من قصصه:
يروي أن رجلاً قال لإياس بن معاوية : لو أكلت التمر تضربني؟
قال : لا
قال : لو شربت قـِدراَ من الماء تضربني ؟
قال : لا
قال : شراب نبيذ التمر أخلاط منها , فكيف يكون حراماَ ؟
قال إياس : لو رميتك بالتراب أيوجع ؟
قال : لا
قال : لو صببت عليك قدراَ من الماء , أينكسر عضو منك ؟
قال : لا
قال : لو صنعت من الماء والتراب طوباَ فجف في الشمس فضربت به رأسك , فكيف يكون ؟
قال : ينكسر الرأس
قال إياس : ذاك مثل هذا .
***
لما ولي إياس القضاء ظهرت له فيه مواقف تدل على فرط ذكائه......
وسعة حيلته،وقدرته الفذة في الكشف عن الحقائق.
من ذلك أن رجلين تقاضيا عنده,فادعى أحدهما أنه أودع لدى صاحبه مالا....
فلما طلبه منه جحده.......
فسأل إياس الرجل المدعى عليه عن أمر الوديعة،فأنكرها وقال:
أن كانت لصاحبي بينة فليأت بها....
وإلا فليس له علي إلا اليمين.
فلما خاف إياس أن يأكل الرجل المال بيمينه،التفت إلى المودع وقال له:
في أي مكان أودعته المال؟..
قال:في مكان كذا....
فقال:وماذا يوجد في ذلك المكان؟..
قال:شجرة كبيرة جلسنا تحتها ،وتناولنا الطعام في ظلها..
ولما هممنا بالانصراف دفعت إليه المال.
فقال له إياس:انطلق إلى المكان الذي فيه الشجرة،فلعلك إذا أتيتها ذكرتك
أين وضعت مالك،ونبهتك إلى ما فعلته به........
ثم عد إلي لتخبرني بما رأيت.
فانطلق الرجل إلى المكان، وقال إياس للمدعي عليه:
اجلس إلى أن يجيء صاحبك.....فجلس.
ثم إلتفت إياس إلى من عنده من المتقاضين،وطفق يقضي بينهم،وهو
يرقب الرجل بطرف خفي....
حتى إذا رآه قدسكن واطمأن التفت إليه وبادره قائلا:
أتقدر أن صاحبك قد بلغ الموضع الذي أودعك فيه المال؟.
فقال الرجل من غير رويه :كلا....
إنه بعيد من هنا.
فقال له إياس:
يا عدو الله تجحد المال وتعرف المكان الذي أخذته فيه؟!
والله إنك لخائن.
فبهت الرجل وأقر بخيانته... فحبسه حتى جاء صاحبه، وأمره برد وديعته إليه.
------------
يتبـــــــــع