عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-2014, 07:06 PM   #6103
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

روائع من كتابات الشيخ العلامة حاتم العوني
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يليق بجلال وجهِهِ وعظيمِ سلطانِه، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنَا محمدٍ أشرفِ الخلق، مُفَسِّرِ كلامِ اللهِ بسيرتِهِ وبَيَانِه، وعلى آله وصحبه المقتفين أثَرَه والباحثين عن رحمة اللهِ وإحسانِه، أما بعد:
فمِنْ نِعَمِ اللهِ على المسلمين أنْ أكرمهم بعلماء يحفظون عليهم دينهم، ويرشدونهم إلى الصراط المستقيم، ويصححون ما عندهم من أخطاء ومفاهيم..
ومِنْ هؤلاء العلماء: فضيلةُ الدكتور الشيخ العلامة الشريف حاتم بن عارف العوني ـ أدامَ اللهُ توفيقَه، ونفعه اللهُ بعلمه ونفعَ به ـ فهو من الذين بلغوا قدراً كبيراً مِنْ سَعَةِ العلمِ وعُمْقِهِ، ممزوجاً بسَلامةِ المنهجِ ودِقَّتِهِ، ومن الذين جمعوا بين الأصالة والمعاصرة، حيث تعمقوا في كتب التراث، ولكنهم لم يقتصروا عليها ولم يتعصَّبوا لها، بل كانوا على معرفة بالواقع وما يحصل فيه من مستجدات ونوازل تستدعي النظر والاجتهاد، فاستفادوا من الماضي وربطوه بالحاضر..
وليس كمن يدَّعي التجديد فيتطاول على السابقين وجهودهم، ويهدر ما تركوه من علوم ومعارف بحجة التجديد والمعاصرة!
فالمطلوب هو الاستفادة من السابقين مع عدم التعصب لهم، والإضافة والبناء على ما تركوه من علوم، لإكمال مسيرة العلم والمعرفة حيَّة متجدِّدة، لا كما يفعل بعض المنغلقين الجامدين الذين يساهمون في تأخُّر المسلمين وتراجعهم، بسبب قلَّةِ علمهم، وضيقِ فهمهم وعقولهم..
وما أقلَّ المنصفينَ الذين استفادوا من علوم السابقين، وأحسنوا فهم الواقع.
وكلُّ ما سأذكره هنا هو من كلام الشيخ حاتم العوني، فلا حاجة إلى تكرار نسبة القول إلى قائله.
ووضعتُ عناوين فرعية جعلتُها بين (قوسين).
في الإيمـان والرقــائق
(محبَّةُ اللهِ تعالى)
حب الله تعالى شعور أقوى في أثره وأثبت في بقائه من تعظيمه تعالى بالخوف أو بالرجاء، فالخوف يزول مع ظن النجاة من الأمر المخوف، والرجاء يزول مع ظن الحصول على الأمر المرجو.
أما الحب فيزداد في هاتين الحالتين، أي مع النجاة ومع تحقيق الرجاء، كما أنه لا يزول مع بقاء التعظيم بالخوف والرجاء؛ لأن المحب لا يشك في محبوبه، ويعلم أنه لا يريد به إلا الخير، مهما آلمه بالصد أو بعدم الاستجابة.
(الحُبُّ هو أهمُّ علاقةٍ بينَ العبدِ وربِّه)
‎(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلهِ):
لو كان هذا من كلام البشر، لقالوا: ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يعبدونهم كما يعبدون الله، لكن كلام الله ذكر هذا المعنى بذكره أنهم كانوا قد اتخذوهم أنداداً،
وأضاف إليه بيانَ أقبح شيء وقع لهم في عبادتهم للأنداد، وهو أنهم كانوا يحبونهم كحب الله. مما يبين أهم علائق العبد بربه، وأنه هو الحب!
(غيرةُ المحبِّين)
أشد ما يثير غيرة المحبين أن ينافسهم على قلب المحب محبوب آخر، فقانون الحب يحرم الشراكة فيه.
والله تعالى يغار، ولذلك فيكفي لبيان غيرته تعالى ممن اتخذ له أنداداً أن يذكِّرهم بأقبح فعل لهم وهو أنهم أحبوا غيره كحبه. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلهِ)، فيكفي لبيان سوء فعلهم أن يذكر الله تعالى أنهم قد أشركوا في حبه غيره. ويكفي لغيظ هؤلاء الخونة في الحب، أن يقال لهم (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلهِ).
(تسبيحُ الحُبِّ)
بالخوف تُسَبِّح مستنجداً، وبالرجاء تسبح سائلاً، وبالحب تسبح محباً، وكفى بتفضيل تسبيح الحب أنه للحب، ليس لشيء آخر.
ولا يصل المؤمن إلى تسبيح الحب إلا في اللحظة التي يملكه فيها جمال الخالق تعالى.
وإن جمال الخالق الذي بث دلائله في جمال المخلوقات هو الذي يخلق في قلوب المحبين تسبيحاً يعجز عنه المستنجدون والسائلون!!
ومع ذلك فأكمل حالات العبد أن يكون خائفاً مستنجداً، سائلاً متوسلاً، محباً مأخوذاً بجمال الخالق وكماله.
(تَغليبُ الرَّجاءِ على الخَوْف)
عندما أخبرنا الله تعالى أنه وسع كل شيء رحمة، وعندما أخبرنا أن رحمته تغلب وتسبق غضبه, فلا يمكن أن يكلفنا بعد هذا الإخبار بأن نساوي بين الخوف والرجاء؛ لأن هذا تكليف بما لا يستطاع! فالإخبار بغلبة الرحمة التي تسلتزم تقديم الرجاء, مع المطالبة بتساوي الخوف والرجاء = تكليف بما لايدخل في القدرة؛ لأننا لن نساوي بينهما إلا بأن نرد خبر الله تعالى بغلبة رحمته (ونعوذ بالله من ذلك).
ومع ذلك: فلا شك أنه عند الهم بالمعصية يجب تغليب الخوف على الرجاء، وفيما سواها من الأحوال يرجع الأمر إلى أصله من تقديم الرجاء.
(رُبَّ حياءٍ من مُنْعِم كان أشدَّ في الردع عن مخالفته)!
كفى بذِكْرِ اللهِ رادعاً عن معصيتِه! وكفى بذِكْرِ الله زاجراً عن التقصير في حقِّه سبحانه وتعالى.
الأمر حقاً لا يحتاج أكثر من أن تَذْكُـرَ الله تعالى، تَذْكُـرَه فقط؛ لكي تجتنب مخالفةَ أمره. لا تحتاج إلا أن لا تَغْفُلَ عن ذِكْرِه فقط؛ لكي يدوم أُنْسُك بلذّةِ القُرب بطاعته.
فمجرد تذكُّر الله تعالى يكفي لاستحضار كل معاني التعظيم حُبّاً ورجاءً وخشية؛ ولهذا كان كافياً للعاصي أن يذكر الله لكي يؤوب إلى رشده ويفرّ إلى ربه!
فليست الخشية وحدها هي الرادعة (كما ظنَّ بعضهم)؛ فرُبَّ حياءٍ من مُنْعِم كريمٍ كان أشدَّ في الردع عن مخالفة أمره من خوف عذابه!
ورُبَّ حبٍّ حَجَبَ النفسَ عن كل ما لا يحبه المحبوب أكثر مِن الحَذَرِ مِن عقوبة غضبه!
فذِكْرُ الله على كل أنحائه أعظمُ مانعٍ عن معصيته، وذِكْرُ الله لا يجتمع قط مع غفلة الجهالة عن واجب تعظيمه عزَّ وجلَّ!
--------------
يتبــــــــع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس