عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2014, 06:39 PM
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
عذبة الاوصاف عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 






عذبة الاوصاف is on a distinguished road
2 ( من المكتبة العالمية ) كي تنقذ كل شئ انقر ـ اضغط ـ هنا .. بين الإنسانية والهذيان









يعيش العالم، حالياً، في عصر الثورة الرقمية وما انتجته من تكنولوجيات جديدة على صعيد الاتصالات والمعلوماتية، وليس أقلّها عالم شبكة الانترنت.

ولا شك أن تلك التكنولوجيات غدت تحكم الكثير من سلوكيات مستخدمي هذه الشبكة، التي غدت تهيمن من موقع كونها «إيديولوجية سائدة»، يقبل من تتوجه اليهم ما «تقترحه عليهم»، من دون أي تفكير.


هذه الإيديولوجية السائدة موضوع كتاب الباحث الأميركي، من أصل بيلاروسي، ايفغيني موروزوف، بعنوان : «كي تنقذ كل شيء، انقر ـ اضغط ـ هنا». ويتعرّض فيه للبحث في المسائل المتعلّقة بـ « التكنولوجيا ونزعة إيجاد الحلول ورغبة حل مشكلات غير موجودة»، كما يقول العنوان الفرعي.


على مدى صفحات الكتاب يحذّر المؤلف من مزالق عديدة، يواجهها مستخدمو الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. وليس أقلّها التمركز حول الانترنت، باعتباره يمثّل منطقاً واحداً وحيداً، ومجموعة من القيم.. وليس مجموعة من التكنولوجيات في شبكة، ولكل منها صفاتها وتحدياتها.


يحدد المؤلف فئة من مستخدمي الانترنت والتكنولوجيات الجديدة، يطلق على الذين ينضوون في إطارها، توصيف «أصحاب الحلول التكنولوجية»، عبر تغيير الذهنيات. فهؤلاء يعتقدون أن الفوضى التي تعرفها الحياة السياسية والثقافية وعدم الفعالية في هذين المجالين، إنما هي مشكلات بمستطاع التكنولوجيات الجديدة، أن تجد حلولاً نهائية لها.


يشرح موروزوف أن مثل هذه النزعة في تغيير الذهنيات لها إرثها الطويل في الحضارة الغربية، لكنها أدّت دائما إلى نتائج تخريبية. المثال الأساسي الذي يضربه، يتمثّل في الاتحاد السوفييتي السابق الذي خطط لـ «إعادة صياغة الذهنية الروسية »، وإبراز الإنسان الجديد. ويجد المؤلف الكثير من وجوه الشبه بين سوابق الأنظمة الشمولية السابقة، والمبادرات البريئة ظاهرياً، التي يتخذها عالم الانترنت.

بهذا المعنى، يتحدث المؤلف عن «رؤية شبه عقائدية»، لقدرة التكنولوجيات الجديدة على حل مشكلات البشر، في ظل التداخل الكبير بين الإنسان والآلة.


وما يحذّر المؤلف منه، هو أن مستخدمي الانترنت لا يأخذون أيّة مسافة من كل ما تعرضه عليهم الشبكة، من إحصاءات ومعطيات، والنتائج التي تستخلصها منها، ويعتبرونها خارج مجال الشكوك. بل لا يترددون في تقديم جميع المعلومات الشخصية الخاصّة بهم، لـ«التجّار» الذين يبيعون تلك المعلومات لمختلف الشركات والمجموعات التي ربما تستفيد منها.


وفي مواجهة «خطر استخدام الانترنت»، بالطريقة الإيديولوجية الجامدة السائدة، حالياً، يرى المؤلف أنه لا بدّ من التنبّه والحذر، واللجوء إلى تبنّي مفهوم أكثر إنسانية، بدلا من الهذيان المشوب بنشوة الانتصار، السائد، حالياً، في مجال تكنولوجيات المعلوماتية.


المؤلف في سطور

ايفغيني موروزوف. من مواليد بيلاروسيا عام 1984، حيث عاش طفولته. انتقل بعدها للدراسة في بلغاريا، ثم إلى برلين، قبل أن يستقر فيه المقام بالولايات المتحدة الأميركية. إذ غدا أحد المشاهير المعترف بهم عالميا، في حقل التحليل النقدي لاستخدام شبكة الانترنت. سبق له أن قدّم كتاباً بعنوان « نزعة التعلّق بأوهام النت»، عام 2011، ترجم إلى لغات عديدة.


الكتاب: كي تنقذ كل شيء.. انقر ـ اضغط ـ هنا

تأليف: ايفغيني موروزوف

الناشر: بوبليك افير ــ نيويورك 2013

الصفحات: 413 صفحة

القطع: المتوسط



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس