عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-2014, 09:53 PM   #6084
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أسرار صلاة الجماعة وفوائدها على الفرد والمجتمع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن الله تعالى قد صمم الإنسان خصيصاً ليتوافق مع شرعه ومنهجه , إذا التزم به هدى وسعد فى الدارين , وإذا انحرف عنه ومال الى غيره شقى وضل فى الدارين , يقول الله تعالى:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[1]".
فالتشريع الإلهى بمثابة الكتالوج الذى وضعه مخترع الآلة لمن يريد أن يحسن التعامل معها , ولله المثل الأعلى , قال تعالى:" فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "[2] أى جعلهم مخلوقين لهذه الغية , مجبولين عليها , مهيئون لها .
فأنت حين تلبى أوامر الله بلإتيان أو بالمنع على حد سواء ,
تشعر حينها بالسعادة والغبطة الداخلية التى يعجز اللسان أحياناً عن وصفها , وقد أجملها بعض السلف فى جنة الدنيا , وعلى النقيض من ذلك يشعر المنحرف بالأسى والحزن وينتابه التوتر والقلق من جراء مخالفته لقوانين فطرته .
إذا أردنا أن نبحث مجتهدين فى حكمة مشروعية صلاة الجماعة وأسرارها ، يكون لذاماً علينا أن نذكر سبب الأسباب وغاية الغايات والحكمة العليا التى من أجلها خلق الله تعالى الخلق ، وهى عبادته جل فى علاه ، قال تعالى : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [1] , وقال تعالى:" وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا"[3].
ومن وراء هذه الحكمة العظيمة تتجلى فوائد واسرار التكاليف التى كلف الله بها هذا الإنسان المنوط بعمارة الإرض وخلافتها , فقد جعل الله تعالى لهذه التكاليف أسراراً ومردودات تضفى على ذلك الإنسان جانباً من القوة والسلامة النفسية والبدنية والإجتماعية , التى تعينه وتمكنه من اداء مهمته فى هذا الكون الفسيح ,
فالله تعالى لا ينال شيئاً من انحنائات المصلى ولا سجوده ولا قيامه , ولا يناله شيئاً من امتناعه عن الطعام والشراب الذى أباحه له ولا يناله شيئاً من لحوم الذبائح ولا دمائها ولكن التقوى والخلافة المنشودة .
أما فيما يتعلق بالصلاة ركن الإسلام الاول بعد الإعتراف بوحدانية الله ورسالة رسول الإسلام , تؤدى خمس مرات يومياً بعد أن كانت خمسين فى جماعة من المسلمين فى بيت من بيوت الله , فلا شك أن هذه الصلوات بهذه الكيفية
وبهذا الإهتمام تحمل فى مضمونها حكماً سامية وفؤائد بالغة وأسراراً مرعية تعود فى فرد المصلى وعلى جماعة المصلين كذلك , نجتهد فنذكر بعضاً من هذه الحكم .
أسرار صلاة الجماعة ومردوداتها على الفرد:-
صلاة الجماعة تضفى على القلب الطنأنينة ، وتجلب الراحة من مكابدة الحياة ومشاق العمل ، حيث يتوجه الفرد بقلبه وعقله وجسده إلى إلى ربه ومولاه راجياً عفوه ، طامعاً فى رضاه ، منشغلاً بذكره ومناجاته طارحاً همومه ومتاعبه ، فتتغاشاه السكينة وتنزل عليه الرحمة ويشعر بالراحة والهدؤ ، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم الذى هو أفضل خلق الله قاطبة ، يقول لبلال مؤذنه : " أرحنا بها يا بلال "[4] أى أقم الصلاة لتجلب لنا الراحة من التعب والهناء والشفاء .
وقد فرض الله الصلاوات الخمس فى أوقات مختلفة ، لايجوز أدائها فى غير هذه الأوقات إلا لذو عذر ، وقد ناسب سبحانه هذه الأوقات ونوعها لتتناسب وتتكيف مع حركة ونشاط الإنسان فى اليوم والليلة ،
فالصبح من بداية اليوم ، والظهر مع ذروة العمل ، والعصر يتوسط النهار ، والمغرب فى نهاية اليوم ، والعشاء إستعداداً للنوم .
ولذا فإن أداء هذه الصلوات فى جماعة تعين المسلم على مشاق الحياة والتكيف معها والتعامل مع كل أوقات اليوم والليلة ، فتضفى هذه الصلوات على الفرد فى تلك الأوقات مع أدائها وسط إخوانه إستقراراً نفسياً وثباتاً إنفاعلياً ، تجعله مهيئاً نفسياً وجسدياً للتعامل مع الحياة ومع كل وقت بما يناسبه ، فلا يصاب المسلم بالقلق والتوتر , ولا يغشاه فتور العمل ورتابة الروتين اليومى.
يقف المسلم فى صلاة الجماعة بجوار أخيه المسلم فى صفوف متساوية خلف إمام واحد هو أعلمهم ، لافرق بين بعضهم البعض أكتافهم متلاحمه وأقدامهم متلاصقه ، ووجوههم متجة إلى الله بالذل والخشوع إليه .
وهنا تبدو لنا حكمة الله البالغة من هذه الجماعة ، عندما يشعر كل إمرؤ بأنه عند ربه مثل بقية إخوانه لافرق بينهم ولا فضل لأحد على أحد ، الحاكم بجوار المحكوم والقائد بجوار المقود ، والغنى إلى جانب الفقير والخادم مع المخدوم ،
الكل فى هذا الموقف أمام الله سواء ، الكل يرجو عفو ربه ويطمع فى رضاه ، وإن تفاوتت بينهم الحظوظ فى الحياة فهى من قبيل الإبتلاء وليس التفضيل ، فيشعر كل فرد بالرضا والقناعة والتوافق النفسى والإجتماعى .
ومن الجدير بالذكر أنه لاتوجد ديانات تساوى بين معتنقيها فى شعيرة من الشعائر على هذا الوضع وبهذا العدد فى اليوم والليلة إلا فى الإسلام ، الذى لايعرف العنصرية والتعصب .
ومن الثابت كذلك غلبة السلوك الجماعى على السلوك الفردى ، فالسلوك أو الإتجاه العام للجماعة يجذب أفراده للإيمان به والإمتثال إليه ، فحينما يتواجد الفرد بصفة مستمرة فى جماعة خلقها الصدق وذم الكذب ، فلابد ستكون هذه صفته كذلك ، وإن كان على غيرها فمع مرور الوقت سيتأثر بها حتى تصير صفته مثل جماعته ،
كذلك فإن التجمع لاداء الصلوات والإلتزام بسننها وأدابها ، يجعل كل فرد يكتسب مجموعة من القيم والأخلاق الفاضلة وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى أما الأفراد الذين لاتقام فيهم الصلوات ، فإنهم بذلك يكونون فى حوذة الشيطان عرضة لنهبه وإفساده ، لانهم لم يتحصنوا بها عليه ،
كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم فى قوله: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية»[5] .
--------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس