع الصوفية وكثير من خلافات المذاهب اللى كانت منتشرة بين المسلمين.
لكن كل هذا لم يثني محمد عن الكسب الحلال، زيه زي جماعته الجاوة الذي يترفع عن الكثير من الحيل الفاسدة لكسب المال..
قدر محمد انو يصل الى احد المكيين الذين تعرف عليهم في موسم الحج, واللى عجبته مواهب محمد واخوه في التجارة وفي كل شيء يسووه,..
من طريقة ببيعهم للحطب, واتقانهم بعض الحرف اليدوية مثل نسج الحصير والسلال والرسم عليها..
كانو الجاوه فنانين .



وبدأت شراكة وصداقة ومحبة بين أبناء زكي وذاك المكي اللى كان من قبيلة حرب, احسوا معها بالأمان والحب الحقيقي الذي افتقدوه من يوم مات اوبوهم .
في يوم من الأيام قال المكي لصديقه: ليه ما تتزوج , انا اشوفك راجل كبير.., وتقدر تتزوج من جماعتك الجاوه اللى عايشين في مكه.
وهنا بدأ محمد في سرد قصته كاملة .. وقال لصاحبة المكي: انو هناك مهمة يجب ان ينجزها وهي البحث عن زوجة والده.. عندها فقط يكون محمد قد قضى حاجة ابوه اذا عرف مصيرها ..
استعجب المكي من وفاء محمد لابوه, وساهم معه في البحث عن تلك المرأة المجهولة...لفترة طويلة دون جدوى..
وكان اكبر ما فعله هذا المكي انه نشر خبر هذه القصة في المجتمع المكي بشكل كبير, وتناقلتها مجالس النساء والرجال بالفضول والتعجب.
كان لعيال زكي زاوية صغيره يبيعو فيها تجارتهم بجانب السوق الكبير شمال مكة وهي المنطقة التي تسكنها قبيلة حرب, وغالبا ما يتردد على المحل فقراء ومساكين الحرم لطلب المساعدة.
وكانت وحده من العجائز ممن اللى يسموهم اهل مكه " المراسيل " تردد كثير على دكان محمد, وتوايق في الادمي وتتفحص شكله كأنها تعرفه.

وفي يوم من الأيام جت هذى العجوز, وقالت له ان هناك حرمة تبغى تشوفك ضروري..
نهرها محمد بشدة, وضنها مخبولة او مجنونة.
ولكنها قالت : انو ليس لها من الامر شيء, وانها رح تنضرب اذا ما جاء معاها, عند هذي الحرمة.
خاف محمد من نية العجوز, . لكنه في الأخير استسلم لرغبتها, ووعدها ان يروح معها بعد صلاة المغرب, اللي اعتاد ان يصليها في الحرم.


خرج محمد من باب السلام على عادته ولقي المرأة العجوز في انتظاره، وسار معاها من غير ما تقول له فين بيروحوا.
دخلوا في احد الشعاب الشرقية لمكة واللى مزحومة بالبيوت وطرقوا باب بيت كبير باين ان أصحابه من اهل النعمة والغنى..
دخل محمد لحوش البيت ولقى امرأة حسناء بانتظاره.. وكان الخوف والرعب اللى وجهها اشد من الخوف والرعب اللى في قلب محمد.

استفسر منها بلهجته مرتجفة عن حاجتها, فأخبرته انها "كوثر" البنت الكبرى لساميا زوجة ابوه ..
انهار محمد من هول المفاجئة, وكاد يسقط على الأرض, فأخيرا حلم ابيه يتحقق امامه.. وقريبا سوف يصل الى زوجة ابوه .. وينقل لها سلام ابوه وغربته بعدها.

عرف محمد بقصة زوجة ابوه الحبيبة، والعذاب والعنا اللى عاشته, وكيف ماتت, وبكي بكاء شديد من اللى سمعه عنها وعن تضحيتها, وتذكر أيام الجزيرة وتعبها, وزاد وجعه وحسرته.

كانت كوثر هي بنت سامية من زوجها المكي.. تزوجت بعد موت أمها من راجل غني ..كان مدين ابوها فلوس.. و ماقدر ابوها يوفيه الدين, فطلب بنته الكبيرة مقابل دينه فوافق الرجل وتزوجت هذ البنت رجلا يكبر ابوها .
لكن هذا الرجل الغادر.. سرعان ما انقلب على عائلة زوجته الشابة, وطردهم حتى من مكة , عشان يبعدهم عن زوجته اللى كان يخاف عليها ان تفارقه في أي لحطة.
بعد ما هدي حال محمد.. وعرف كامل القصة, طلبت كوثر من محمد انو يدور على اخواتها, اللى ما تعرف عنهم شيء فهي في سجن داخل بيت زوجها من اربع سنوات.

اشر محمد بيدو الى العجوز وقال انها تعرف وين اخواتها, فهي ومثيلاتها, يعرفون كل شيء عن عوائل مكه وحريمها..
لأنهم يدخلون كل البيوت ويدلون الرجال على النساء والفتيات اللي في سن الزواج.
بسرعة حاولت العجوز انها تخرج من البيت بعد ما سمعت كلام محمد.. لكن سبقها على باب الحوش.. وساومها على خاتم من الذهب كان ورثه عن ابوه ان هيه ساعدته في العثور على بنات سامية.

وافقت العجوز لكنها حلفت الايمان العظيمة انها لا تعرف مكانهم, و رح تساعد محمد عشان يحصلهم , ورح تسأل كل اللي تعرفهم من المراسيل, عن مصير اخوات كوثر.
..
.

يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
براااق الحـــازم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس