الموضوع
:
كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
عرض مشاركة واحدة
05-02-2014, 07:16 AM
#
5444
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
المُمْتَحَنة في دينها
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط
أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها ، صحابية جليلة أنزل الله فيها قرآناً يُتلى ، و سطّر التاريخ لها في صفحاته سطوراً خالدة ..
ففي العام السابع للهجرة
و في ظلمات الليل على الطريق بين مكة و المدينة ، كانت أم كلثوم تستحثّ ناقتها ، تسرع الخطو خوفاً من أن يلحق بها أخواها الوليد و عمارة فيقطعا عليها طريق هجرتها و يعودا بها إلى ديارهما، و لا تعلم عندئذ ماذا يكون مصيرها.
مضت أم كلثوم
و هي على ناقتها تغذّ السير طول الليل .. تمسك مخاوفها في نفسها، يدفعها الأمل ،
و تنفّس الصبح على أم كلثوم
و قد جاوزت نصف الطريق، فأحسّت ببعض الأمان فاستحثت ناقتها على مزيد من السرعة حتى إذا
وصلت المدينة أعلنت إسلامها أمام رسول الله
..
لكنها رضي الله عنها فوجئت في اليوم التالي بما عكّر عليها فرحتها.. وصل أخواها إلى المدينة بعد أن خرجا من مكة ليلحقا بها و قد اكتشفا سفرها آخر الليل ...
هل تنصتون إلى الحوار الذي دار بينهما آنذاك
!! و بين رسول الله
:
_ يا محمد فِ بالعهد الذي تعاهدنا عليه في الحديبية .
(
كان هذا يعني أن على الرسول
أن يردَّ أم كلثوم إلى أخويها المشركَين لتعود معهما إلى مكة
)
أحسّت أم كلثوم بالخوف على نفسها ،
فقالت:
_ يا رسول الله أنا امرأة ، و حال النساء من الضعف ما علمت .. تردّني إلى الكفار يفتنونني في ديني و لا صبر لي ؟؟
كان
في حيرة بين أمرين ..
أيفي بعهده الذي قطعه على نفسه في صلح الحديبية، فيردّ أم كلثوم إلى أخويها ؟ ، أم يخالف هذا العهد ، فيبقيها عنده و لا يردّها؟
و كان الله برسوله
رحيماً ...
أنزل عليه قوله تعالى :
((
يا أيُّها الذينَ آمنُوا إذا جاءَكُمُ المُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فامْتَحِنوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بإيمَانِهِنَّ فإنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرجِعوهُنَّ إلى الكُفّار لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ و لا هُم يَحِلُّونَ لَهُنَّ و آتوهَمْ ما أَنفَقوا و لا جُناحَ عَلَيْكُم أن تَنْكِحوهنَّ إذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ و لا تُمْسِكوا بِعِصَمِ الكَوَافِرِ و اسألوا ما أنفقْتُمْ و لْيَسْألوا ما أَنفقوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُم و الله عَليمٌ حَكيمٌ
)) سورة الممتَحَنة10
بهذا حدد القرآن الكريم موقف الرسول
،
فكان عليه أن يبقي على أم كلثوم و لا يعيدها إلى أهلها في مكة ، فقد أعلنت صدق إيمانها ، و من الخير لها أن تبقى مع المسلمين ، فهي امرأة ، و لا ينطبق عليها النص الذي جاء في صلح الحديبية، لذلك
قال رسول الله
للوليد و عمارة ابني عقبة:
_ لقد أنزل الله قرآناً .. نقض الله العهد في النساء بما قد علمتماه .
و لم يجدا إلا أن ينسحبا ، تاركين أم كلثوم بالمدينة عائدين إلى مكة ...
و مكثت رضي الله عنها بالمدينة فتقدم لخطبتها أربعة من كبار الصحابة :
الزبير بن العوام و زيد بن حارثة و عبد الرحمن بن عوف و عمرو بن العاص . كان عثمان بن عفان رضي الله عنه حاضراً فهو أخوها من الأم، استشارته فأشار عليها أن تستشير
رسول الله
فاختار لها زيد بن حارثة رضي الله عنه فتزوجته ، و أنجبت منه ولداً أسمياه زيداً و بنتاً أسمياها رقية .
-----------
للفايدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أخر مواضيعي
الفقير الي ربه
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها الفقير الي ربه