زواجات " الباحة " عادات لا تندثر تهددها "وأزمة" حضارية مبتدعة
الباحة - أمل الغامدي
الله يسقي زمان اللعب والصف قايم..ماهو كما اليوم طقاقات والجو غايم ..
كلمات من اهازيج النساء في الحفلات او الى وقت قريب ومازالت ولكن اقل حتى لا ابخس الجميع افعالهم،في الماضي كن النساء عندنا في حفلات الزواج هن من يحييها بالزغاريد واللعب النسائي بالدفوف ويصطفين صف واحد والشاعرة تقوم بإلقاء القصائد بكل ثقة وحماس وإتقان فمره تذكر اهل الزوج بالمديح ومره اهل الزوجة وهكذا والنساء يرددن آخر بيت تلقيه حتى موعد العشاء،والمكان يعج بالبخور والعطور والزغاريد وريحة الكادي والبرك والريحان،والنساء اغلبهن يلبسن الثياب الشعبية والذهب والفضة،وكان لكبيرات السن دور في الرقص والتشجيع والمبادرة والفتيات هنا وهناك يُشاركن امهاتهن في ذلك والجميع سواسية .
أما الآن فقد تغير الحال ونادراً ما نرى هُناك لعب للنساء في اغلب الحفلات فقد أصبحت الطقاقة هي وفرقتها اهم من العروس نفسها،فالأهم حضورها والتزامها ولساعات معدودة وتأخذ مبلغ يُعد راتب شهر،بينما في المدن الأُخرى تصل الى مبلغ مهر كامل وكأنها العروس،الجدة لم تعد تشارك،الأم اعطت الصلاحيات للطقاقة،الزغاريد اللتي كنا نسمعها من افواه الحاضرات اصبح لها جهاز مدفوع يزغرد طوال الوقت،الفتيات لم يعُد يهمهن سوى الماكياج والتسريحة والفستان ومن هي الأجمل وكأننا في عرض أزياء ولو قامت بإزالة ما عليها لعادة مثلما كانت لأنه جمال مصطنع ولوقت معين وذهب الوقت وهي تتجمل وليس لها دور في الحفلة .
اصبحت حفلاتنا بهرجة وتفاخر وتباهي ومن هو أفضل من الآخر،أصبحت للسوالف والأخذ والعطاء والمراقبة،أصبحت للغيبة والكذب والإستهزاء،هذا ديدن النساء في أغلب الحفلات وليس جميعها وفي المقابل هناك حفلات جميلة ورائعة والكل مازال يذكرها لسنوات .
وعلى الرغم من ذلك مازال في منطقتنا عادات وتقاليد جميلة اتمنى ان لا تندثر مع الوقت فمثلاً تواجدنا في القصور لوقت معين وليس الى وقت متأخر من الليل،فتياتنا مازلن لا يهتمين بالكوشة والحوسه وترتيب وتجهيز الطاولات من ورود وأزهار وكماليات أخرى،العروس تخرج في وقت معين وقبل مائدة العشاء وكل هذا قبل صلاة العِشاء أو بعدها بقليل وليس كالمدن الأخرى لا تخرج إلا الساعة الثالثة صباحاً،مائدة العشاء اهم مافي العرس وتخرج في وقت معين .
كل هذه الأشياء تنحسب لمجتمعنا قد يكرهها البعض ويذمها وقد يحبها البعض الآخر،ولكن في النهاية لدينا عقل نحكم به ما نريد ونختار الأفضل والأميز ونعرف الصواب من الخطأ ولا أحد يملي علينا رغباته واختياراته .
همسة لشاعرة بلهجة اهل الباحة المحلية :
يا غبن قلبي على شهر العسل ما قضيته..شريت من السوق زنوبه ومترين حوكه
صحيفة زهران