لآسيوية.. والطبيب النفسي
بقلم : عبدالعزيز الشريف
رئيس القِسْم الرياضي في صحيفة "سبق
خرج فريق الهلال الأول لكرة القدم مجدداً من بطولة دوري أبطال آسيا في نسختها الحالية، للمرة السابعة تقريباً خلال الـ12 سنة الماضية، ولكن هذه المرة كان الخروج مُرًّا برباعية كورية على أرض الهلال، وبين جمهوره. ورغم اختلاف طريقة الخروج وموعده في كل نسخة إلا أن الهلاليين لم يبحثوا عن سبب حقيقي لذلك الخروج المحير والمُرّ لجماهيرهم.
وقد خرج الهلال من البطولة في مرات عدة أمام فِرق ضعيفة وأقل إمكانيات منه، وخرج مرات أخرى أمام فِرق قوية، وشارك في بعض نسخ البطولة بلاعبين مميزين وظروف فنية ممتازة، وشارك مرات أخرى بلاعبين عاديين وظروف فنية متوسطة، أو أقل، لكنه في جميع الحالات يخرج بخفي حنين!
من هنا يجب على الهلاليين أن يدركوا أن الموضوع يحتاج إلى تأهيل نفسي عبر إحضار طبيب نفسي يرافق الفريق، على أقل تقدير في مباريات البطولة الآسيوية، وهذا ما طالب به الجميع في أكثر من مناسبة، وطوال السنوات الماضية؛ والسبب يعود إلى أن اللاعبين طوال تلك السنين حُمِّلوا فوق طاقاتهم؛ وهو ما يجعلهم يدخلون بعض المباريات وهم مهزومون قبل أن تنطلق صفارات بداياتها؛ فالطبيب النفسي - وبكل تأكيد - سيقدِّم وصفة خاصة تُبعد عن اللاعبين الانهزامية التي يظهرون بها قبل بداية المباريات الحاسمة في تلك البطولة.
ولعل أكبر دليل على فاعلية الطبيب النفسي أن الهلال استخدمه في مباراته الأخيرة في الدوري أمام الاتحاد عام 2007، التي كان الهلال فيها بحاجة إلى الفوز فقط، فيما كان الاتحاد يلعب بفرصتَيْ الفوز أو التعادل، ووقتها كسب الهلال اللقاء رغم الضغط الذي كان يعيشه لاعبو الفريق الأزرق قبل المباراة.
أيضاً، حقق فريق النصر كأس الأمير فيصل بن فهد أمام الهلال عندما كان مسموحاً فيه بمشاركة 5 لاعبين فوق 23 لاعباً - بعد توفيق الله - بسبب وجود طبيب نفسي مع الفريق، أسهم في منح اللاعبين دفعة معنوية من أجل تحقيق اللقب، خاصة بعد غياب سنوات عدة عن البطولات، تجاوزت عشر سنوات.
أخطاء المباراة:
نعود إلى خسارة الهلال أمس تحديداً.
الفريق لم يكن يمتلك وصفة الفوز من خلال التشكيلة التي دخل بها الفرنسي كومبواريه مدرب الفريق اللقاء؛ فهل يُعقل أن تبحث عن الفوز وتلعب بثلاثة محاور وصانع لعب وحيد، وتُبقي ثلاثة من أفضل لاعبي خط الوسط في المملكة على "دكة" البدلاء "أحمد الفريدي، نواف العابد وسالم الدوسري"؟! وكيف يعتمد الهلال على صانع لعب مثل عبدالعزيز الدوسري وهو يبحث عن انتصار بفارق هدفَيْن؟ فمع خالص احترامي لهذا اللاعب إلا أنه ليس اللاعب الفذ الذي يستطيع قيادة وسط الهلال في مباراة مصيرية كهذه؛ وقد شاهدنا مستوى اللاعب في مباراة الذهاب كيف كان؛ حيث كان يحتفظ بالكرة كثيراً.
وهناك نقطة أخرى، هي أنه من خلال المباريات الماضية يتضح أن المدرب لا يستطيع قراءة المباراة جيداً؛ حيث إن تبديلاته إما أن تكون متأخرة، أو في غير محلها؛ فمباراة الأمس من البداية كانت بحاجة إلى صانعَيْ لعب ومحور وحيد، وحتى مع الهدفَيْن الكوريَّيْن السريعَيْن لم يُفكِّر في التغيير إلا بعد مرور 20 دقيقة على الهدف الثاني، ووقتها كانت المباراة قد ذهبت من الهلال بالكامل.
مقتطفات:
- استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال إن حدثت ليست سوى امتصاص لغضب الجماهير الزرقاء.
- يجب أن يعلم الهلاليون أن خروجهم من البطولة خلال السنوات الماضية، وبشكل متكرر، ليس كارثة؛ فهم ليسوا الأفضل في القارة الصفراء، إضافة إلى أننا نشاهد في دوري أبطال أوروبا والدوريات الأوروبية فِرقاً عريقة لم تحقق أي لقب منذ فترة طويلة، ولم يحدث لها شيء.
- يخطئ البعض حين يطالب جماهير الهلال بالهدوء بعد الخسارة، خاصة عقب ترديدهم "العالمية صعبة قوية"، أو مساندتهم الفريق الكوري؛ فمن جعلهم يحلمون أحلاماً وردية بتحقيق هذا اللقب عليه أن يتحمل ذلك.
- رغم كل ما ذكرتُه عما ينقص الهلال إلا أن أهم ما يحتاج إليه اللاعبون هو "روح الفوز"، والقتال على سمعة الكيان، وليس مجرد البحث وراء الأموال ومقدمات العقود.
- فريق الأهلي طوال السنوات الماضية لم تكن البطولة الآسيوية هدفاً يصبو لتحقيقه، لكنه عندما نوى المشاركة فيها بفعالية وصل إلى دور الأربعة من المرة الأولى. صورة مع التحية لمن يهمه الأمر.