عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2014, 10:57 PM   #2
ال يتيم العلي الدوسي
مشرف قسم الاسلام حياة وقسم التغريدات
قسم العام
 
الصورة الرمزية ال يتيم العلي الدوسي
 







 
ال يتيم العلي الدوسي is on a distinguished road
افتراضي رد: معجزات الرسول محمد ﷺ



الثانيه :-
من أعظم دلائل النبوَّة ما يؤتيه اللهُ أنبياءَه -عليهم السلام -

من معجزات تخرق العادات، وتعطِّل نواميس الكون وسننه،

ويعجز عن فعلها سائر الناس؛ وذلك تأييدًا لهذا الذي أكرمه الله

بالنبوة أو الرسالة، وتكريمًا له، وشاهدًا وبرهانًا على صدق

ما جاء به من البيِّنات والهدى. وقد أكرم الله نبيَّه بألوان متعدِّدة

من المعجزات التي أجراها على يديه تأييدًا لرسالته،

ودفعًا لمن شاهدها إلى التصديق بنبوَّته،

وهي من الآيات الباهرة والدلالات الواضحة على صدقه ؛

وذلك لأن الله لا يُؤَيِّد الكاذبين، قال تعالى:

{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ

ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}

[الحاقة:44-47].

ولذا باء بالخزي والخسران وافتضح أمره مَنِ ادَّعى النبوَّة وهو كاذب،

كمسيلمة الكذاب ، والأسود العَنْسِيِّ ، والمختار بن أبي عبيد الثقفي ،

وميرزا غلام أحمد القادياني ،وغيرهم . فمن أعظم الافتراءات على الله

دعوى النبوة والرسالة كذبًا، كما قال تعالى:

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ

وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [الأنعام: 93]،

وهذا القول من ربِّ العالمين يشمل جميع أصناف الذين يعارضون رسله الصادقين .

المعجزة لغة واصطلاحًا

وبادئ ذي بدء فالمعجزة لغة هي اسم فاعل من العجز الذي

هو زوال القدرة عن الإتيان بالشيء من عمل أو رأي أو تدبُّر ،

وعرَّفها ابن حمدان في الاصطلاح بأنها

"جهة التحدِّي ابتداءً بحيث لا يقدر أحد عليها، ولا على مثلها، ولا على ما يقاربها" .

وهي في الاصطلاح: أمرٌ خارقٌ للعادة، مقرون بالتحدِّي، سالم عن المعارضة،

يظهر على يد مدعي النبوة موافقًا لدعواه[8].

أهمية المعجزة وأنواعها

وفي أهمية المعجزة ومدلولها يقول الإمام الجويني:

"لا دليل على صدق النبي غير المعجزة، فإن قيل:

هل في المقدور نصب دليل على صدق النبي غير المعجزة؟

قلنا: ذلك غير ممكن؛ فإن ما يُقَدَّرُ دليلاً على الصدق لا يخلو إمَّا أن يكون معتادًا،

وإمَّا أن يكون خارقًا للعادة، فإن كان معتادًا يستوي فيه البَرُّ والفاجر،

فيستحيل كونه دليلاً، وإن كان خارقًا للعادة يجوز تقدير وجوده ابتداءً من فعل الله تعالى،

فإذا لم يكن بُدٌّ من تعلُّقه بالدعوى، فهو المعجزة بعينها" .

على أنه ثمة فرق بين المعجزة والكرامة؛ ويتمثَّل ذلك الفرق في أن الكرامة

لا يدَّعي صاحبها النبوَّة، وإنما تظهر على يده لصدقه في اتِّبَاع النبي،

وما كانت الكرامة لتقع لولا اعتصام من وقعت على أيديهم بالاتباع الحقِّ للنبي .

وهذا يُبَيِّنُ لنا أن شرط الكرامة للوليِّ يتمثَّل في صدق الاتباع للنبي ،

لكن ليس من شرطه العصمة؛ فإن الولي قد يقع في المعصية،

أما الأنبياء فقد عصمهم الله تعالى، والوليُّ يستحي من إظهار الكرامة،

وإذا ظهرت نبَّه الناسَ إلى فاعلها الحقيقي وهو الله تعالى.

وهناك فرق أيضًا بين المعجزة والسحر؛ فالسحر أبعد شيء عن المعجزة أو الكرامة،

وإن كان السحر أمرًا خارقًا للعادة إلاَّ أنه غير سالم من المعارضة بالمثل،

فهو لا يخرج عن طاقة الإنس والجن والحيوان، كالطيران في الهواء مثلاً،

بل هو أمر مقدور عليه؛ لأنه يترتَّب على أسباب إذا عرفها أحد وتعاطاها صنع مثلها

أو أقوى منها، {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69]. ولذلك خضع السحرة لسيدنا موسى

لأنهم -وهم أعرف الناس بالسحر- كانوا أكثر الناس يقينًا بحقيقة معجزته، وصدق نبوته،

فما وسعهم أمام جلال المعجزة الإلهيَّة إلاَّ أن خرُّوا سُجَّدًا، وقالوا: {آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} [طه: 70].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع






قوانين منتدىٰ زهران

http://www.zahran.org/vb/misc.php?do=cfrules
أخر مواضيعي
ال يتيم العلي الدوسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس