التقوى:حقيقتها وأهميتها وثمراتها ...
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ
اللَّهُمَّ صَلِّ على سيدِّنا مُحَمَّدٍ وعلى آلهِ وأزواجهِ
وذريِّتهِ وأصحابهِ وإخوانهِ منْ الأنبياءِ والمرسلينَ
والصِّّدِّيقينَ والشُّهداءِ والصَّالحينَ وعلى
أهلِ الجنّةِ وباركْ عليهِ وعليهمْ وسلِّم كما
تُحبهُ وترضاهُ يا اللهُ آمين .
التقوى
حقيقتها وأهميتها وثمراتها
إنَّ التَّقوى رأس كلِّ شيءٍ وجماع كلِّ خيرٍ,
وهي غاية الدِّين
ووصيَّة الله تعالى للنَّاس أجمعين؛ الأوَّلين
منهم والآخرين,
قال الله تعالى: " وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ_ [النساء: 131].
وهي أعظم وصيَّةٍ للعباد وخير زاد ليوم المعاد,
وهي وصيَّة النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأمَّته,
قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أُوصِيكُمْ بتَقْوَى
اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ...»[1]، فقد كان -
صلَّى الله عليه
وسلَّم - كثيرًا ما يوصي بها في خطبه ومواعظه.
وكان إذا بعث أميرًا على سريَّة أوصاه في خاصَّة
نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا[2].
ولم يزل السَّلف الصَّالح يتواصون بها كالخلفاء
الرَّاشدين والأمراء والصَّالحين, فكان تمسُّكهم بها
متينًا، وتواصيهم بها مبينًا, واستصحابهم إيَّاها
معينًا, وكانوا يجعلونها نصب أعينهم, وميزان
أقوالهم وأفعالهم في كلِّ مجالسهم ومواقفهم.
«كتب رجلٌ من السَّلف إلى أخٍ له: أوصيك بتقوى الله؛
فإنَّها أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل
ما ادَّخرت, أعاننا الله وإيَّاك عليها, وأوجب
لنا ولك ثوابها»[3].
لذلك كانت وصيَّته - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمعاذ بن جبل
- رضي الله عنه - بتقوى الله وجعلها مستغرقةً
لكلِّ أحواله ومستحضرة في كلِّ شؤونه
فقال له - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
«اِتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ» أي: اتَّقه في خلوتك
وجلوتك, في منشطك ومكرهك, وحلِّك وترحالك,
وفي رضاك وغضبك, وشدَّتك ورخائك, فهي
دليل الحذر من الشَّرِّ, وسبيل الظَّفر بالخير.
ذكر الحافظ ابن رجب - رحمه الله - نقولاً كثيرة
في كتابه «جامع العلوم والحكم» تُظهر
عنايةَ السَّلف بالتَّقوى ورعايتَهم لها وروايتَهم
فيها ودرايتَهم بها.
-------------
للفايدة