عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-2014, 03:08 AM   #6069
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

7/ قيــــــــــام الليــــــــل .
اكمـــــــال لمـــا سبق
هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم ، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله ، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها ، عاكفة على مناجاة بارئها ، تتنسم من تلك النفحات ،
وتقتبس من أنوار تلك القربات ، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات .
آمنوا بأنه لا يخفى عليه شي سبحانه فقاموا بين يديه في السحر , وأنه يحب الخبايا والأسرار فبنوا بينهم وبينه كل خبيئة صالحة وسر , وأن من نام واستراح ليس كأولئك الذين تتقلب جنوبهم على فرشهم والسرر ﴿ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار ﴾ آل عمران:16، 17 وقال تعالى : " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ" الزمر:9 وقال عليه الصلاة والسلام: " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى الله تعالى ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم ، ومطردة للداء عن الجسد "رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
إذا ما الليل أظلم كابدوه
فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا
وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم سجود
أنين منه تنفرج الضلوع
وخرس بالنهار لطول صمت
عليهم من سكينتهم خشوع

8/ مرافقة أهل الإيمان .
يقول الله تعالى في بيان أن الرفقة الصالحة ممتد خيرها لا ينقطع إلى يوم القيامة : " الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ " الزخرف:67 وفي آية أخرى يبيّن جل وعز حال ذلك الذي تأسى بقدوات الشر وأصحاب الباطل وقرناء السوء متحسراً نادماً " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يلَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً. يوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً. لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي " الفرقان:27- 29].
أما أصحاب الصلاح وأخوة الإيمان ففي مرافقتهم حصول على بركتهم كما في الحديث الذي رواه الأمام مسلم:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ" إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضْلاً يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ -قَالَ- فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ, قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ, قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا لاَ أَىْ رَبِّ, قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ , قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ, قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا لاَ, قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ -قَالَ- فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا -قَالَ- فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جليسهم »‏ رواه مسلم .
وقد قال ابن الجوزي: رفيق التقوى رفيق صادق، ورفيق المعاصي غادر،
وأنشدوا قول الشاعر:
تجنب قرين السوء واصرم حباله
فإن لم تجد عنه محيصاً فداره
وأحبب حبيب الصدق واحذر مراءه
تنل منه صفو الود ما لم تماره

وقال مالك بن دينار: إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار، خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار.
وأنشد:
وصاحب خيار الناس تنج مسلمــا
وصاحب شرار الناس يوما فتندما

9 / التفكر في اليوم الآخر .
إن من يسمع عن الموت وسكراته والقبر وظلماته و يوم القيامة وأهواله والحساب وحسراته والميزان ودقته والصراط وحدته و الوقوف بين يدي الله وعظمته والعذاب وشدته لحريٌّ به أن يعدّ العدّة , ويستجيش بكل مايملك , ويستعد لهذا المستقبل المحتوم بإيمان صادق يملأ قلبه , وبعمل دائم يتقرب به إلى ربه .
نعم .. فهناك النار –والعياذ بالله- والتي قال عليه الصلاة والسلام عن أهون أهلها عذاباً :" إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجلٌ يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً، وإنه لأهونهم عذاباً " متفق عليه , وعن عـمـقها روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال : كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، إذ سمع وجبةً فقال: هل تدرون ما هذا ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم.. قال: هذا حجرٌ رمي به في النار منذ سبعين خريفاً فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها، فسمعتم وجبتها" رواه مسلم. وعن شدتها قال عليه الصلاة والسلام : ( ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ) . قيل يا رسول الله إن كانت لكافية قال : ( فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها ) .رواه البخاري .
وهناك أيضاً الجنة – نسأل الله أن نكون من أهلها- والتي قال الله عنها : " وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " , قال الشيخ السعدي وَفِيهَا " أي: الجنة " مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وهذا لفظ جامع، يأتي على كل نعيم وفرح، وقرة عين، وسرور قلب، فكل ما اشتهته النفوس، من مطاعم، ومشارب، وملابس، ومناكح، ولذته العيون، من مناظر حسنة، وأشجار محدقة، ونعم مونقة، ومبان مزخرفة، فإنه حاصل فيها، معد لأهلها، على أكمل الوجوه وأفضلها. ويقول عليه الصلاة والسلام عن نعيمها الذي لا تبلغه العقول ولا تقيسه المقاييس : " قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشرٍ، واقرؤوا إن شئتم: " فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " متفقٌ عليه .
10/ الدعاء .
وهو ملاك ما تقدم , ولن يفلح المؤمن , ولن يحقق ما تمنى , ولن يسكن الإيمان في قلبه ما لم يكن له عونا من الله , فالدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث , فالله الله في الدعاء , والمداومة على الارتباط برب الأرض والسماء .
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكّاها أنت وليّها ومولاها , اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً , وعملاً خالصاً , ولساناً ذاكراّ , وبدناَ معافا , ودعوة لا ترد يا رب العالمين . اللهم اهدنا إلى أحسن الأخلاق والأقوال والأفعال لا يهدي إلى أحسنها إلا أنت , واصرف عنّا سيئها لا يصرف عنّا سيئها إلا أنت .اللهم زيّنا بزينة الإيمان , وجمّلنا بثياب الاستقامة يا منّان .
والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً .
------------
انتها والحمد لله
للفايبدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس