تفكـر في العطـاس
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحب العطاس ، و يكره التثاؤب ). أخرجه أحمد والبخاري والترمذي وأبو داود.
-قال ابن القيم يرحمه الله: لما كان العاطس قد حصلت له بالعطاس نعمه ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة في دماغه التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عسره ، شُـرع له حمد الله على هذه النعمة مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها ، ولهذا يقال: سمتـّـه وشمـّـتـه بالسين والشين هما بمعنى واحد.
- وقيل:دعاء له بحسـن السـّمت ،و بعوده إلى حالته من السكون و الدعه ، فإن العطاس يحدث في الأعضاء حركة وانزعاجاً.
- وقيل: هو دعـاء له بثباته على قوائمه في طاعة الله ، مأخوذ من الشوامت ، وهي القوائم.
- وقيل:هو تشميـت له بالشيطان ، لإغاظته بحمد الله على نعمة العطاس ، وما حصل له به من محاب الله ، فإن الله يحبه ، فإذا ذكر العبد الله و حمده ، ساء ذلك الشيطان من وجوه ، منها:
نـَفـَس العاطس الذي يحبه الله
حمد الله عليه ( العطاس )
دعاء المسلمين له بالرحمة (يرحمك الله )
ودعاؤه لهم بالهداية وإصلاح البـال ( يهديكم الله ويصلح بالكم )
- وذلك كله غائض للشيطان ، محزن له ، فتشميت المؤمن بغيض عدوه وحزنه وكآبتـه ، فسمي الدعاء له بالرحمة تشميتاً له ، لما في ضمنه من شماتته بعدوه ،
وهذا معنى لطيف إذا تنبه له العاطس والمشمت ، انتفعا به ، وعظمت عندهما منفعة نعمة العطاس في البدن والقلب ، وتبين السر في محبة الله له ، فلله الحمد الذي هو أهله كما ينبغي كريم وجهه وعز جلاله.
فهل تفكـّرت يوماً في العطــــــاس !!
----------------
في ظلال المحبة -/ للفايدة