عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2014, 06:41 AM   #5442
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصـــــــة قــــــارون
من سورة القصص



من قصص القرآن...
إن قارون كان ابن عم موسى عليه السلام ، من بني إسرائيل، فتكبّر عليهم بكثرة المال و طلب أن يتزعمهم، وأعطاه الله من الأموال الوفيرة المدّخرة ، ما إن مفاتيح خزائنه ليثقل حملها على الجماعة الكثيرة القوية ،
حين قال له قومه: لا تفرح فرح بطرٍ بكثرة المال ، إن الله لا يرضى عن البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم، و يسخط عليهم ويعاقبهم.
واطلب فيما أعطاك الله من المال ثواب الدار الآخرة ، بإنفاقه في مرضاة الله و طاعته ، لا في التجبّر و البغي ، ولا تنسَ الإنفاق فيما أحلّ الله لك، وأحسن إلى عباد الله بالصدقة ، كما أحسن و أنعم الله عليك بالمال و الجاه ، ولا تعمل بالمال في معاصي الله ، إن الله لا يرضى عن المفسدين بالعصيان في الأرض و يجازيهم على عملهم.
قال قارون يجيب قومه: إنما أوتيت هذا المال بمعرفة مني و مهارة في الاكتساب و التجارة.
أولم يعلم قارون أن الله قد أهلك بالعذاب من قبله من الأمم الخالية من هو أشدّ منه قوة، و أكثر جمعاً للمال ، و لا يُسأل المجرمون العصاة عن ذنوبهم يوم القيامة سؤال عتاب و استعلام؛لأن الله تعالى مطّلع عليها ، و إنما يُسألون سؤال توبيخ .
فخرج قارون على قومه ذات يوم في موكب مهيب متميز بمظاهر الزينة من المتاع و ملابس الذهب والحرير والخيول والأتباع، فلما رآه الناس ،
قال أهل الدنيا المخدوعون بزينتها : يا ليت لنا من المال و المتاع مثلما أوتي قارون من الثراء و الجاه، إن قارون لصاحب نصيب وافٍ في الدنيا .
وقال أهل العلم الذين يعرفون بأحوال الآخرة وما وعد الله فيها
وهم أحبار بني إسرائيل: ويلكم _أي لا تقولوا هذا الخطأ، والأصل فيها أنها كلمة تدل على الهلاك_ثواب الله و نعيمه في الجنة خير مما تتمنونه، لمن آمن بالله و رسله والتزم المأمورات وعمل صالحاً فيما آتاه الله من المال ، و لا يتلقى الجنة إلا الصابرون على الطاعات وعن المعاصي.
ولما اغترّ قارون بكثرة المال، خسف الله به و بكنوزه وبداره ومنطقته التي كان فيها الأرض ، أي غوّرها وغيّبها وجعل عاليها سافلها، فما كان له جماعة أعوان ينصرونه من غير الله ، بأن يدفعوا أو يمنعوا العذاب و الهلاك ، وما كان من الممتنعين مما نزل به من الخسف.
وأصبح الذين تمنّوا منزلته وثروته منذ زمن قريب يقولون: يا أسفاً ألم ترَ أن الله يوسّع ويعطي الرزق لمن يشاء من عباده ، ويضيّق و يقتر الرزق على من يشاء ، اختياراً و ابتلاءً ، بمقتضى مشيئته و حكمته ، لولا أن منّ الله علينا باللطف و الرحمة و الإحسان، ولم يؤاخذنا بما وقع منا ، لخسف بنا الأرض كما خسف بقارون ، بل إنه لا يفوز الكفار بمطلب لهم، مثل قارون .
-----------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس