[frame="8 80"]
خــــــواطــر قلــــب
في قوة قهر الهوى لذة مضاعفة عجيبة ،
تزيد على لذة من يتابع هواه أضعاف مضاعفة..!
ألا ترى أن المغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً ، !؟
بل ألا ترى ذلك من نفسك حين يغلبك هواك ..؟
إن كنت لا تحس بذلك ، فاعمل أن قلبك قد مات ،
وما لجرح بميت إيلام ..!!
وبخلاف ذلك تجد الغالب لهواه :
كيف يكون قوي القلب ، منشرح الصدر ، مبتهج النفس ..
وذلك شيء محسوس ملحوظ لكل من تمكن من هواه فغلبه ..
ولعل هذا من باب الإكرام العاجل ، والمكافأة
الأولية لهذا الإنسان الكريم على الله ..
وما أعد الله له بعد ذلك ، فوق ما يصف الواصفون ..!
قال أحد الصالحين :
تمكنتُ من لذةٍ كانت عندي أمنية ، مع أنها ليست بكبيرة ،
ونازعتني إليها نفسي
_ اعتماداً على صغرها من جهة ، واعتماداً
على عفو الله من جهة أخرى _
فقلت لنفسي وهي تشدني إليها بقوة :
إذا غلبتِ هذه الشهوة ، فأنتِ أنتِ !!
وإذا غلبتكِ هذه على صغرها ، فمن أنتِ سوى بيت سوء !!
وأخذت أذكّرها بأقوام كانوا يفسحون لأنفسهم
في المسامحة على مثل هذه الأمور ،
كيف انطوت أيامهم وأذكارهم ، وذهبت لذتهم
وبقي الوزر عليهم ،
وفي المقابل أذكرها بأقوام ترفعوا عما هو أكبر
من هذه ، فذهبوا إلى الله كرماء ..!
فإذا بنفسي تنكمش وتتراجع عما عزمت .. !!
فشعرت بانتشاء عظيم ، وفرحة غامرة ،
أن وفقني الله سبحانه إلى ذلك ،
وأن يسر لي هذا النصر العظيم على النفس
الأمارة بالسوء ..!!
[/frame]