نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
أعظم ما يملكه الإنسان هو وقته
لأنه في الحقيقة هو عمره ,,
هو أنفاسه التي تخرج و لا تعود
فكل دقيقة تمر بنا هي من اعمارنا ,,
تقربنا من الآخرة
فإنما الإنسان ساعات يعيشها
فإن أضاعها أضاع نفسه
فهل قضيناها فيما يرضي الله لتكون ذخرًا
لنا يوم نلقاه أم ضاعت بلا فائدة
قال صلى الله عليه وسلم "
لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل
عن عمره فيما أفناه وعن علمه
فيما فعل به و عن ماله من أين اكتسبه
وعن جسمه فيما أبلاه"
فمن السائل هنا
انه الله رب العالمين في يوم لا تملك
نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله
فهل أعددنا لهذا السؤال جواب
نعم هذه الدقائق سيسألنا عنها رب العالمين
لو كان استجواب من بشر له علينا
سلطة لكانت المحاولات للتخلص من هذه المحاسبة الصعبة ...
و لكن السائل هو رب العالمين
الذي لا تخفى عليه خافية
فلنُعد من الآن الإجابة فلا سبيل للخلاص
إلا الصدق و استغلال الفرصة طالما بقيت أرواحنا
في أجسادنا ففرصتنا أمامنا
فلنعمر أوقاتنا بما فيه نفع الدنيا والآخرة
فكما قيل النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
فالنفس الفارغة العاطلة عن عمل الخير و اغتنام العمر في ما ينفع
ينشغل صاحبها _ لفراغ قلبه من الخير_ بالباطل
فيظل يلج باب تلو الأخر من أبواب الباطل
و تضييع الأوقات فيما لا نفع فيه حتى ينقضي
عمره و ما أعد نفسه للقاء ربه
قَالَ الْحَسَنُ : " إِيَّاكُمْ وَمَا شُغِلَ مِنَ الدُّنْيَا ،
فَإِنَّ الدُّنْيَا كَثِيرَةُ الأَشْغَالِ ،
لا يَفْتَحُ رَجُلٌ عَلَى
نَفْسِهِ بَابَ شُغُلٍ إِلا أَوْشَكَ
ذَلِكَ الْبَابُ أَنْ يَفْتَحَ عَلَيْهِ عَشَرَةَ أَبْوَابٍ"
فلنتقي الله في أوقاتنا فاليوم عمل
و لا حساب و غداً حساب و لا عمل
لا يزال الإنسان يلهو و يلعب و يسوّف
حتى يأتيه الموت بغتة فيندم حيث لا ينفع الندم
نسأل الله عز و جل أن يشغلنا بالحق
و يصرف قلوبنا عن الباطل
و أن يجعلنا ممن يغتنمون أوقاتهم
في ما يرضيه سبحانه و يثبتنا على ذلك
------------
همس الذكريات / بلخزمر