عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2013, 05:32 PM   #5154
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
ثـقــــــــــة ..!!
لو أنّ إنساناً وضع قضيةً تشغله ، في يد محامٍ بارعٍ مشهور ،
قد عرف الناس عنه مهارته في عمله ، وقدرته العجيبة في كسب قضاياه ،
على الوجه المطلوب لصاحبها ، مهما كانت معقدة !.
أحسب بل إني على يقين أن هذا الإنسان _ صاحب تلك القضية _
لن تراه بعدها مهموماً ، قلقاً ، مضطرباً متوجساً ، بل لن تلقاه إلا منشرح الصدر ،
مطمئن القلب ، ساكن النفس ، لا يحمل هما ،
ولا يكترث لأمر ، كأن ليست هناك قضية كانت تؤرقه !.
.
ولو أنه سئل عن كل هذا الاطمئنان الذي يلوح على سيما وجهه ،
وهذه الثقة التي تجعله قارا ساكنا غير جزع ولا مضطرب ،

لقال بملء فمه :
سر المسألة ، أنني وكلت في قضيتي من هو خبير بتخريجها وتصريفها على الوجه الذي أحب ،
وعن قريب سترون أني قد كسبت القضية ،
لالا..لا بل إني قد كسبتها بمجرد أن وضعتها في يد هذا المحامي البارع ،
فهي الآن ملك يميني وإن كانت لا تزال في يد وكيلي المتميز ..!
ولذا فإنه ينام قرير العين ، ويمضي مع أحلامه الملونة كل ليلة ،
لا يشغله أمر تلك القضية ، ولا يحمل لها هما !!
وقد يكون هذا الإنسان ظالما لنفسه ، ظالما لغيره في تلك القضية !!..
وأسأل نفسي كلما سمعت أو قرأت مثل هذا :
ترى لماذا لا تكون ثقتنا بالله سبحانه ، مثل ثقة هذا الإنسان بمحاميه !!
ألسنا نزعم صباح مساء ، وليل نهار ، أننا :
" وكلنا " الله ، وهو " نعم الوكيل " ،
و " توكلنا " عليه ، و " وثقنا به " و " وفوضنا أمرنا إليه !!
ثم مع هذا الزعم كله :
لا ترانا إلا في حالة قلق دائم ، واضطراب نفسي مستمر ، وسؤال لا ينقطع ،
وترقب وتوجس ، وربما شك وحيرة !!
سبحان الله !!
أتكون ثقتنا بالمخلوق أقوى وأرسخ من ثقتنا بالخال جل جلاله !!؟

سبحانك ، هذا بهتان عظيم ..!!.
ترى لماذا لا تتشرب قلوبنا طعم اليقين ، وحلاوة الرضا ، وروعة الثقة ،
لأننا سلمنا أمرنا لله سبحانه ، ونفضنا ايدينا مما أهمنا وغمنا
_ كما فعل صاحبنا في المثال المذكور !! _
وحتى لو افترضنا أن الأمور جاءت على غير ما نحب ، بعد أن صح توكلنا عليه سبحانه ..
لماذا لا نثق تمام الثقة ، ونوقن تمام اليقين :
أن الله سبحانه ما منعنا ذلك ، إلا لخيرة يراها هو لنا ،
فاختياره بلا شك ولا ريب ، أفضل وأحسن من اختيارنا لأنفسنا ..!...
ألا إنها لمسألة جديرة أن نتوقف عندها طويلا ، ونتذكرها ونتذاكرها باستمرار ،
ونحاسب أنفسنا على ضوئها ..
فإنها إذا استقرت جيداً في قرارة قلوبنا ، تولد عنها الرضا عن الله سبحانه ،
والرضا جنة الدنيا ، وبستان العارفين !
وهي دليل ناصع على قوة الإيمان ، ورسوخ اليقين ، وبلوغ مقام الإحسان .. وبالله التوفيق .

[/frame]


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس