عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-2014, 09:37 AM   #31
عذبة الاوصاف
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
 







 
عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( مقـــــالات أماراتية محلية يومية في شتى المجالات ))

ترقيم من نوع آخر!


بقلم /ميساء راشد غدير كاتبة اماراتية جريدة البيان الاماراتية

سنذكر حادثة وقعت وبدأت تتكرر في بعض المراكز التجارية الفخمة في إمارة دبي. فوجئت سيدتان إماراتيتان تجلسان في أحد مقاهي دبي مول بمرور شاب في منتصف العشرينات يرتدي كندورة وسفرة، يقترب من طاولتهما ويقرئهما السلام، ويعطي كل واحدة منهما ورقة مطوية ويبتعد مسافة تاركاً لهما الفرصة لقراءتها.


انهالت الأسئلة في دقيقتين على السيدتين حول مضمونها إذ اعتقدتا انه معاكس يحاول خوض التجربة مع الاثنتين لكي لا تبوء محاولته بالفشل، أو أن تلك الأوراق تتضمن دعوة لحضور نشاط اجتماعي، أو بشرى بفوزهن في إحدى الجوائز أو أشياء أخرى لم يتسع المجال للتفكير بها بمجرد فتح الرسالة وقراءة مضمونها.


الرسالة كانت عبارة عن طلب مالي لرعايته والإنفاق عليه بسبب ظروفه الأسرية والمالية المتعثرة، وتقدم وصفاً دقيقاً عن حالته وأسرته وحاجته الملحة. المفاجأة لم تجعل السيدتين تتمكنان من سؤاله أو مناقشة الأمر،


فالإحراج اضطرهما لإخراج ما قسمه الله ومنحه إياه، خاصة وقد أصر هذا الشاب الذي بدا بكامل صحته وقدراته وأناقته على الوقوف أمامهن لمدة تزيد على الست دقائق بعد طرح تلك الأوراق دون استحياء وهن يقتربن من عمر والدته. أخذ الشاب المقسوم وتحرك من عندهما طائراً إلى طاولة أخرى وكأن لديه حزمة من الأوراق لم ينته من توزيعها!



ربما تبدو القصة غريبة، ولكنها وقعت، والشاهد في سردنا لها هو تنبيه السيدات والآنسات من خطر هؤلاء المتسولين الجدد الذين يعمدون إلى المراكز التجارية وينتقون الأشخاص الذين يمكنهم التسول منهم، وبأساليب يتخفون فيها عن فرق مكافحة التسول، وبأساليب تحرج الأفراد الذين يفاجأون بهذه النوعية فتكون ردود أفعالهم سلبية تتمثل في منحهم ما يريدون.


ظاهرة التسول ليست جديدة في مجتمع الإمارات بل أنها من الظواهر التي قلت كثيراً بسبب مكافحة الجهات الأمنية لها لأنها كانت تأخذ طابعاً واضحاً لاسيما من قبل الجاليات الأجنبية التي تستغل الأطفال أو تظهر في هيئة رثة استعطافاً للأفراد، لكن الجديد اليوم في المتسولين تواجدهم في مراكز تسوق راقية تعد واجهة للدولة.


وتعمدهم في المرور على الأفراد وإحراجهم في أوقات راحتهم أو إنجاز أعمالهم دون أن تدل هيئاتهم عليهم، وقد يكون هؤلاء الأفراد سائحين أو زواراً يعتقدون أن هؤلاء يمثلون شعب الإمارات وهو الأمر غير الصحيح.


لذا تصبح مسؤوليتنا كأفراد، وكسيدات تحديداً تغلب علينا العاطفة، في عدم التعاطف مع هؤلاء والتبليغ عنهم فهم لا يسيئون إلى أنفسهم فحسب بل يتجرأون علينا ويسيئون إلى سمعة بلد بأكمله، وهو الأمر الذي لا ينبغي الصمت عنه بل لابد من مواجهته بكثير من الحزم


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس