خَبَّــــــــاب
الحمد لله الذي لا يعجزه شيء فهو القادر على كل شيء أحاط
بمخلوقاته علماً والصلاة والسلام على خاتم رسله وأشرف خلقه
الذي جاء إلى الدنيا داعيا ، وإلى الجنة و نعيمها مرغبا
ومن النار وعذابها مخوفاً ومحذراً ومرهباً, وبعد
لقد حث الإسلام على الأخلاق وعلى منزلة الكبير في زيادة الحسنات
وثقلها في الميزان يوم القيامة .
فالمسلم أينما كان فهو يمثل الإسلام بأخلاقه العالية
على العكس من ذلك الدول الغريبة وما يوجد بها من فقد للأخلاقيات
في تعاملاتها . . تكون مهددة بكل ما هو مؤلم . .
فالأخلاق تمثل لنا
جانب من جوانب المسلم حينما كان حتى في تعامله مع الآخرين
سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين . . فالذين يعيشون في
الدول الغربية هم بحاجة إلى الأخلاق حتى أن شاهدوا مسلم
بأخلاقه إلا وقد كان لهم داعية لهذا الدين فيلتمس هؤلاء . . الهدف
الوفاء . . الرحمة
وغيرها من الأخلاقيات فيشعرون أنهم
بحاجة لهذه الأمور التي فقدت في مجتمعاتهم الغربية وكيف يعيشون
في خوف . . وقلق . . وتوتر مستمر . . لهذا نجد مما يؤكد ويدلك على هذا
حديثنا عن الأخلاق وما حدث لإحدى الأخوة الذين يعيشون في
الدول الغربية غير المسلمة ومكان الأخلاق في الإسلام .
فكان هناك شاب تونسي في مقتبل العمر مهنته عامل كهربائي
بجانب دراسته, يعيش مع والده
. . وهو شاب غيور على دينه مسلم
امتاز بالأخلاقالفاضلة . . فكان داعياً إلى الله بأخلاقه بصدقه
بأمانته وإخلاصه في عمله وبأخلاقيات المسلم . .
وبالتعامل مع الناس
تعاملاً يليق بالمسلم من عفت البصر عن الحرام . .
والابتعاد عن أماكن
الشهوات ومصاحبة الصالحين
فذهب هذا الشاب المسلم اسمه (خباب) إلى منزل إحدى الأسر الفرنسية
لإصلاح الكهرباء في (شقتهم) . . فكانت العائلة الفرنسية
تراقب هذا الشاب الذي جاء إليهم فلم يشاهدوا شاباً في مثل
تعامله وأخلاقه وأدبه . . فقد كان يغض بصره ولا يحدق
في نساء أهل المنزل فكان لا ينظر إلا في الأرض
ولما سألته إحداهن لماذا تفعل ذلك؟
أجاب أن دينه الإسلام يأمره بذلك وعندما شاهد (خباب) المسلم
حالة الفقر لهذه الأسرة الفرنسية لم يأخذ أجرة على عمله هذا
في إصلاح الكهرباء لهم
فتعجبت الأسرة الفرنسية وعندها سألوه عن دينه أن يخبرهم
عن هذا الدين العظيم . . فأخبرهم هذا الشاب المسلم عن دينه
الإسلام وعن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
وأخبرهم كذلك عن خلق الإسلام وسماحته وتعاليمه
وعن المرأة في الإسلام
فأعجبوا بهذا الدين الإسلامي وانبهروا به
فأخذت إحدى الفتيات في هذه الأسرة الفرنسية تخبر هذا الشاب
المسلم (خباب)
وتقول له أنها عندما تمشي في السوق أو الشارع
أو المدرسة تلاحظ أن الجميع وخاصة الشباب يلتهمونها بأعينهم
ويشتهونها أن تكون فريسة لهم
فلقد واجهتها الكثير من المضايقات فكانت هذه الفتاة الفرنسية
تشعر أنها لم تخلق لتكون غنيمة للجميع وتريد أن تكون لها شخصيتها
وخصوصيتها كفتاة . . لا تريد أن تكون لقمة سائغة للجميع
فكان تعامل (خباب) مغايراً . . وتعاملا فريداً . . فهو في هذا العمر
وهذا المجتمع إلا أن المسلم بعقيدته ودينه مسلم أينما كان
فدخلت الفتاة الإسلام لما أعجبت به من أخلاق وتعامل وبما
قد عرفته بعد ذلك من معلومات عن الإسلام من خلال ما قرأته
من عدة كتب تشرح الإسلام . .
فأشهرت إسلامها هذه الفتاة الفرنسية
وشهدت قائلة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
فأطلقت على اسمها نسرين حسب طلبها
وبعد أيام طلبت الأم من صاحب المكتب الذي يعمل عنده خباب بزيارتهم
وتزويدهم بالمعلومات الإضافية عن الإسلام
فهكذا كان خباب الشاب المسلم داعية ولا زال يدعو إلى الله
بأخلاقه وسلوكه . . المتواضع . . ونسرين ما زالت تتصل بالمكتب
لتخبرنا أنها بخير وأنها تقوم بشرح الإسلام لأصدقائها
وأهلها وعبر هذه العفة نحيي (خباب) الشاب المسلم التونسي
سألين المولى أن يثبتنا وإياه على الحق وأن يهدي
الجميع لكل ما يحبه الله ويرضاه .
----------
قصة من الواقع / للفايدة