شفافية وزير الإعلام صدمة أم صفعة..؟
بقلم : عدنان جستنية
حينما يعترف معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بأن برنامج (أكشن يا دوري) هو البرنامج الأول المشاهد على مستوى البرامج الرياضية، هل نعتبر هذا الرأي (الشخصي) له بمثابة فكر يصل ويرتقي إلى أعلى درجة من درجات (الشفافية) المطلقة على اعتبار أن مثل هذا الاعتراف يجعل المشاهد السعودي (معذوراً) لعدم متابعة قنوات الوطن التي من المفترض أن تكون هي صاحب (الأولية) وليس غيرها خاصة أنها تملك حقوق نقل الدوري حصرياً وإمكاناتها التقنية أفضل لما هو متوفر لها في أرضية الملعب ومساحة تسمح لها بتحقيق النجاح والإبداع معا؟
ـ كما أن ردة فعل المتوقعة لدى القائمين على القنوات الرياضية السعودية أشبه ما تكون بصدمة عنيفة أن يصدر مثل هذا الرأي (العفوي) من شخصية يعد هو المسؤول الأول عن الإعلام السعودي وما عبر عنه يدل على أن في هذه الأفضلية التي منحها لذلك البرنامج (رسالة) تعني في محتواها أن البرامج المنافسة كماً عدديا وكيفاً في المضمون والتي تعرض من ست قنوات سعودية ومن بينها برنامج (الحدث الرياضي) الذي يقدم في نفس التوقيت من القناة الأولى أقل مستوى وجودة من ذلك البرنامج.
ـ في تصوري كأن معالي الوزير من خلال هذه الرسالة يوجه لهم (صفعة) قوية تستدعي منهم صحوة سريعة تفرض عليهم البحث عن الأسباب التي جعلته يقول رأيه المباشر على الملأ والذي من المؤكد أنه سبق له أن (صارحهم) به قبل أن يطلقه في قناة خاصة منافسة عبر برنامج رياضي واحد فقط تقدمه وليست عدة قنوات متخصصة لديها مساحة أكبر لتقديم برامج رياضية متنوعة تستطيع الوصول إلى المستوى الذي يرضي المشاهد الرياضي وفقاً لوجهة نظر مسؤول مهتم ومتابع.
ـ وبما أن معالي الوزير كان على قدر كبير من (الشفافية) بما فيها من (شجاعة) في الرأي يسجل له ليسمح لي بأن أكون معه على نفس مستوى هذه الدرجة من الشفافية وأسأله من الذي يتحمل تراجع أداء وعطاء التلفزيون السعودي على مستوى قناته الأولى ولن أذكر القنوات الخمس الأخرى التي لها تخصصاتها في المحتوى، الإجابة على هذا السؤال تقتضي مني أن أكون معه أكثر(صراحة) وأرجو أن يتقبلها مني بسعة صدر وروح رياضية من خلال طرح أسئلة أخرى (منطقية) أحسب أنها تقدم له في مضامينها إجابات تكشف له أسباب هذا التراجع (المخيف) جدا.
ـ السؤال الأول يامعالي الوزير هو .. من وراء التغييرات التي أبعدت على سبيل المثال الزميل رجاء الله السلمي عن تقديم برنامج (الملعب) والذي استبدل بمسمى (الحدث الرياضي) هو البرنامج الذي كان يلقى متابعة أكثر من جيدة. ولن أتطرق إلى الزميل عادل الزهراني الذي شملته بعفوك الذي صدر منك في برنامج حرص مقدمه على استضافتك من أجل الحصول على هذا العفو الذي يخص أحد العاملين لديه وهو الزميل عادل التويجري وكان لـ(بطل) المبادرة الزميل وليد الفراج مايريد في روح (متسامحة) شملت أيضا الزميل فيصل الشوشان؟ ثم ماهي الإمكانات التي وفرت حاليا التي تجعل من فريق العمل لبرنامج الحدث الرياضي قادر على المنافسة ويحظى بالمتابعة؟
ـ السؤال الثاني يخص وعود سبق أن أطلقها مدير عام القنوات السعودية الرياضية الدكتور محمد باريان حول استقطابه أفضل الكفاءات (الطيور المهاجرة) للقنوات الخاصة من مقدمي البرامج والمعلقين والمحللين والنقاد، لأسأل ماهي العقبات التي حالت دون تنفيذ باريان وعوده، الحقيقة يا معالي الوزير أنها ليست مادية أو لها علاقة بحرية الرأي فحسب إنما مرتبطة بـ(الأمن) الوظيفي لهذه الكفاءات السعودية متفرغة أو متعاونة؟
ـ السؤال الأخير هو لماذا اختفت خدمة (اليوتيوب) التي كانت تقدم بالموسم ماقبل الماضي وأعتقد أنه لا يوجد سبب مقبول سوى تأكيد على حالة الانطباع الذي دفعك إلى إعطاء ذلك البرنامج الأولية لإهمال وإحباط لابد أنه انعكس على طاقات جيدة متوفرة وجهود تبذل حسب اجتهادات تسعى للنجاح إلا أن ردة الفعل التي تنتظرها من المشاهد مفقودة.
ـ في الختام شكرًا معالي وزير الثقافة والإعلام الذي لولا شفافيته التي نالت إعجابي وإعجاب الكثير من المشاهدين الذين تابعوا ذلك اللقاء الممتع لما تحفزت (بنات أفكاري) بكتابة هذا الهمس (الصريح) جدا الذي آمل من خلاله لقنوات الوطن تطورا وازدهارا ينسحم مع تطلعات المواطن المشاهد لتكون في المقدمة بقيادته وبساعده الأيمن معالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع وهمة رجال وكفاءات وطنية متى وجدت الثقة والدعم المعنوي والمادي فسوف تصل قنواتنا إلى المستوى التي يجعلها (الأولى) مشاهدة ومنافسة بعون الله وتوفيقه.