عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2014, 10:36 PM   #5213
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اصنـــع مــن الثـانيـةِ مجــداً
السلام عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ ،‘



( اصنع من الثانيةِ مجداً ) ؟!
ربما قد يتساءل البعض وهل من الممكن أن نصنع من الثانية ـ التي هي جزء من
الدقيقة ـ مجداً ونصراً ؟ أقول لهم نعم وبكل تأكيد , إن هذا ما ستوضحه المقالة بإذن الله تعالى ، كيف بإمكانك
أن تصنع المجد في ثانية !



قال الله تعالى : " فلا أقسم بالشفق " , " و الفجر * وليال عشر .. " ، " والليل إذا
يغشى * والنهار إذا تجلى ..." , " والضحى " , " و العصر "



ولو تلاحظ أن الله تعالى أقسم بالوقت في هذه الآيات و الله تعالى لا يقسم بشيء
إلا
إذا كان غالياً ومهماً جداً ، من هذه الآيات الكريمة يريد الله تعالى أن يعلمنا ويجعلنا ندرك قيمة الوقت الحقيقية ونسعى لأن نحسن استغلالها ، إن أغلى ما تملك الآن هو الوقت الذي تعيش وعشت فيه وستعيش به حتى الأجل , إن أدركت قيمة الوقت
ستقدر حياتك التي تعيشها الآن وتسعى جاهداً بأن تُحسن العمل فيها , إن إدراكك
لأهمية الوقت عندك هو ما سيحفزك لأن تعمل و تخلص في عملك وتنجز أشياء رائعة ومفيدة تسعدك و تفيد وتُسعد بها غيرك . ربما الآن عرفت بعض الشيء, ماذا
قصدت بعنوان المقالة (اصنع مِن الثانيةِ مجداً ) وستعرف أكثر بإذن الله .



ما رأيك أن نرجع سوياً للماضي إلى عهد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نجد أن الرسول الكريم غرس قيمة و معنى الوقت في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم
فكانت كل ثانية يعيشونها بسعادة ويستلذون حلاوتها لأنهم صبغوا أوقاتهم بالذكر
والطاعة والعمل والجهاد في سبيل الله تعالى ، وما علمه الرسول الكريم لأصحابه هو ما يعلمنا إياه فبصناعته رجال الأمس الذين ظلت آثارهم باقية هو يصنع رجال الغد و
أمة المستقبل التي سترفع راية النصر والحق عالياً , أفلا تريد أن تكون مِن مَن ينال شرف رفع أمته للعُلا ؟؟




إن ذلك يتحتم عليك إذا كنت عازماً على أن تكون سبباً من أسباب صنع المجد في
حياتك وحياة أمتك أم إذا ما زلت تتقاعس عن ذلك و تأجل تحقيق أهدافك لوقت لاحق .

إن تحقيق المجد لا يأتي من فراغٍ بتاتاً بل المجد يأتي من حسن استغلالٍ للوقت و حسن إدارته كذلك , قرأت جملة رائعة جداً بما معناها تقول " أخبرني بماذا تملأ وقت فراغك , أخبرك من تكون في المستقبل " إن ما تخبرنا به هذه الكلمات أن مستقبلنا
مرتبط جداً بما نملأه في أوقات فراغنا التي نعيشها . فاعزم الآن واشحذ همتك
وانفض غبار الكسل عنك وأبعده كلياً من حياتك ولا تجعله يسيطر عليك ويصيبك بالخمول والبرود كذلك .



إن ما أنوي أن أوصله إليك هو كيف يمكن أن تستغل وقتك و تديره إدارة فعالة وما فائدة استغلال الوقت وكيف يمكن أن يتحقق هدفك النبيل و المنشود بمعرفة إدارة الوقت .
كم هو رائعٌ حقاً أن نحقق هذا المجد و الرفعة , تخيل أنك فعلاً حققت المجد أو الهدف الذي تحلم به صف ما هو شعورك حينها ؟ بماذا أحسست , وكيف كانت حالتك النفسية حينها ؟




وحتى تستغل وقتك الاستغلال الأمثل عليك أن تدرك أن الوقت هو عمرك وحياتك فلا تضيع أي جزء منه في التوافه و الأعمال غير الضرورية , وطالما أن الوقت هو عمرك فعمرك محدود فلا يمكن أن تزيد من عمرك حتى ثانية واحدة وكذلك أن اللحظة
التي تعيشها لا يمكنك أن تخزنها و تستخدمها في وقت لاحق فما فات انقضى ولا يعود ، واعلم أن الله محاسبك كذلك عن عمرك وعن شبابك فيما أفنيته , إن إدراكك لهذه الأمور كلها سيعينك في السعي لاستغلال كل لحظة من لحظات حياتك ، فالإنسان
الذي لا يستغل وقته ولا يستطيع إدارته إنما هو إنسان لا يعرف قيمة الوقت ويعيش بلا هدف يسعى لأجله فهل تود أن تكون من أمثال هؤلاء ؟



حاول أن تملأ كل لحظة فراغ تعيشها بشيء مفيد و ممتع كذلك , أكيد أنه في بعض الأحيان يتخلل يومك بعض الفراغ مثل لحظات الانتظار أو فترة جلوسك أمام التلفاز أو الحاسوب أو تصفح جريدة تجد نفسك فيها لا تعرف ماذا تفعل فتحاول سد هذا
الفراغ ربما بسلوكيات ليس لها أي قيمة مما يؤدي ذلك إلى تضيعك للحظات التي كان بإمكانك أن تعود فيها بنفع لنفسك أو لغيرك وأنت هكذا لن تصنع المجد ولن تستفيد
من هذه اللحظة بشيء يساعدك في تحقيق نجاحك في الحياة سواء العلمية أو العملية .



عمّر لحظات الانتظار الفارغة مثلاً بقراءة كتيب صغير أو بالجلوس مع نفسك للتخطيط في مفكرة صغيرة بمهمات وأعمال تود القيام بها مثلاً أو الاستماع لمحاضرة أو تلاوة
أثناء وجودك في السيارة , كذلك أيضا في أوقات الفراغ الأخرى نوع في استغلالها
بممارسة هواية كالرسم مثلاً إن ممارستك لهوايتك المحببة يولد طاقة إيجابية مما يساعدك في إنجاز أعمالك القادمة وكذلك أيضا بتعلم مهارة جديدة تفيدك في مجال عملك أو دراستك . ستجد حقاً أن هذه اللحظات البسيطة عادت إليك بكنوز ثمينة كانت من الممكن أن تضيع منك لو لا حرصك على اغتنامها فاستغل الأوقات وحولها
لِلَحظة ثمينة لا يمكنك الاستغناء عنها . ومن هذه النقطة أيضا نفهم أكثر مغزى
العنوان (اصنع مِن الثانيةِ مجداً ) فأنت باستغلالك هذه اللحظات تجني ثماراً يانعة ولذيذة الطعم بإذن الله .




لكن ربما قد تقول أنه في بعض الأحيان لا أستطيع أن أستغل هذه الأوقات الاستغلال
الأمثل بسبب بعض الأشخاص أو تواجهك عوائق أخرى تجعلك تضيع هذه الفرص
من أوقات الفراغ فماذا أفعل ؟
إن هذه ليست حُججاً أبداً
لتُضيّع على نفسك الخير الكثير إن بعض الأشخاص يحاولون

تضيع وقتك فاجتنبهم وابتعد عن مثل هؤلاء الناس لأنهم سيفتكون بوقتك الثمين أو
اعتذر لهم بكل لباقة وعزم بأنك تود القيام بأعمالك فوقتك ملك لك وليس ملكهم حتى
يتمكنوا من السيطرة عليك واستخدامك لصالحهم .



وربما تواجهك عوائق أخرى
كان بإمكانك تفاديها بالتنظيم و التخطيط الأمثل لوقتك إن

تخطيطك لكيفية قضاء يومك بل حياتك والتي ستجزئها ليوم و أسبوع وشهر .. الخ
هو الذي سيوصلك إلى أهدافك وهذا ما يجب أن تتعلمه وتتقنه هو إدارة وقتك بطريقة
فعالة تجعلك تكسب الكثير سواء ما تكسبه من مهارات تساعدك في عملك فتزيد من
دخلك أو ما ستحققه من تفوق ونجاح في دراستك وما ستحصل عليه من وقت كاف
تقضيه مع عائلتك وأصحابك وما ستكسبه أولاً من راحة نفسية بسبب تنظيمك
لحياتك .



فإدارة الوقت تعني من مفهوم الدكتور الخضيري :" علم و فن الاستخدام الرشيد
للوقت, و هي علم استثمار الزمن بشكل فعّال, و هي عملية قائمة على التخطيط و
التنظيم و المتابعة و التنسيق و التحفيز و الاتصال و هي إدارة لأندر عنصر متاح
للمشروع, فإذا لم نُحسن إدارته فإننا لن نُحسن إدارة أي شيء ".



إن إدارة الوقت تحتاج لتخطيط مسبق بكتابة أهدافك ومواعيدك في دفتر خاص بك أومفكرة صغيرة تستطيع الإطلاع عليها ومعرفة ما يجب عليك عمله هذه اللحظة وبكتابتك لأهدافك ستكسب الكثير لأنك لن تنسى مواعيدك و أهدافك و تظل تعمل من أجل تحقيقها في وقتها فالهدف يحتاج لوقت معين وتنجزه وبالتالي توفر الوقت
وتستغله في أمور مهمة أخرى فكتابة الأهداف يساعدك جداً في عملية تحقيقها فاكتب
أهدافك التي تود تحقيقها والفترة التي تحتاجها لأن تحققها وكذلك المواعيد المهمة
مع الآخرين أو حتى مع نفسك لكي لا تنساها و تخلق المشاكل لنفسك .



وحتى تكسب وقت وفير تستطيع أن تؤدي ما شئت فيه من أعمال وتعلم مهارات
واكتساب خبرات وتطوير للذات عليك أن تحدد أهدافك كما وسبق أن قلنا وأن تكون مرتباً ومنظماً لأن التنظيم سيوفر عليك الكثير من الوقت فضع كل شيء في مكان مناسب وتستطيع الوصول إليه بسهولة وبسرعة فلا تتأخر عن مواعيدك , دائما احتفظ بمفكرتك الخاصة المحتوية على مهامك ومواعيدك وأهدافك ، كن هادئاً ورزينا
و مبتسماً وأكثر تفاؤلاً نمي مهاراتك واكتشف قدراتك و زد من خبراتك بقراءة الكتب وحضور الدورات والمحاضرات فهذا يساعدك في تحقيق أهدافك وستشعر بسعادة إن شاء الله ولا تنسى أن تكون أكثر ارتباطا بالله عز وجل .



وأكثر ما سيحفزك هو قراءتك لسير العظماء من الناس الذين حققوا أهدافهم وسعوا إليها واستغلوا كل فرصة توصلهم إليها وتقربهم منها وظل التاريخ يذكرهم وخلد آثارهم وأسمائهم فقيمة العمر لا يقاس بالسنوات ولكن بالأعمال التي قدمتها ولي أي أعمال وإنما أعمال كبيرة وحتى إن كانت بسيطة ولكنها ذات منفعة فإنها ستبقى
خالدة بإذن الله .





اسمع لقول ابن عقيل ـ رحمة الله ـ :" أنا الآن ابن الثمانين ,
أجد همة وأجد عزماً
واستفادة كما كنت وأنا ابن عشرين سنة " يا لها من همم قوية وصامدة فكن مثل هؤلاء واقتد بهم واتخذهم قدوة لك في حياتك وتذكر أن من سعى لن يضيع الله عمله
أبداً وسيجزيه ثوابه في الدنيا والآخرة إن شاء الله .
وكن صانع الأمجاد واستغل كل الفرص والأوقات،‘
------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس