عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2014, 11:29 PM   #5525
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

يا أيها الذين آمنوا
ما إن سمعنا المؤذن يقيم الصلاة حتى كبر الإمام وتبعه المصلون
و قرأ الإمام الفاتحة بصوته الشجي ثم هدأ قليلاً ليبدأ بعدها قراءة آيات مباركات
... يا أيها الذين آمنوا ... وتوقف قليلاً ..
قلت في نفسي : لم توقف ؟ هل نسي ما يود قراءته؟ ... فليبدأ بأية آية غيرها
فلم يزل في البداية .
لكنه كررها مرة أخرى وكأنه ينادينا بصوت يخرج
من أعماق قلبه " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين
أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً ؟إن المنافقين في الدرك الأسفل
من النار ، ولن تجد لهم نصيراً ........
"
كان قلبي يرتج كبناء أصيب بزلزال هزه هزاً شديداً فبدأ يترنح
يكاد يسقط ....
فالإمام إذاً كان بوقوفه هذا مع تكرار
" يا أيها الذين آمنوا "
يريد أن يوصل لنا النداء ، وأن نتفاعل مع كل كلمة بعده ، ولم يكن يريد لنا صلاة
ميتة يسرح فيها الواقف هنا وهناك في هذه الدنيا الواسعة
لا يدري كيف تنتهي الصلاة ولم يعِ منها شيئاً .
ثم يظن أحدنا أنه أدى الصلاة وأرضى الله تعالى !! ..

كان يريدنا أن نتلقى الرسالة و نفهم ما يتلوه على مسامعنا
وأن نكون فعلاً واقفين بخشوع أمام ملك الملوك ومالك الملك ، وأن نتدبر
آياته بقلب حيّ ولبّ ذكي .
فما بعد النداء أمر خطير جهله الناس على كثرة ما يتلى عليهم .
" يا أيها الذين آمنوا " : لبيك وسعديك – يارب – والأمر كله بين يديك .
نحن – معشر المؤمنين – عبادك .... لك الأمر، وعلينا الطاعة
والامتثال إن كنا مؤمنين . وسنكون بإذنك ومشيئتك مؤمنين دائما ً، تحبنا
وترضى عنا ..... وتداعى إلى ذاكرتي بهذا النداء العلويّ الرائع الذي
يرفعنا إلى مرتبة العبودية لله تعالى مدى حبه تعالى للمؤمنين ، إذ تكرر
هذا النداء سبعاً وثمانين مرة يوضح الطريق المستقيم إلى مرضاته سبحانه
ويبين السبيل الأقوم للحياة الطيبة في الدنيا والواعدة في الأخرى .
" لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين " والوليّ
إخوتي الأحبة – الصديق الوفي ، والأخ الصدوق ، والناصح الأمين .
وهل يعقل أن يكون الكافر الذي يكرهنا ويسعى جاهداً للإيقاع بنا وإيذائنا
والذي يعمل ليل نهار على استئصال شأفتنا

والكيد بنا أخا وصاحباً ونصوحاً ؟!!
إنهم كما قال تعالى " لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة ، وأولئك هم المعتدون "
.. وهل يعقل أن ترى ذكياً بعد ذلك يتخذهم أولياء يلقي إليهم بالمودّة ؟!
إن من يفعل ذلك واحد من اثنين لا ثالث لهما : غافل لاهٍ غبيّ أو منافق
أظهر الإسلام وأبطن الكفر .
أما الغافل اللاهي فقد أساء إلى نفسه دون أن يدري حيث استحق تتمة الآية
" أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً "
إنه حين يرضى لنفسه مصاحبة الكافر عدو الله فقد حكم على نفسه بالهلاك
والويل والثبور وعظائم الأمور ، فضلاً عن غضب الله تعالى على من أسلم
قياده وزمامه لعدو الله " إن الطيور على أشكالها تقع " وما يأمن لكافر
إلا السفيه الغرّير .
وأما المنافق فله عذاب أليم جزاءً وفاقاً ، بل " إن المنافقين في الدرك
الأسفل من النار
" و الدرْك منازل النار والدرجة منازل الجنة "
فأولئك لهم الدرجات العلا ، جنات عدن تجري من تحتها الأنهار " .
والدرك في النار سبع منازل أشدها : الهاوية ثم الجحيم ثم سقر ثم السعير
ثم الحطمة ثم لظى ثم جهنّم .وللمنافقين أسفلها وهو "الهاوية
" .
لغلظ كفرهم وشدة غوائلهم ، وتمكنهم من المسلمين .
نعوذ بالله أن نكون منافقين . ..

قال ابن مسعود رض الله عنه : للمنافقين في الهاوية توابيت من حديد
مقفلة في النار تقفل عليهم .

وقال ابن عمر رضي الله عنهما : إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة ثلاثة :
المنافقون : " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار "
من كفر من أصحاب المائدة : " إني منزلها عليكم فمن يكفر بعدُ منكم
فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين
"
آل فرعون : " النار يعرضون عليها غُدُوّاً وعشيّاً ، ويوم تقوم الساعة أدخلوا
آل فرعون أشد العذاب
" .
أما درجات الجنة فهي مئة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله
ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض
" .
وهل هناك من ينصر هؤلاء المنافقين ؟! حاشا وكلاّ .. إن الله خصيمهم .
" ولن تجد لهم نصيراً "
ومن يقف أمام الله تعالى ؟!
بل " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه "
وهل يشفع أحد إلا لمن يريد الله تعالى له الخير ؟ " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " .
ومن رحمة الله تعالى بعباده أن يترك لهم باب الأمل مفتوحاً على مصراعيه
ولو فعلوا ما فعلوا ، ألا نقرأ دائماً " بسم الله الرحمن الرحيم " في كل لحظة
من حياتنا ؟ فهو الرحيم بعباده ، الرؤوف بهم ، الغفور لزلاتهم . العطوف
عليهم ، المسامح الكريم ، لا إله إلاّ هو ... يدعوهم إليه كل حين ، " إلا الذين ....
1- تابوا ،
2- وأصلحوا ،
3- واعتصموا بالله ،
4- وأخلصوا دينهم لله ،
فأولئك مع المؤمنين ...............
وسوف يؤتي اللهُ المؤمنين أجراً عظيماً
"
فلا بد من التوبة النصوح التي لا رجوع بعدها إلى الكفر والشرك .
والعمل الصالح الذي يجب ما قبله ويمحوه ، ويؤكد توبة صاحبه
ويدل على صدق توجهه . واللجوء إلى الله تعالى أن يبدل السيئات حسنات
ويغفر الذنب ويستر العيب ، ويعين على التوبة والعمل الصالح
فبالله المستعان دائما .
والإخلاص في الأمور كلها لله تعالى
فبالنية الخالصة تقبل الأعمال " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ
ما نوى
" . وهنا يضمهم الله تعالى إلى ركب المؤمنين الصالحين الذين
وعدهم الله عز وجل بالأجر العظيم .
قال مكحول رحمه الله تعالى : أربعٌ من كنّ فيه كنّ له ، وثلاثٌ من كنّ فيه كنّ عليه .
أما أربع الصفات التي إن كنّ فيه كنّ له ( أي كنّ في ميزان حسناته )
فالإيمان والشكر : " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ، وكان الله شاكراً عليماً "
والاستغفــــــار : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ، وما كان الله معذبهم
وهم يستغفرون
" .
والدعــــــــــاء : " قل : ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم " .
وأما ثلاث الصفات التي إن كن فيه كن عليه ( أي كنّ وبالاً عليه )
فالمكـــــــــــــر : " ولا يحيق المكر السيّء إلا بأهله " .
والبغــــــــــــي : " يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم " .
والنكــــــــــــث : "
فمن نكث فإنما ينكث على نفسه

------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس