[ال يتيم العلي الدوسي]

هذي احد كتاباتهم وتسطير بعض معاناتهم

تعودنا منذ ما يقارب الأربعين عاماً منذ عهد جدي رحمه الله ثم والدي رحمه الله ثم على أيامي وأيام أبنائي الذين أصبحوا في سن الشباب أن ننتظر مفاجأة منحنا الجنسية في عيد الفطر وإذا فات عيد الفطر قالوا عيد الأضحى وهكذا عدينا حوالي 80 عيد وأصبحت الإشاعات بالفرج بعدها في شهر 1 أو في شهر 2 أو 3 أو 4 أو 6 أو رمضان ((ولا أدري لماذا لم تكن هناك إشاعات في شهر 5 أو 7 أو 8 أو 10 أو 11؟)) ، وتهنا وتاهت الأحوال والحلول أطول مما تاه اليهود عندما عاقبهم رب العباد بجرائمهم . <p> </p> المشكلة أننا لم نرتكب جريمة لنستحق ما حصل ، لكن قدر الله وما شاء فعل ، ولعل في الأمر خيرة ، والمشكلة الأخرى أنه تمت تسميتنا بالقبائل النازحة من الدول العربية المجاورة رغم أن الحقيقة أن أجدادنا نزحوا من نجد والحجاز قبل تأسيس المملكة أيام القحط والجوع إلى الدول العربية المجاورة ، ولم يستوطنوا أي دولة عربية ولم يحصلوا على جنسياتها لأنهم يعرفون أصولهم الحقيقية ويعرفون جذورهم الضاربة في الجزيرة العربية وقبلها في اليمن حيث انطلقت هجرة جميع القبائل بعد انهيار سد مأرب إلى الجزيرة العربية . <p> </p> وليس من القبائل النازحة الحالية شخص إلا قحطاني قدم أجداده من اليمن ثم استقروا في نجد لمئات السنين أو عدناني سكن أجداده الحجاز والقصيم لمئات السنين ثم نزحوا جميعاً في آخر 150 عام إلى دول الشمال العربي ولم يمض على استقرار بعضهم في تلك الدول حتى 40 عاماً ثم عادوا وعاشوا بصفة نازحين من الدول العربية المجاورة لأكثر من 40 عاماً ، وكان تواجد أجدادنا في تلك الدول مؤقتاً لمصلحة بهائمهم كعادة البدوي في تتبع الكلأ والماء والبعد عن النعرات والغزوات القبلية ((الجاهلية)) ووفقاً لتوجيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : ((يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمًا يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ)) <p> </p> وعندما أراد الله توحيد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله لهذه البلاد الطاهرة ، وتبدلت الأحوال من أرض قاحلة عديمة الأمن إلى واحة أمن واستقرار ، استلطف البدو عيشة المدنية والرخاء وباعوا أغنامهم واستعذبوا الماء القراح الزلال وتركوا الماء الهماج المالح وألحقوا أبناءهم بالمدارس ، وخانهم مستوى تنويرهم وتعليمهم في مواكبة متطلبات العصر من وثائق وشهادات ميلاد واستمروا بحياة أشبه ما تكون حياة على الهامش ينتظرون أن ينادى بهم ويمنحون الجنسية كما كان ينادى في الأربعينات والخمسينات الميلادية لكن هذا النداء لم يأتهم أبداً بل وعندما تعلموا البحث عن مصالحهم وتنادوا بدورهم لطلب تلك الوثيقة بحت أصواتهم ويبست ألسنتهم وماتوا واحداً تلو الآخر هماً وكمداً ((وأقسم بالله هنا أني لا أبالغ فجميع الذين ماتوا ماتوا بحسرة الهوية الوطنية وبقلق بالغ على مستقبل أطفالهم وذويهم )) بانتظار الفرج القريب البعيد وبانتظار أن يتبدل السواد إلى بياض . <p> </p> والآن وقد مرت عقود ووعود ، وأوشك الفرج على أبناء تلك القبائل بأن يحصلوا على هويتهم الوطنية الأصلية التي لم يسلخهم منها نزوح أجدادهم المؤقت للشمال ، وثبت عبر المحن والفتن والملمات ثباتهم على ولائهم المطلق لولاة الأمر وحكمهم الرشيد ، وانتمائهم لعقيدتهم السلفية الغراء ومحبتهم لبلادهم الأصلية مهبط الوحي وأرض الحرمين وبلاد المليون مسجد أدام الله عليها نعمة الإسلام والأمن والأمان . <p> </p> ونحن إذ نحمد الله ونشكره ، ثم نشكر ولاة أمرنا حفظهم الله وندعوا لهم بالصحة والخير والسداد على التفاتهم لمعاناتنا وسماعهم صوتنا فإننا الآن نحن وأبناؤنا ننتظر بشغف وباهتمام غير مسبوق الأمر السامي بمنحنا هويتنا الوطنية في شهر 6 جمادى االثانية 1433هـ - حسب ما يتداوله بعض شيوخ القبائل وبعض المسئولين - ونتمنى أن يكون هذا الموعد حقيقة لا وهماً نسلي به أنفسنا كما سبق لأن الموت أهون علينا من الانتظار دقيقة إضافيه عن هذا الموعد . <p> </p> ولأننا هذه المرة متفائلون ومنشغلون كلياً بانتظار هذا الموعد ، فإنني أقترح أن نضع عداً تنازلياً لليوم الذي سنحتفل فيه بالحصول على هويتنا الوطنية ، ونشكر المولى سبحانه بالسجود ، وننثر في بيوتنا العطر والورود ، ونزيد من الدعاء والولاء لملك القلوب ملك الإنسانية وولي عهده الأمين وسمو نائبه ومساعديه في وزارة الداخلية ونشكرهم على ما بذلوه لإنهاء معاناتنا .