عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-12-2013, 08:00 PM
الصورة الرمزية ال يتيم العلي الدوسي
ال يتيم العلي الدوسي ال يتيم العلي الدوسي غير متواجد حالياً
مشرف قسم الاسلام حياة وقسم التغريدات
قسم العام
 






ال يتيم العلي الدوسي is on a distinguished road
افتراضي تاريخ الملكه بلقيس




الملكه بلقيس

(بالعبرية:מלכת שבא ملكت شفا)

كانت ملكة مملكة سبأ الوارد ذكرها

في الكتب المقدسه كلها مثل القرآن .

وفدت الملكة غير المُسمَّاة في

النصوص الدينية على الملك سليمان،

وفصَّلَ رجال الدين والمفسرون

والإخباريون في تفاصيل ذلك اللقاء

حتى غدت شخصية هذه الملكة مادة

خصبة للكتب القصص والروايات

وتعد هذه المرأة مصدر فخر واعتزاز

لليمنيين كان هناك خلاف بين الباحثين

حول موقع مملكة هذه الملكة

وإدعت شعوب كثيرة أنها موطن

هذه الملكه وأفترض عدد من الباحثين

أنها مصرية وإثيوبية وسورية

ولكن الأبحاث الأثرية أثبتت بما لايدع

مجالاً للشك أن موطن مملكة سبأ

كان باليمن وإن لم يُعثر لهذه الملكة

بحد ذاتها أثر في نفس الوقت،

لا ينفي علماء الآثار وجودها،

وإن كان بعضهم يعتقد أنها أسطورة

يمنية قديم وجدت طريقها إلى العهد

القديم لوجود تماثيل عديدةٍ لنساء

في معبد بران أو "محرم بلقيس"

كما يُسمِّيه اليمنيون، واعتقادهم -

كونها ذكرت في العهد القديم والقرآن

أنه لا بد أن يكون للقصة سند آثاريٌّ

في مكان ما أنتجت العديد من

الكتب والأفلام والروايات حول

هذه الملكة الغامضة

وقصتها مع الملك سليمان،

الذي هو بدوره كذلك لا يوجد دليل

آثاريٍّ واضح يشير إلي سواءً في

اليمن أو فلسطين ومصرالقديمة

وغيرها من حضارات العالم القديم.


في التراث اليهودي :-


العهد القديم هو أقدم النصوص

الذي يشير إلى هذه الملكة دون أن

يسميها أو يذكر من أين أتت تحديداً

قاصراً ذكرها على أنها ملكة مملكة سبأ

سمعت بخبر سليمان وحكمته فذهبت

إليه لاختبار هذه الحكمة والتحقق منها.

قادمة على ظهور الجمال بقافلة من

الطيب والأحجار الكريمة والأبخرة

الذي يذكر العهد القديم أن أورشليم

لم تشهد مثلها من قبل التحقق من

القصة من ناحية الآثار يكاد

يكون مستحيلا، ولكن الإشارات إلى

الطيب والأحجار الكريمة التي

" لم يأت بعد مثلها "

دلائل أن المملكة التي كانت تحكمها

بلقيس غنية بهذه العناصر.

وقد كانت ممالك اليمن القديم كذلك

وسمعت ملكة سبأ بخبر سليمان

لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل *

فاتت إلى أورشليم بموكب عظيم جدا

بجمال حاملة أطيابا وذهبا كثيرا جدا

وحجارة كريمة وأتت إلى سليمان

وكلمته بكل ما كان بقلبها *

فاخبرها سليمان بكل كلامها.

لم يكن أمرا مخفيا عن الملك لم يخبرها به *

فلما رأت ملكة سبإ كل حكمة

سليمان والبيت الذي بناه *

وطعام مائدته ومجلس عبيده

وموقف خدامه وملابسهم

وسقاته ومحرقاته

التي كان يصعدها في بيت الرب

لم يبق فيها روح بعد *

فقالت للملك صحيحا كان الخبر

الذي سمعته في أرضي عن أمورك

وعن حكمتك *

ولم أصدق الأخبار حتى جئت

وأبصرت عيناي فهوذا النصف

لم أخبر به. زدت حكمة وصلاحا

على الخبر الذي سمعته *

طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاء

الواقفين أمامك دائما السامعين حكمتك. *

ليكن مباركا الرب الهك الذي سر بك

وجعلك على كرسي إسرائيل.

لأن الرب أحب إسرائيل إلى الأبد

جعلك ملكا لتجري حكما وبرا *

وأعطت الملك مئة وعشرين وزنة ذهب

وأطيابا كثيرة جدا وحجارة كريمة.

لم يأت بعد مثل ذلك الطيب في الكثرة

الذي أعطته ملكة سبإ للملك سليمان *

وكذا سفن حيرام التي حملت ذهباً

من أوفير أتت من أوفير بخشب

الصندل كثير جدا وبحجارة كريمة *

فعمل سليمان خشب الصندل

درابزينا لبيت الرب

وبيت الملك وأعوادا وربابا للمغنين.

لم يات ولم ير مثل خشب الصندل ذلك

إلى هذا اليوم * وأعطىالملك

سليمان لملكة سبإ كل مشتهاها الذي

طلبت عدا ما أعطاها إياه حسب

كرم الملك سليمان.فانصرفت وذهبت

إلى أرضها هي وعبيدها

و يذكر العهد القديم

أن مملكة سليمان دخلت عصرا من

الازدهار والثراء بعد هذه الزيارة،

وأنه بنى عرشه من العاج وأغشاه

بالذهب وجعل آنية الشرب كلها من

الذهب وأن ملوك الأرض كلها أتت

إلى سليمان لتسمع حكمته

وتتعلم منه حسب العهد القديم.

وورد ذكر سبإ في سفر أشعياء

بأن أهلها سيأتون محملين بالطيب

على ظهور الجمال ليعظموا المسيح

اليهودي ويعتقد المسيحيون

أن المقصود هو يسوع

لم يذكر العهد القديم ما الذي حدث

للملكة بعد هذه الزيارة سوى أنها

تعلمت من حكمة سليمان

وعادت إلى بلادها الغير المسماة

ولكن سبأ اسم أرض في الأساس

كباقي أسماء القبائل في اليمن .

علاقة ملكة سبأ بالملك سليمان :-

لا توجد إشارات في الكتاب المقدس

عن علاقة بين سليمان وملكة سبأ

ولكن ورد أنه كان لسليمان

700 زوجة و300 جارية

وسليمان ليس نبيا كما هو

في الإسلام بل ملك

وتظهر النصوص غضباً من

يهوه إله إسرائيل لتعلق قلبه

بالنساء والتغاضي عن بعض

أفعاله لإنه إبن داوود

مع ذلك لا إشارة بعينها لعلاقة

بين سليمان وبلقيس

ولكن بنيت قصص العلاقة المزعومة

في تعليقات أو تفاسير الأحبار

استنادا على ماورد عن حب سليمان

للنساء في التوراة المدراش ووالتناخ

فصلوا في القصة، ورد في المدراش

أن الملكة سمعت بخبر سليمان

وحكمته فقالت لقومها

"سأذهب لإختباره بأحاجي

لأرى إن كان حكيما أم لا "

ويبدو أنها كانت بارعة في مسألة

الأحاجي والألغاز والأسئلة المعقدة

وكان سليمان يحب الأحاجي

ويكثر من تبادلها مع الملوك

وهي علامة على الكفاءة والذكاء

حسب مفاهيم العالم القديم

فلما وصلت عند سليمان سألته :

" أنت سليمان الذي سمعت

عن مملكته وحكمته؟ "

فأجاب سليمان:

نعم.

بلقيس :

" إن كنت حكيما فعلا،فسأسألك أسئلة

وأرني إن كان بإمكانك الإجابة عليها "

سليمان :

" لأن الرب يعطي حكمة

من فمه المعرفة والفهم "

بلقيس :

" ماهي السبع التي تخرج،

والتسع التي تدخل،

والإثنان اللذان يقدمان شرابا،

والواحد الذي يشرب؟ "

سليمان :

" السبع التي تخرج هي

أيام الحيض والتسع التي تدخل

هي شهور الحمل التسعة،

والإثنان اللذان

يقدمان شرابا هم الثديان

والواحد الذي يشرب هو الرضيع "

فقالت بلقيس بصوت عال :

" أنت حكيم فعلا !

سأسألك سؤالا آخر وأرى

إن كان بإمكانك إجابتي ؟ "

سليمان:

" الرب يمنح الحكمة "

بلقيس:

"أباك هو أبي، وجدك هو زوجي،

أنت إبني وأنا أختك؟"

فأجاب سليمان:

"إبنتا لوط"

(الذين حبلوا من أباهم لوط

حسب العهد القديم) [19]

بلقيس:

"يخرج كالغبار من الأرض،

غذائه الغبار،

يسكب كالمياه ويضيء المنازل؟"

سليمان:

"نافثا"

بلقيس:

"شيء عندما يعيش لا يتحرك

وعندما تقطع رأسه يتحرك؟"

سليمان :

"السفينة في البحر"

بلقيس :

"ماهو الذي لم يولد بعد ولكنه أعطي حياة؟"


سليمان :

" عجل الذهب "

بلقيس :

"الميت عاش ويصلي والقبر يتحرك،

من هو ؟"

سليمان:

الميت يونس وقبره الحوت

( أو السمكة كما هي مذكورة في التوراة)

وفصل كتبة التلمود في تفاصيل أخرى

منها أن بلقيس عندما رأت أن سليمان

إستطاع حل أحاجيها السابقة,

قامت بجلب أطفال صغار

يرتدون ملابس متماثلة

وطلبت من سليمان

أن يفرق بين الذكور والإناث.

فطلب سليمان من المخصيين

عنده أن يأتوه بثمر البندق

وحبوب ذرة ليلقوها أمام الأطفال.

قام الذكور بجمعها وتعليقها تحت

ثيابهم ولم يهتموا بكشف عوراتهم

بينما الإناث علقن الحبوب والثمار

على أطراف ملابسهن الخارجية

فعلم سليمان

أيهم الذكور وأيهم الإناث كون الإناث

كانوا أكثر حرصاً من الذكور على الحشمة

واستمر الوضع على هذا الشكل

وسألت بلقيس الملك سليمان

أحاجي وألغاز كثيرة

ويبدو من القصة وتعليقات الحاخامات

أنها أشبه بدروس دينية لكثرة الأمثلة

التي أوردها سليمان على بلقيس

عن أنبياء مثل لوط وأيوب وموسى

وأباه داوود

وكلها كانت لإقناع بلقيس بدين سليمان

وأن مالديه من الحكمة الممنوحة من إلهه

يفوق ما لديها حتى أيقنت بلقيس قائلة:

"ليتبارك الرب إلهك إله إسرائيل"


وتزوجت بلقيس من سليمان

وأنجبت إبنا اسمه بن صيره

إلا أن هذه الروايات كلها من تأليف

حاخامات ورجال دين متأخرىن

أضافوا إلى القصة من عندهم

الشيء الكثير ويعتقد حسب التراث

في كابالا أنها العلاقة بينهم لم تكن

شرعية ونتاج ذلك خرج من نسلهما

الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني

الذي كان مسؤولاً عما عرف بسبي بابل

لكن لا دليل آثاري على أرض الرافدين

يشير إلى قيام مملكة سبئية هناك أو

أن أحد السبئيين حكم بابل يوماً.

ولا تعدو المسألة أن تكون طعنا

بالملك البابلي. ولا يوجد دليل آثاري

واحد على سبي أو تدمير لأورشليم

التي لم تذكر أصلاً بهذا الاسم

في النصوص البابلية،

بل تظهر أن نبوخذ نصر أقر منح

أراض للفقراء في فلسطين

ولكن توجد إشارات إلى مملكة يهوذا

رواية يهودية مختلفةإضافة إلى

قصة سفر الملوك كتبة النصوص

الدينية اختلفوا في القصة

وتوجد رواية يهودية مشابهة لحد

كبير للرواية الإسلامية.

الرواية مذكورة في

(بالعبرية: ילקוט שמעוני يلقوت شيموني )

وكتابات اليمنيين اليهود المتأخرة

بعد الإسلام،

وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

رسالة سليمان إلى الملكة عن طريق

الهدهد. دخول الملكة على سليمان

وبقائها في قصره. تعليقات وتكهنات

حول طبيعة بلقيس وماهيتها تحديداً.

جمع الحاخام اللتواني لويس جنزبرغ

الحكايات في كتابه المعنون

(إنجليزية:Legends of The Jews - أساطير اليهود)

بأسلوب أدبي روي أن سليمان جمع

عدد من ملوك الممالك المجاورة

لمملكة إسرائيل لحضور

عرض للحيوانات

والطيور والجن والعفاريت

الذين كان يعرفهم سليمان بأسمائهم

فرداً فرداً نادى سليمان على

الحيوانات والطير والجن بأسمائهم

فلم يجد الهدهد مما أثار غضبه

وأمر بتعذيبه حتى أتاه الهدهد قائلا:

مولاي يا سيد العالم أعطني أذنك

وأصغي لكلامي. ثلاثة أشهر قد مضت

وأنا أراجع نفسي وألف العوالم فلم

أكل طعاماً ولم أشرب شراباً لأرى

إن كان هناك ملك في العالم ليس

خاضعاً لك سيدي رأيت مدينة الغبار

فيها أغلى من الذهب والفضة

كالطين في الشوارع. أشجارهم طويلة

موجودة منذ بدء الخليقة تسقى

من جنات عدن. بها قوم يرتدون أكاليل

من الفردوس على رؤوسهم. لا يقاتلون

ولا يرمون النبال على رأسهم

ملكة اسمها ملكة سبأ.

إن سمحت لي سيدي فأشد على

مئزري كالأبطال

وآتي بملوكهم مكبلين أمامك .

أثار كلام الهدهد اهتمام سليمان

فآمر مستشاريه بكتابة رسالة إلى سبأ

وعلقوها بطرف الهدهد الذي طار بها

مع عدد كبير من الطيور متجها نحو سبأ.

وصلوا لأرض سبأ وكانت الملكة في

طريقها للمعبد فهالها منظر الطيور

التي غطت الشمس عنها فأقترب منها

الهدهد ولاحظت أن على طرفه رسالة فأخذتها.

فقرأت رسالة سليمان التي جاء فيها :

سلام عليك مني أنا سليمان

وعلى نبلائك وخاصتك.

إعلمي أن الرب عينني ملكاً على

العالم. على الوحوش في الأرض،

والطير في السماء والجن

والعفاريت والأشباح جميعاً.

ملوك الدنيا من الشرق للغرب تأتي

إلي لتعظيمي. فإن قدمتي لأكرمنك

أكثر منهم أجمعين وأن أبيتي أرسلت

إليك الملوك والجحافل والركبان.

إذا ما تسائلتي من هم ملوك

وجحافل وركبان سليمان؟

الملوك هم الوحوش في الأرض،

والطير ركباني

والجن والعفاريت جحافلي

قرأت الملكة ما جاء في الرسالة

وعقدت إجتماعاً مع مستشاريها

الذين طلبوا منها تجاهل الرسالة

قائلين : لا نعرف شيئاً عن سليمان هذا

وملكه وهو أتفه من أن يفعل شيئا ضد

سبأ لم تقتنع الملكة وأرسلت هدايا

وأطياباً وأخشاب وأحجار كريمة

وأرسلت ستة آلاف عبداً مملوكاً ولدوا

في نفس اللحظة ولساعة يرتدون

ثياباً بنسفجية ومعهم رسالة مفادها

أنها قادمة خلال ثلاث سنين.

خلافاً لقصة التوراة،

لم تأتي بلقيس على ظهور الجمال بل

أتت على ظهر سفينة كما ورد

في كتاب جزنبرغ.

عندما اقترب موعد قدومها أرسل

سليمان أحد مستشاريه من

قبيلة يهودا لإستقبالها فخرجت الملكة

من عربتها ظناً منها أنه سليمان

فسألها اليهودي عن سبب خروجها

مجيباً أنه ليس سليمان وقادها

إلى أحد قصوره المبنية من الزجاج.

عندما رأت الملكة القصر توهمت

أن سليمان جالس على الماء فرفعت

ثوبها حتى لا يتبلل

فلاحظ سليمان شعراً على ساقها فقال :

جمالك جمال إمرأة وشعر ساقيك كرجل.

الشعر جميل للرجال ومشوه للنساء

والشعر والطبيعة الغريبة لبلقيس

هي صدى الأساطير عن أخوالها الجن

وربط بعض الباحثين بين هذه الأسطورة

وآلهة اليمن القديم الذين كانوا نصف بشر

ونصف حيوانات كالمقه وهي كذلك

علامة على طبيعة شيطانية

حسب مفاهيم العالم القديم عن الجن

والأشباح بل إن بعض الباحثين

مثل ويندل فيليبس ربط بين

اسمها بالعربية بلقيس وبين النقوش

التي تعظم الإله المقه بعبارة بالمقه

مشيراً إلى علاقة بين اسمها وهذا الإله

والإشارة إلى شعر على ساقيها

هي إشارة رمزية مردها القوة،

فيظهر في الكتابات اليهودية عن

أسطورة شمشون أن سبب قوته كان شعره.

فالشعر المذكور دليل على قوة هذه المرأة

وهو مالم يرق لسليمان ونزعاته الجنسية

حسب كتابات اليهود ولليمنيين أساطير

مشابهة، فالأسطورة والتقاليد الشعبية

اليمنية القديمة تؤكد أن بعض الجن

يتلبس بهيئة بشر ويمكن التعرف عليه

واكتشافه من قدمه والتي تشبه أقدام

الماعز ولعبت هذه الأساطير المتوارثة

دوراً في قصة الملكة بلقيس

وعلاقتها بالجن والعفاريت

وعالم الأشباح في الموروث

الشعبي في اليمن.

في التراث المسيحي :-

ذكرت ملكة سبأ في العهد الجديد

بأنها ملكة الجنوب أو ملكة تيمان

« ملكة تيمن ستقوم في الدين مع

رجال هذا الجيل وتدينهم.لانها اتت

من اقاصي الارض لتسمع حكمة

سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا»

في إشارة إلى يسوع بمعنى أن

ملكة سبأ ستقوم بإدانة معارضي

يسوع لإنها استعمت لحكمة سليمان

ويسوع أعظم من سليمان في الاعتقاد

المسيحي ويطلق اليهود لفظة

(بالعبرية: תֵּימָנִי تيمان ) على يهود اليمن.

وقال القديس جيروم بأن الإدانة المعنية

ليست إدانة إلهية بمعنى أن ملكة سبأ

لديها خاصية من خصائص الإله،

إنما هو عتب على اليهود

الذين رأوا المسيح ولم يصدقوه رغم

أنها غويام وربط المسيحيين بين

قدومها محملة بالطيب والحجر الكريم

والذهب بقصة قدوم المجوس الثلاثة

حين ولادة يسوع لتعظيمه .

ورد في كتاب الأسطورة الذهبية

(لاتينية: Legenda aurea
ليجيندا آوريا )

أن الملكة ركعت أمام حاجز مصنوع

من خشب الشجرة المحرمة لعلمها

أن المسيح سيشنق عليها ولم تطأ

على الحاجز الخشبي بقدمها بل

خلعت حذائها وآثرت أن تمشي على

الماء وعندها تحولت قدمها الغريبة

إلى قدم إنسان مما آثارهلع سليمان

فأمر بدفن الحاجز الخشبي الذي

اكتشف بعد ألف سنة وصنعت منه

الأخشاب لصلب المسيح

في رواية أخرى إشارات عصر التنوير

اعتمد جيوفاني بوكاتشيو على كتابات

المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس

الذي عاش في القرن الميلادي الأول،

فأشار بوكاتشيو لملكة سبأ باسم

نيكولا ذاكرا أنها كانت ملكة مصر

وإثيوبيا في كتابه المعنون من :

( النساء المشهورات )

( لاتينية: De Mulieribus Claris

دي مولي ريبوس كلاريس )

لكن كتابات يوسيفوس وصفت

بأنها تعاني من ارتباك مزمن أو

ضبابية شديدة وأنه بطبيعته

كان متساهلا ومهمل ما تعلق الأمر

بالأمور التاريخية التي لم يشهدها،

فهو اعتمد على فلكلور الإثيوبيين

ليشير إلى مملكة سبأ في مصر [43]

ووصف عالم الآثار وليام ألبرايت

مندهشا من عدم دقتها

وتوافقها مع الأبحاث الآثارية

ولكن بوكاتشيو أشار كذلك أنها

كانت ملكة مصروأثيوبيا

والجزيرة العربية

قاطعة الصحراء العربية

لمقابلة سليمان إلا أن كل هولاء

المؤرخين اعتمدوا على العهد القديم

بشكل رئيسي للكتابة عنها

في التراث العربي والأسلامي :-

تختلف القصة قليلا في القرآن لأنه يذكر

أن سليمان هو من أرسل في طلب الملكة

التي لم يصرح القرآن صراحة باسمها

لا العكس. كان سليمان يتفقد حاشيته

وكان من ضمن هذه الحاشية هدهد

بالإضافة إلى حيوانات وجن وعفاريت

وتفقد ذات يوم جنده من الطير فلم

يجد الهدهد وغضب لذلك ووعد بتعذيبه

حتى أتاه الهدهد من سبأ بخبر يقين.

قال تعالى :-( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ

لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ

لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ

أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ

فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا

لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ

إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ

مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ

وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ

مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ

أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ

لَا يَهْتَدُونَ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي

يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ

الْكَاذِبِين اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ

ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ )

القرآن الكريم, سورة النمل,

الآيات: 20-28.

هناك إشارات آثارية كثيرة لمملكة سبأ

جنوب الجزيرة العربية وتقديسهم

للشمس لكنها لم تكن إلها رئيسيا

فهم قدسوا المقه وعثتر وعددا من

الآلهة الأخرى ومعبدهم أوالبانثيون

الرئيسي كان في معبد بران في

مأرب ككتابات العهد القديم الإشارات

إلى ملكة بعينها في مملكة سبأ جنوب

الجزيرة العربية لم تكتشف حتى الآن,

ولا في الممالك الأخرى المعاصرة لسبأ

كمملكة حضرموت وقتبان ومملكة معين.

فقد اكتشف علماء الآثار عدداً كبيراً

من أسماء ملوك ومكارب اليمن القديم،

ولم يجدوا اسم امرأة بينهم.

ولكن بعضهم بالمقابل -

من الذين زاروا مأرب، مثل ويندل فيليبس


يؤمنون أن الأبحاث والحفريات

فيها دون غيرها ستقود إلى اكتشاف

هذه الملكة، وقال عنها بشيء من العاطفة:

"ليس لنا سوى أن نحلم أن نأتي إلى

عاصمة سبأ خلال حكم الملكة العربية

الأشهر. في النهاية,

هي كانت باحثة من قلبها.»

يستمر القرآن بسرد القصة في سورة

النمل بعد تلقي السبئيين رسالة سليمان

التي ألقاها الهدهد وكيف تلقت بلقيس

الرسالة التي تطالبهم بعبادة الله والكف

عن تقديس الشمس.

وخلد القرآن موقف بلقيس

إذ رفضت أن تستبد برأيها

وطلبت المشورة من الملأ الذين

هم بدورهم أكدوا لها

ثقتهم بقدراتهم العسكرية وتركوا

القرار النهائي لها. وأكد القرآن

على قولها بشأن الملوك بقوله

وكذلك يفعلون. فأرادت اختبار

سليمان وأرسلت له هدية,

لم يسم القرآن ما هي الهدية

ولكن لا يستعبد أن تكون الهدايا

هي ذاتها المذكورة في العهد القديم

من طيب وأحجار كريمة وذهب.

رفض سليمان الهدية وقرر الخروج

بجيش ومقاتلة سبأ.

قال تعالى :-

( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ

كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ

قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي

مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ

قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ

وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ

قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا

وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ

وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ

بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ

قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ

مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ

ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ

لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً

وَهُمْ صَاغِرُونَ ) القرآن الكريم,

سورة النمل, الآيات: 29-37.

قبل خروج الجيش كما هو مذكور

في القرآن, طلب سليمان من أحد

حاشيته أن يأتيه بعرشها قبل قدومها

ولم يذكر القرآن الهيئة التي أتت عليها

وكيف قررت ذلك وما إذا علمت برفض

سليمان للهدية أم لا ودخلت على سليمان

وقامت بجمع ثيابها حتى ظهرت ساقها

لظنها أن بلاط سليمان أو الصرح

كان ماء فأخبرها سليمان أنه صرح

من زجاج يجري من تحته الماء,

وحسب القرآن والتفاسير الإسلامية

فإن اندهاش بلقيس من ملك سليمان

وليس بالضرورةحكمته كما ذكر

العهد القديم, هي سبب دخول بلقيس

في دين سليمان الذي هو الإسلام

حسب التراث الإسلامي .

قال تعالى :-

( قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا

قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْريتٌ مِنَ

الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ

وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قَالَ الَّذِي عِندَهُ

عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ

إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ

هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ

أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ

وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ

قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي

أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ

فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ

كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا

وَكُنَّا مُسْلِمِينَ وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ

مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ

قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ

حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا

قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ

قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي

وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

القرآن الكريم, سورة النمل,

الآيات: 38-44.

بلقيس في مؤلفات الإخباريين :-

الأسطورة تقول أن جنية جميلة

كانت تعيش في مأرب فتزوجت

من أحد المستشارين المقربين

من مكرب سبأ وأنجبوا إبنة

اسمها بلقيس. أرسلوها إلى الصحراء

لتعيش مع أخوالها من الجن.

كبرت بلقيس وسط الجن وعلمت أن

بمأرب مكرب ظالم، فذهبت إلى المدينة

وطعنته بخنجر وهو نائم وخلصت

اليمنيين من بطشه وأساطير أخرى

مشابهة تملأ جنبات كتب التراث

والإخباريين العرب منها أنها إبنه

ملك يدعى الهدهاد بن ذي شرح

وأنها كانت حميرية وأخوالها من الجن

كذلك. وهو ما لا يصح بغض النظر

عن علاقتها بالجن،

لإن الفترة الزمنية التي يفترض أن

بلقيس عاشت بها تعود إلى القرن

التاسع ـ العاشر قبل الميلاد .

وحكام سبأ لم يكونوا متلقبين بلقب

ملكي حينها بل كان على رأس السلطة

كهنة أحدهم يدعى مكرب ولا توجد

إشارات قديمة تشير إلى مملكة حمير

تعود إلى هذه الفترة أصلا .

بلقيس والحميريين :-

مقالة مفصلة: مملكة حمير

لم يعرف الإخباريين مامعنى بلقيس

وسبأ فآولوا الاسمين أكثر من معنى

وسبب. فيقول المؤرخ والعالم اللغوي

نشوان الحميري :وبلقيس إسمان

جعلا واحدا مثل حضرموت وبعلبك

وذلك أن بلقيس عندما حكمت بعد أبيها

الهدهاد قال بعض حمير لبعض ماسيرة

هذه الملكة من سيرة أبيها فقالوا بلقيس،

أي بالقياس فسميت بلقيس

فهو جعلها وأباها من قبيلته حمير

رغم أن النقوش والآثار لا تشير إلى

هيمنة حميرية على سبأ في الفترة التي

يفترض أن بلقيس عاشت فيها.

فالحميريين بنوا دولتهم وشكلوا تهديدا

لسبأ في القرن الأول قبل الميلاد

وأسقطوها تماما وملكوا همدان

الذين تولوا حكم سبأ بعد الأسرة السبئية

المؤسسة قرابة 275 للميلاد في عهد

الملك الحميري شمر يهرعش ويظهر هذا

التوجه بنسب بلقيس إلى ثقافات أخرى

مثل إبن منظور الذي قال إن اسم يلمقه

فارسي معرب وهي مأخوذة من مؤرخ

فارسي وهو مالم يقتنع به إبن دريد

وقال الطبري إن اسمها يلمقه بنت

أليشرح رغم أن كل هولاء الإخباريين

لم يعرفوا شيئا عن الإله اليماني القديم

المقه والعلاقة بين الاسمين واضحة

ولم يبين الإخباريين من أين أخذوا

اسمها وكيف توصلوا إليه بل ركزوا

جل اهتمامهم عن الحديث عن نسبها

المنتهي بشخصية اسمها يعرب بن

قحطان ولا تختلف مؤلفاتهم عنها

بتلك المتعلقة بالملكة المصرية الخرافية

المدعوة دلوكة والتي حكمت مصر

بعد غرق فرعون موسى أو الوليد

بن مصعب على حد زعمهم تقول الرواية

العربية أن ملكا حميريا يدعى عمرو ذو

الأذعار من أم جنية اسمها العيوف بنت

الرابع تولى الملك في مملكة حمير

ويبدو أن الإخباريين لم يكونوا على دراية

أن مملكة سبأ ليست حمير. وكان ظالما

جبارا ولهذا عرف باسم ذو الأذعار المشتق

من الذعر. وانقسمت حمير على ماروى

الرواة فكان ذو الأذعار هذا وملك آخر

يدعى عمرو بن شرحبيل الذي ولى إبنه

الهدهاد الملك عقب وفاته وفي رواية

أخرى اسمه ذي شرح. كافأ الجن الهدهاد

أو ذي شرح بأن زوجوه منهم لإنه ساعد

مصابا منهم بسقية من ماء وكان نتاج

ذلك الزواج بلقيس الوحيدة التي عاشت

من أبناء وبنات الملك حتى إذا كان على

فراش الموت إستشار بني قحطان

في توليتها. فأشاروا عليه بأنها من أعقل

النساء ولكنهم أستنكروا أن تتولاهم امرأة.

لم يزل تهديد عمرو ذو الأذعار فدبرت

بلقيس حيلة للتخلص منه فعرضت

عليه الزواج وهو ما وافق عليه ذو الأذعار.

فأمر الملك عبيده بالخمر وهم بها وأخذت

بلقيس تماطله حتى تمكن الخمر منه

فاستلت خنجرا من غمدها ونحرته

وأخفت جثته لفترة وطلبت الجنود

أن يأتوا لها بأحد شيوخ حمير كذلك

وأخبرته أنها سلمت نفسها لذو الأذعار

ولأنه عقيم ولا يلد له، فوضها ولاية العهد

فأطاعوها على ذلك حتى عندما أخذت

منهم الأمان علقت رأس ذو الأذعار

على باب مأرب. ثم جهزت بلقيس نفسها

جيشا غزت به نهاوند وأذربيجان

والصين ويبدو أنها كانت مسلمة

ومتبعة للطقوس الدينية للإسلام

فيذكر المؤرخين أنها توقفت بمكة لأداء

العمرة قبل حملاتها هذه,

وعكس ما كتبه اليهود، المؤرخين العرب

ركزوا على عذرية بلقيس وإلتزامها

بمكارم الأخلاق بالبعد عن الرجال.

إلا أن هذه الرواية محل تشكيك

إخباريين آخرين كذلك

وإن كانت أطروحاتهم لا تختلف كثيرا

عن هذه فالتشكيك في جوانب لا الجوهر.

بلقيس وسليمان :-

ورد أن سليمان أمر الريح أن تحمل عرشه

وعرش جلسائه يوما وأوكل للطيور مهمة

إظلاله فسار إلى تدمر ثم توقف

بالمدينة المنورة معظما إياها كونها

هاجرة النبي محمد. وتوقف بمكة

كذلك ونزل بقبر إسماعيل الذي

لا يعرف مكانه على أرض الجزيرة

بأية حال حتى وصل إلى نجران

وكان عليها رجلا يدعى القلمس الحميري

المعروف باسم أفعى نجران في كتابات

الإخباريين. فهال الأفعى ما رآه من هيئة

سليمان وحاشيته وآمن بدين سليمان

وأرسل إلى بلقيس بالخبر.

أرادت الملكة اختبار سليمان فأرسلت

إلى الأفعى أن يختبرهم

بمغريات منها أن يترك لهم الأرض مفتوحة

فلم يأخذوا منها شيئا فأرسلت لهم جواري

فلم يطالعهن أحد من جنود سليمان

حتى خرج رجل من سبأ وألتقى بسليمان.

فسأل الرجل سليمان :

من أنت ؟

أجاب الهدهد :

هذا سليمان بن داوود نبي الله فمن أنت؟

الرجل :

أنا رجل من سبأ.

الهدهد:

فمن ملككم؟

الرجل:

ملكتنا امرأة لم ير الناس في حسنها،

أمها من الجن وهي من ولد حمير.

فذهب الهدهد مع الرجل إلى مأرب

ورأى بلقيس وتقديسها للشمس

وحمل المؤرخون المرأة مسؤولية

تقديسهم للشمس, فحسب ما جاء

في روايتهم كان السبئيون أو الحميريون

موحدين لإله واحد هو " إله السماء "

حتى ظهرت بلقيس وقالت أنها لا تعبد

إلها لا تراه. عاد الهدهد وقص على

سليمان ما رأى فكتب كتابا أرسله

مع الهدهد وجاء في الروايات

ما جاء في القرآن عن تجاهلهم للرسالة

والإجابة أنهم أولو قوة وبأس شديد

إلا أن بلقيس لم تقتنع وأرسلت هدايا

إلى سليمان ومئتي وصيف ووصيفة

ولدوا في ليلة واحدة وهذه الفقرة

تتشابه مع القصة التلمودية إلى حد كبير.

لم يقبل سليمان حينها قررت الملكة

اختباره بنفسها ودار بينهما حوار

يتشابه مع الروايات المذكورة في

كتب اليهود إلا أن المفارقة أنه بعد

زيارة الملكة لسليمان,

أصبح أمر اليمن بيده وزوجها رجلا

من قبيلة همدان أصبح ملكا تابعا

لسليمان على اليمن لا تعدو هذه

الرواية أن تكون أسطورة فيها من

المبالغات والتحميل ما فيها،

ولكن للأسطورة بعداً تاريخياً كذلك

يُوضِّح مدى معرفة وارتباط المؤرخين

العرب واليمنيين منهم تحديداً كنشوان

الحميري والهمداني بحضارات اليمن

القديمة. فيظهر أن لهولاء المؤرخين

معرفةً بتاريخهم القديم وتراث أجدادهم،

لكنهم لم يكونوا قادرين على سرده

بشكل واضحٍ بسبب اعتمادهم على

التواتر الشفهي لا الشواهد الآثارية

التي لم يكن باستطاعتهم فكّ رموزها،

إضافةً إلى الفرق الزمني الكبير،

ولكنهم تمكنوا من الحفاظ على بعض

من الميثولوجيا القديمة في مخيّلتهم

الشعبية، فالإشارة إلى إله السماء الوارد

ذكره في القصّة على أنه كان إلهاً لليمنيين

قبل بلقيس هي إشارة للإله الحميري

ذو سماوي، وهو كان إلهاً واحداً بالفعل.

لم يأخذ كل الرواة بهذه الأساطير،

وتعرَّضت بلقيس لمحاولات تشويه

من بعض الرواة الذين اتّبعوا نهج اليهود

في استنكارهم لحكم امرأة،

إلا أن بلقيس مُكرَّمة عند عموم المسلمين

كامرأة حكيمة جميلة كاملة الأوصاف،

وظهر ذلك جلياً في كتابات وأشعار المتصوفة.

























ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع






قوانين منتدىٰ زهران

http://www.zahran.org/vb/misc.php?do=cfrules
أخر مواضيعي