[الفقير الي ربه]

قصــــــة آيـــــــة




هل تعلمون يا أحبة من الذي دعا بهذا الدعاء، و لمَ؟
هل تتخيلون أرض الحرم اليوم، التي لا تخلو لحظة من طائف حول الكعبة أو راكع ساجد أو مقبّل للحجر الأسود، هل تستطيعون أن تتخيلوها أرضاً موحشة مقفرة ليس فيها أحد؟
قبل نحو (4000) سنة كانت مكة أرضاً موحشة خالية من أي أثر للحياة.
عندما سار إليها سيدنا إبراهيم عليه السلام وزوجته (هاجر) وولدهما الرضيع (إسماعيل) قادمين من الشمال، من أرض فلسطين.
لماذا ساروا إلى هناك؟
إنه أمر من الله تعالى لإبراهيم عليه السلام، والأمر كان أن يترك إبراهيم زوجته هاجر وولده إسماعيل هناك مع ما يلزمهمما من ماء وطعام ثم يعود إلى أرض فلسطين ليتابع عمله في الدعوة.
هل سترضى هاجر رضي الله عنها؟
كيف لا ترضى؟ أليس الله تعالى هو الذي أمر؟ إذن اسمعوا ماذا قالت لإبراهيم عليه السلام قبل أن ينصرف: ”يا إبراهيم آلله أمرك بذلك؟“
قال: ”نعم“
فقالت بثقة: ”إذن لن يضيعنا رب العالمين”
تركهما و انصرف و هو يدعو لهما: ”ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم.“
هل سيكفي الطعام والماء للاثنين في هذه الأرض الجرداء. بالطبع لا. فقد نفد ماؤهما.
لكن الأم أبت أن تتقاعس وتجلس لتتفرّج على ابنها يتلوّى عطشاً، فقامت تجهد في طلب الماء تقطع الطريق بين الصفا والمروة باحثة عن آثار قافلة عساها تنقذ عطش الرضيع اسماعيل، وهكذا حتى سعت بين الجبلين سبعة أشواط ذهاباً وإياباً. وبعد السعي وبذل الجهد يُنتَظَر الفرج من رب العالمين.
حقاً (لن يضيعنا رب العالمين) لقد فجر لهما بئر زمزم، هذا الماء الذي لا يزال يسقي الحجاج حتى اليوم، وإلى الأبد..
كان زمزم برعم الحياة في تلك الجبال المقفرة الخالية من الحياة، فبدأ العرب بعدها يتوافدون إلى تلك البقعة المباركة ليسكنوها حتى صارت مكة كما ترون اليوم. قلوب المسلمين تهوي إليها قبل أجسادهم تلبية لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.. ويسعى كل حاج ومعتمر سبعة أشواط بين الصفا والمروة، تخليداً لسعي هاجر بينهما، وتكريماً للأمومة الحانية.
------------
للفايدة