[محمد الساهر]

محمد بن نايف.. الأمير المُحارب



بعد سنوات من توليه ملف الإرهاب وتجفيف منابعه وكشف خفاياه توَّج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رعاه الله - ابنه الأمير محمد بن نايف بقيادة وزارة الداخلية.

ويمثل الأمير محمد واجهة سعودية محاربة للإرهاب منذ توليه منصب مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية منتصف 1999م.

وهنا لا أصنف القادة، لكنني ألمح في الأفق تغييراً جذرياً لما ستكون عليه بلادي في سنواتها المقبلة من تحوُّل سلس، تعوَّدنا عليه في القيادة، والحكمة في حل أي إشكال سياسي.

الجيل الثاني من قادة السعودية في الدولة السعودية الثالثة يمثل نقلة نوعية ممتلئة بالخبرة والمعاصرة لملوك وأمراء كانوا صمام أمان بحكمة سعودية، لها مبادئها الإسلامية وخصوصيتها العربية.

من يتابع هذا التحوُّل في تولي أحد أحفاد المؤسس منصباً حساساً كوزارة الداخلية، بعد ما يقارب 50 عاماً من حصرها في أبناء الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، يدرك بُعد نظر خادم الحرمين الذي يفاجئ بين فترة وأخرى بتغيير جوهري يربك محللي السياسة العالمية، وينحر توقعاتهم المشؤومة على عتبات الرؤية الثاقبة للحكم السعودي.

شعبياً، يمثل الأمير محمد بن نايف هيبة ومحارباً عتيداً لأعداء الوطن من الفئة الضالة التي تحورت أفكارها وتبدلت مبادئها بعد شحنات غبية لعصيان ولي الأمر.

ورغم أن الأمير محمد بعيد عن الحديث الإعلامي، لكنه قريب جداً من الأحداث؛ فمحاولات اغتياله مُنيت بالفشل، وكشفت إحداها عن تسجيل صوتي مع أحد المغرَّر بهم، جعل الجميع يؤمن بأن الأسرة الحاكمة تقف بجانب كل مواطن تأثر بفكر منحرف؛ لتعيده إلى الطريق القويم حين تحدث الأمير بفكر حانٍ فاتحاً قلبه للهالك الذي خان العهد،
وسجَّل التاريخ حديثاً يتكرر كلما أراد مغرَّر به العودة لعقله.



سعيد آل جندب