عائشة الفقاعي : الفروسية تصقل شخصيات الطالبات
استطاعت عائشة الفقاعي مؤسسة ورئيسة مبادرة عزوم بنات زايد أن تجمع الفروسية والشعر معاً في مكان واحد، تستطيع من خلاله تشجيع طالبات جامعة زايد على امتطاء الخيل بثقة، وتدريبهن على ممارسة تلك الرياضة التراثية، وتوفير سبل تطويرها لديهن .
وسرعان ما استجابت الطالبات لدعوتها ووصل عددهن إلى 200 عضوة في النادي الثقافي للفروسية والشعر، يستفدن من ورش العمل وكل الفعاليات التي ينظمها .
قالت الفقاعي في حوارها مع "شباب الخليج" إنها رصدت غياب رياضة الفروسية عن أندية الدولة، كما لاحظت التوأمة التاريخية بينها وبين الشعر، وحضور الفارسات بوضوح خلال ظهور الإسلام، حيث عرف المجتمع آنذاك عدداً من الصحابيات الفارسات، وأكدت أن النادي يتولى تعليم أبجديات هذه الرياضة بأسلوب علمي .
* كيف ظهرت فكرة إنشاء مشروع النادي الثقافي للفروسية ومن دعمها؟
- متابعتي للأندية المختلفة التي كنت أقصدها، لاحظت أن المتدرب يمارس ركوب الخيل ولكن من دون دراية بأبجديات الركوب الصحيحة، ولاحظت أن هناك أخطاء نرتكبها كفرسان، يصعب تغييرها نظراً لتعودنا عليها، وأيضاً ما حفزني على تأسيس النادي رغبتي في توسيع مدارك المجتمع بأن الفروسية لا تختص بالركوب فقط، فهي علاج وتنفيس، وتستخدمها الدول لصقل الشخصيات ومعالجة بعض الأمراض النفسية والجسدية، وأول الداعمين للفكرة كانت والدتي حفظها الله التي كانت تحرص على حضور جميع تدريباتي منذ نعومة أظافري، والهيئة الإدارية في الجامعة حرصت على دعم الفكرة .
* متى أنشئ النادي؟
- في احتفالات الدولة باليوم الوطني الثاني والأربعين انطلقت مبادرة عزوم بنات زايد والتي كانت إهداء للوطن مع كتاب الإنجاز، ومن خلال مواهبنا أنشأنا النادي الثقافي للفروسية والشعر .
* ما هي أهدافه؟
- توجد الكثير من الأندية في جامعة زايد، والتي تحمل أهدافاً نبيلة للوطن، فلم أجد من بين الأندية نادياً للفروسية التي أعشقها وتستهويني، وأتتني فكرة إنشاء النادي، في مبدأي أنا شخصياً، أربط الشعر بالفروسية، فلا تغيب عن بالي قصص أبطال كانوا فرساناً ويتباهون بخيولهم وفروسيتهم في أشعارهم ويصفون أجمل ما يحبونه بالخيل، فكان التوأمان الفارس والشاعر يزدهر بهما التاريخ الماضي والحاضر ومثال ذلك فارس الكلمة والخيل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، فخر الأجيال، وتتمثل أهداف النادي في نشر ثقافة الفروسية بأسلوب علمي نوسع به مدارك أفراد المجتمع بأهمية هذه الرياضة من لياقة وصحة جسدية ونفسية وما حمل لنا التاريخ من قصص أمجادها حيث لم تقتصر على الرجال فقط، بل النساء الصحابيات كان يمتطين الخيول، وأيضاً حث الإسلام على تعلم الفروسية وذكرت في القرآن والأحاديث الشريفة .
* ما المميزات المتوافرة بالنادي؟
- ناد ثقافي يجمع أنواع رياضات الفروسية، ويعلم أبجدياتها بأسلوب علمي من خلال ورش عمل مختلفة، حيث يكتسب الراكب صحة ولياقة جسدية ونفسية، وبطولة، إضافة إلى صقل شخصية الفتاة من خلال طريقة التعامل مع الخيل والعلاقة الودية بين الخيل والخيال .
* حدثينا عن برامج التدريب؟
- عبارة عن ورش عمل متسلسلة تحتوي على شرح نظري وتطبيق عملي، وخصصت لهذه السنة أربع ورش عمل للتعريف بتاريخ الفروسية، ومكانة الخيل في الإسلام وقصص عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه المخلوقات ونشأتها في دول العالم، وسلالات الخيول المختلفة ورياضتها، وعملياً تم التدريب على تنظيف الحيوانات وأهمية الحوافر وكيف يوضع السرج واللجام وكيفية خلعهما، والركوب وطريقة الجلوس الصحيحة .
* وماذا عن طلبات الاشتراك؟
- تلقيت الكثير من طلبات الاشتراك من قبل الفتيات والأساتذة في الجامعة، 200 عضوة قمن بتسجيل إضافة إلى الأساتذة وبعض أهالي العضوات، وأعمل في هذه الفترة على موقع الكتروني يعرض ورش عملنا بكتب إنجاز تعرض الأفكار والاقتراحات بأسماء أصحابها، وكيف تبلورت فكرة كل ورشة وكيف طبقت ونظمت وما هي الأفكار التي يجب تطويرها وما هي الأخطاء التي يجب تفاديها مستقبلاً، كما يتوافر قسم خاص بالتسجيل في الموقع يقوم من خلاله العضو باختيار ميوله وما يود تعلمه في هذه الرياضة العريقة، فلدي بعض من العضوات يقع اهتمامهن في التواصل مع الخيل أكثر من الركوب فقط .
* كم المدة التي تستغرقها الفتاة لتعلم ركوب الخيل؟
- تختلف تبعآً لمرات حضورها ومتابعتها لورش العمل والحصص بانتظام، وبذلك تختصر الوقت .
* ماذا تعني لك هواية الفروسية؟
- هواية روحية تنبع من النفس، تزيل عنها الهم وتمدها بالطاقة الإيجابية وتعلم القيادة بحكمة وصبر وتعلم التعاون وتحمل الصعوبات، وأكبر دليل أن قادة العالم يعشقون الخيول وهم فرسان .
* هل تمارسين ذلك من الطفولة؟
- نعم ، بدعم من والدتي التي كانت تعتبر وجود الخيل أساسياً لنفسية وشخصية الطفل، فكانت تحرص على إلحاقنا بحصص الفروسية في وقت الفراغ، وتصوب لي أخطائي من خلال اليوتيوب مثلاً أو التلفاز حيث كانت توضح أخطائي من خلال عرض ركوب الفارس، وعندما لاحظ والدي تعلقي بالخيول جهز اسطبلاً في المزرعة لي ولإخوتي، فلم نكن فقط نمتطيها ولكن نتواصل معها ونعتني بها، وتعلمنا صفات الفارسة النبيلة كالمثابرة والصبر في الوصول إلى أعلى مراتب الفروسية والبحث المتواصل في ذلك العلم .
* ما أبرز المصاعب التي واجهتكم لتنفيذ فكرة النادي؟
- علمتني التجربة، ألا أضيع الوقت في الشكوى، فأنا أسخر هذا الوقت للوصول للهدف بأسرع وقت، فالعمر يمضي وقطار الفرص لا ينتظر أحداً، وأقتدي بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله: "هل رأيت الصخرة اذا اعترضت ماء يجري، هل يقف الماء؟ لا يقف بل يذهب يميناً أو يساراً ليتجاوزها، وهكذا الإنسان صاحب الطاقة الإيجابية . فأود أن أشكر كل من أهداني المصاعب التي حولتها إلى تجارب إيجابية .
* وما هي طبيعة مسؤوليتك في النادي؟
- بصفتي رئيسة النادي أشرف على ورش العمل في الاعتناء بالحصان في نادي أعيان للفروسية الذي يعتبر الراعي المعنوي للنادي، وأيضاً أتعلم كيفية التدريب في النادي الملكي للفروسية الذي يعتبر من الرعاة المعنويين، كل ذلك في سبيل التعلم وتعليم الآخرين .
* ما أبرز أنشطة النادي على مستوى الجامعة؟
- ورش العمل التي تكون دائماً قيد التطور، وفعالية تعرض بيع منتجات لرعاة معنويين يدعمون فكرة ثقافة الفروسية، وركزنا في هذه الفعالية على الناحية الاقتصادية، وستكون لنا أنشطة خارجية، ونحرص على التواصل والتفاعل الاجتماعي، وزرع الوعي في المتعلم عن أهمية الخيل في تاريخنا كعرب وكمحبين لهذه الرياضة وايضاً، من أهم الأهداف العضو المنتسب والحرص على تغييره للأفضل وولادة أفكار جديدة