عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2014, 01:25 AM   #40
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: جماليات القصيدة القصيرة في شعر عبد العزيز خوجة

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;border:6px groove green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



بقلم جهاد فاضل
من هذه القصائد قصيدة عنوانها «اعتراف»:





وأطلبْ الوصالَ كلُّ ليلةٍ

لكنني من الوصالِ أرتجف

تقول لي أخائفٌ من الهوى

أخافُ يا حبيبتي أن أعترف

جمالُها البديعُ غايةُ المنى

وقلبي المشوقُ نحوه يرف

ومعبدي جفونها حبيبتي

أريد في محرابه أن أعتكف


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



أربعة أبيات من معدن العشق الأصيل
ومن معدن الشعر الأصيل معاً.
تقدم القصيدة تراث العذريين العرب أفضل تقديم، العشق يتملك قلب العاشق
ولكن العاشق يداري عشقه ولا يطمع في ارتواء خوفاً على الوجد المشتعل،
ثمة غلّة في القلب، ولكن القلب لا يريد لهذه الغلة أن تُنقع مخافة
أن تفقد النفس ما في داخلها من احتدام. جمالها البديع غاية المنى،
لا أي شيء آخر، ومعبد الحب جفونها، فهل هناك مقاصد للعاشق أكثر
نزاهة وأعلى نقاءً من هذه المقاصد؟ ومن قال إن صفحة العذريين القدامى قد طويت؟

إلى أي مدرسة شعرية ينتمي شعر عبدالعزيز محيي الدين خوجة؟
الواقع أن في هذا الشعر ملامح من مدارس شعرية مختلفة،
ولكن الملمح الأقوى فيه هو الملمح الرومانسي الغنائي الذي يتوزع على قصائد بلا حصر،
تطبع الغنائية هذه القصائد وتهبها قربا من القلب والوجدان
حتى لكأنها كُتبت بدم القلب لا بمداد الحبر. وهذه الغنائية كان
يُفترض أن تكون سبيلها إلى عالم الغناء، فتتوفر لها ما توفر لشعر شوقي
من مغنيات خالدات مثل أم كلثوم يهبن القصائد الذيوع
الذي تستحقه، لنتأمل جمال هذه الغنائية في قصائد الشاعر:




[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:9px groove rgb(178, 34, 34);"][CELL="filter:;"]



[ALIGN=center]





أشرقت طلعتها كالقمر

فتنة بالحب خطت قدري

عند المساء تقول لي حبيبتي:

أخاطب السماء كل ليلة، فيثمل القمر

وتسقط النجوم بين شرفتي وشهقتي مطر

لا تقولي للهوى: لا لا وكلاّ

فالهوى في مهجتينا قد تجلّى

وأعرف أني وهم كبير

وأن غرامي رؤى خاطري

غرّدي يا لحونِ الهوى الغردِ

أغمضيني على حلمك الرغد





[/ALIGN]

[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]






والواقع أن هذه القصائد لحّنها الشاعر وهو يكتبها ولا تحتاج
إلا إلى بعض التدبّر لتُلحَّن وتُغَنّى حسب أصول التلحين والغناء،
وقد سمعت المطرب محمد عبدالوهاب مرة يردّ
على سؤال يتعلق بكيفية تلحينه للقصائد التي يغنيها
للأخطل الصغير، فأجاب: «الواقع أنها أتتني ملحّنة من الشاعر
ولم أبذل سوى بعض الجهد الفني لا أكثر»،
ولا أتصور أن غزل «رحلة البدء والمنتهى» يحتاج عند غنائه لأكثر
من هذا الجهد الفني اليسير الذي أشار إليه عبدالوهاب.
أما الشعر العرفاني الذي يتوفر عليه الديوان، وهو شعر
يذكّر بقمم هذا الشعر في تراثنا الروحي، فإنه يحتاج إلى وقفة تأمل خاصة





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس