عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2014, 09:39 AM   #34
عذبة الاوصاف
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
 







 
عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( مـقــالات ريـــآضـيــة ))

الرمح من أول ركزة ....


بقلم : بتال القوس

يقول الزميل خلف ملفي: "لتحقيق لقب الدوري السعودي تحتاج إلى انتقاء ثلاثة لاعبين برازيليين بأسعار متوسطة، وجودة فنية عالية إضافة إلى معسكر تحضيري دقيق قبل بداية الموسم ثم صرف مرتبات اللاعبين في وقتها المحدد".


واستشهد في حديثه ببطولة الدوري التي حققها الهلال في ولاية محمد بن فيصل تحت إشراف باكيتا وبوجود مواطنيه المغمورين آنذاك تفاريس وكماتشو.
حديث الزميل العزيز جاء في الموسم الماضي بُعيد تتويج الفتح بلقب الدوري السعودي لأول مرة في تاريخه، وفيه إشارة ضمنية إلى تقارب مستويات اللاعبين المحليين، وإلى مغامرات مالية وفنية تقود الأندية غالبا في اختياراتها الأجنبية.


جاري لينكر الهداف الإنجليزي الشهير الذي تحول إلى زميل مهنة بعد أن أصبح مذيعا تلفزيونيا عقب اعتزاله، يقول: حتى تحقق لقب بطولة الدوري لا بد أن تكون بطلا سابقا"، ثم يفصل: المفاجآت في لقب الدوري لا تحدث إلا كل عشرين أو ثلاثين عاما وفي ظروف خاصة.


الروماني أولاريو كوزمين واحد من المدربين الذين أحبهم لأسباب كثيرة أهمها دقته وصرامته في العمل، وبراعته في تحويل الفرق التي قادها إلى منظومات عمل جماعي يحكمها نظام دقيق، والروماني المحب للحياة كشاب عشريني حقق لقب الدوري السعودي مع الهلال ونظيره الإماراتي مرتين مع فريقين مختلفين. في أحد المؤتمرات الصحافية، قال كلاما عميقا موجه للاعبيه وجماهير فريقه: "السباق إلى اللقب يتطلب منا أن ننسى أسماء الفرق الأخرى"، وهو يلمح بذلك إلى الدخول في كل مباراة برغبة واحدة هي الفوز مهما كان الفريق المقابل وبلا تهاون أو تراخ.


اللاعب الفنان عبده عطيف سألته: كيف حقق النصر بطولة الدوري؟ فأجاب: أعتقد أن الانطلاقة القوية في الدور الأول منحتنا مزيدا من القوة في الدور الثاني ووفرت لنا رؤية واضحة للهدف، وهذا ما سهل علينا المهمة لاحقا.
أغلب الآراء أعلاه تستبعد أن يكون هناك أرنب سباق في الدوري السعودي تحديدا، وباستثناء أعوام قليلة جدا، ظل المتصدر في الدور الأول هو بطل الدوري في نهايته، ما يدلل على أن العامل النفسي يؤثر كثيرا في عطاءات الفرق واستمراريتها نحو اللقب في نهاية المطاف.



أشبه السباق نحو التتويج بلقب الدوري بسباق مائة متر، الذي يسمى الفائز في نهايته "أسرع رجل في العالم"، وهو سباق يظهر فيه العداء كل طاقاته بدءا من الخطوة الأولى وحتى الأخيرة بعيدا عن ادخار أي جهد أو تقديم بطل وهمي يستنفذ طاقات الآخرين، ولذلك أميل كثيرا مع رأي عطيف وكوزمين.


.. والفرق الآن تحضر نفسها لبطولة الدوري المقبل، أعتقد أن الصراع سيستمر بين الهلال والنصر، مع توقعي بأن يكون الموسم المقبل مولد أهلي جديد قد ينال اللقب أو يكون أهم المؤثرين فيه كما كان الشباب في الموسم المنصرم حديثا. ولذلك فإن نصيحتي للباحثين عن اللقب الثمين اختيار بدايات محفزة لما هو آت من جولات، وسيجدون أنفسهم يزدادون قوة مع توالي الجولات واحتدام المنافسة.



قبل الختام لا بد من الاستشهاد بالرجل الذي لا ترفض الكرة له طلبا، دييجو أرماندو مارادونا حين سئل: ما الفرق بين أرجنتين 86 التي بلغت النهائي ونالت اللقب، وأرجنتين 90 التي بلغت النهائي وخسرت اللقب؟ فأجاب:" في 86 بدأنا جيدا وتصاعدنا حتى بلغنا القمة فكان منطقيا الظفر باللقب، أما في 90 بدأنا بعثرة -في إشارة لخسارة مباراة الافتتاح أمام الكاميرون- حولتنا إلى السير في طريق متعرج، وحينما بلغنا النهائي لم نكن في كامل عافيتنا".

بالطبع لا أحد يريد إثباتا على أن عبور الطريق المستقيم يوصل أسرع من أي طريق متعرج حتى لو قصرت مسافة الأخير، وكما يقولون في الأمثال "الرمح من أول ركزة".



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس