عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2014, 06:43 PM
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
عذبة الاوصاف عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 






عذبة الاوصاف is on a distinguished road
2 ( من المكتبة العربية ) التربية عند العرب..










يبيّن كتاب «التربية عند العرب»، لمؤلفه الدكتور خليل طوطح، أنّ التربية تدرجت عند العرب، تبعاً لحاجات المجتمع ودرجة تطوره، إذ أخذت طابع التوجيه العام المتوارث، إلا أنّ بذورها هذه تفتحت مع الأيام مدارس متعدّدة ومناهج متنوعة في طريقة التربية، فهي في معناها العميق بناء عقلي للإنسان، وبناء خلقي له.


يورد طوطح ما ذكره البلاذري أنّه «دخل الإسلام وفي قريش سبعة عشر رجلاً كلّهم يكتب». ثم تفانى المسلمون في نشر التعليم لتعلم القرآن الكريم إذ الفضل الأكبر له في انتشار القراءة والكتابة وتأسيس المدارس. ويمكن القول إنه كان البراءة الأولى للتربية الأولى عند العرب. وفي العصر الأموي كان الحجاج وأبوه معلمين في الطائف، والكميت كان يعلم الصبيان في مسجد الكوفة.


ويذكر الجاحظ أنّ الوليد بن عبد الملك مرّ بمعلم الصبيان، ويروى أن عبد الحميد الكاتب كان معلّم صبية. واللافت هنا اعتناء بني أمية في أمر تربية أبنائهم واختيار المؤدبين لهم.

كما ظهرت الكتاتيب في العصر الأموي وانتشر التعليم. وفي العصر العباسي كذلك، وهذا بواسطة عوامل مختلفة، كان منها: الكُتّاب، الجامع، مجالس العلم، مجالس الأدب، بيت الحكمة، المدرسة؛ ومنها نظام الملك، والنظامية، ودار العلم.


ويلفت المؤلف إلى انه كان للمعلمين عند العرب رتب وألقاب، تمنح لهم حسب استحقاقهم، وكان المانح لهم إمّا أساتذتهم أو أهل العلم، ومن هذه الرتب: المعلم والمؤدب والمدرّس والمعيد والشيخ والأستاذ والرُّحلة والعالم والإمام (وهي أعلى الدرجات في السلم العلمي). ويعطى هذا اللقب (الإمام) لمن أظهر نبوغاً لا مراء فيه، وكفى بذكر إمام الحرفيين والغزالي والأئمة الأربعة.


وأطلق على الطلبة أسماء شتى، منها: القارئون والسامعون والمريدون والفقهاء والتلاميذ، وكان للطالب عند العرب مميزات كثيرة، ربما أهمها الرحلة.. إذا كان الطالب يتجشم مشاق السفر وترك الأهل والوطن للاستماع لعالم انتشر صيته في الآفاق، وكانت مراكز العلم كثيرة متنوعة في كل الأقطار. وكان هذا التوزيع يساعد الطلبة على طلب العلم، فكانت مرو وبخارى وسمرقند.

. وبغداد ودمشق والموصل وحلب وبيت المقدس والقاهرة والإسكندرية، مناهل العلم في الشرق، والقيروان وتلمسان ومراكش وقرطبة وأشبيلية في المغرب والأندلس.


وإذا سرنا إلى العراق وجدناه غاصاً بالطلبة يؤمونه من المشرق ومن المغرب، فكانت بغداد ملأى بالفقهاء والعلماء والطلاب والأطباء والشعراء والأدباء.


ويتحدث المؤلف عن محموعة من المراكز العلمية التي كانت تحتضن طلاب العلم. ومن بين ما يذكره أضف: الجامع الأموي والمدارس والمعاهد العلمية التي يصفها المقريزي بقوله أنه كان «بجامع عمرو بن العاص بمصر بضع وأربعون حلقة لإقرار العلم لا تكاد تبرح منه».


ويؤكد المؤلف أن التربية عند العرب لم تنحصر في الرجال بل شملت النساء أيضاً، حتى انه اشتهر عدد من العربيات بالذكاء وتوقّد القريحة، كالخنساء وعائشة وأسماء.

ولمّا ظهر الإسلام وأخذت القراءة والكتابة في الانتشار، تعلمها بعض النساء كما فعل الرجال، ولمّا فتحت المكاتب وانتشر العلم، كان للنساء نصيب في ذلك، وتعاطت النساء الأعمال الأدبية مثل الكتابة والإنشاء ورواية الحديث وقول الشعر والتعليم. ودرس العرب العلوم الشرعية والأدبية والرياضية والعقلية..


بالإضافة إلى العلوم الأخرى، كالمساحة والزراعة والسحر والتنجيم.

ويُرد الغرض من التربية عند العرب إلى العامل الديني والعامل الاجتماعي والتلذذ العقلي والعامل المادي. ويستنتج من ذلك أن العرب اهتموا بالتربية وأساليبها وآداب المعلمين والطلبة. واللافت أن كتب التربية تبين أن العرب بحثوا في الذاكرة والنسيان والوقت المناسب للدرسّ، والقوى المفكرة والمخيلة والصواب في طرق التعليم.


المؤلف في سطور

خليل طوطح، كاتب وباحث فلسطيني، أستاذ في العلوم، حاصل على الدكتوراه في الفلسفة، يعمل حالياً مدير مدرسة الفراندز في رام الله.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس