قال تعالى : " وجعلنا من الماء كل شئ حي "
الماء هو عنصر الحياة الرئيسي لكل المخلوقات وخاصة البشر.
ونحن في المملكة نعتمد في مياه الشرب والاستخدامات الاخرى للماء على مياه تحلية البحر حيث لا يخلو شاطئ من شواطئنا من محطة تحلية تم انشاءها لتفي بالاحتياجات المتزايدة من المياه وذلك لعدم وجود الانهار او الجداول او المياه الجوفية بوفرة كافية.
فكل المدن والقرى الان بنسبة لا تقل عن 98% تعتمد اعتمادا كليا على مياه البحر المحلاة شربا وخدماتيا بالمنازل.
ومحطات التحلية منها الحديث والقديم وانظمة مختلفة من حيث التقنيات المستخدمة في انتاج المياه المحلاة.
لكن لللاسف والحال كذلك كما تقدم، فان تلك المحطات لا زالت تبنى وتنشأ من قبل شركات ومصانع خارجية يتم التعاقد معها بمليارات الريالات للبناء والتشغيل وتوريد قطع الغيار.
والماء كما يعلم الجميع لأي امة من الأمم امن استراتيجي للبلد فبدون الماء لا يمكن ان تعيش تلك الامة خاصة في حال كون ذلك البلد صحراويا لا وجود للمياه الطبيعية فيه كما هو الحال ببلدنا.
فمن المؤسف اننا لا زلنا الى اليوم نعتمد على الخارج في توريد وبناء محطات التحلية وقطع غيارها، ففي حالة اي اضطرابات سياسية مع البلدان المصدرة لتلك القطع والمنشآت او كوارث طبيعية، فان النتيجة ستكون كارثية على مجتمعنا في مدننا وقرانا.
تخيلوا انقطاع المياه عن مدينة مثل جدة او الرياض، كيف سيكون الحال لساكني تلك المدن ؟
فيا مخططي ومسئولي الوزارات والجهات المعنية لماذا الى الان لم يتم توطين تلك الصناعة الاستراتيجية الامنية للبلد ؟
انها اولوية لا يسبقها اي اولوية اخرى لتأمين ذلك المصدر الهام وتوطينه والعمل بكل تقنياته.
فبالاضافة الى تأمين الامن الاستراتيجي للبلد بهذا المورد الهام، فهناك ايضا توفير المليارات للاقتصاد الداخلي للبلد.
ومن باب العلم، هل تعلم ايها القارئ ان لدينا عدة جهات وظائفها تعني بالماء في المملكة :
* المؤسسة العامة لتحلية المياه
ولنا ان نتسائل اين خطط ومخرجات هذه الجهات غير بناء محطات المياه المحلاة كما تقدم والمعنية بها مؤسسة تحلية المياه.
........