عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-05-2014, 11:02 AM
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
عذبة الاوصاف عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 






عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي ( من المكتبة العالمية ) الطفرات المفاجئة.. ما الذي سنشبهه غداً؟




عرفت الإنسانية في القرون الأخيرة، خاصّة في العقود القريبة الماضية، التي شهدت ولادة الثورة الرقمية وازدهارها، تطوّراً كبيراً، يعادل ما عرفته خلال عشرات آلاف السنين. وما لم يتنبّه اليه كُثر، وبدقّة أكبر، هو أن البشر عرفوا تبدّلاً فيزيائياً، جسدياً، ملحوظاً بالمشاهدة المباشرة.
هذا بالتحديد، موضوع كتاب أستاذ علوم الأحياء في جامعة ليون الأولى، وحامل شهادة التأهيل العليا «اغريغاسيون»، في مجال تخصصه، جان فرانسوا بوفيه. ويحمل الكتاب عنوان «الطفرات المفاجئة»، مع عنوان فرعي بصيغة التساؤل، مفاده: «ما الذي سنشبهه غداً؟».
يطرح المؤلف في البداية، مجموعة أسئلة، تبيّن أن تبدّلا ملحوظا حدث على صعيد مختلف نشاطات الجسد الإنساني، زيادة أو نقصانا.
فمن المسؤول؟
الإجابة التي يقدّمها جان فرانسوا بوفيه، واضحة ولا لبس فيها. ومفادها ان المسؤول عن ذلك، الإنسان نفسه. ذلك أنه أفرط في اللجوء إلى المواد الكيماوية ومشتقاتها. وفي الوقت ذاته، يبدو الطب واعدا أكثر فأكثر، بما يفتحه من آفاق نحو مكافحة الأمراض واستخدام تقنيات جديدة تذهب كلّها في اتجاه زيادة متوسط العمر، كما تشير الإحصاءات العلمية المختلفة.
ينقل المؤلف عن أحد تقارير المعهد الوطني الفرنسي للدراسات السكانية في فرنسا، بخصوص تطوّر الخط البياني لأمل متوسط العمر في فرنسا، ما فحواه: « في أواسط القرن الثامن عشر، كان نصف الأطفال يموتون قبل بلوغهم سن العاشرة، ولم يكن متوسط عمر الفرنسيين يتجاوز الـ 25 سنة ». ووصل ذلك المتوسط إلى 30 سنة في نهاية ذلك القرن، ثم قفز إلى 37 سنة عام 1810.
وذلك جزئياً، بسبب اختراع اللقاح ضد الجدري. ثم تزايد متوسط العمر ببطء في القرن التاسع عشر، ليصل إلى 45 سنة عام 1900. وكانت وتيرة الزيادة أسرع خلال القرن العشرين، باستثناء فترة الحربين العالميتين. وتضاءلت كثيراً نسبة وفيّات الأطفال. وتابع متوسط عمر الفرنسيين ارتفاعه، بفضل تقدّم معالجة الأمراض القلبية والدماغية والأورام السرطانية.
ويربط جان فرانسوا بوفيه، بين درجة التقدّم على صعيد تحسين نوعية الغذاء والعلوم الطبية على صعيدي المعالجة والتكنولوجيات المستخدمة. ويشير، على سبيل المثال، إلى أن الكوريين الجنوبيين الذين «يتمتعون بتغذية جيدة»، أصبحوا أطول قامة اليوم بـ 20 سنتمتراً من الكوريين الشماليين الفقراء«، بينما كانت قاماتهم تتساوى قبل 60 سنة فقط، أي جرى الفارق منذ انفصال الكوريتين.
ويشرح المؤلف أن ظاهرة «القامة الأطول» عرفها الغرب عامّة، خلال العقود الأخيرة. وبالمقابل، ما يثير القلق هو ظاهرة البدانة التي تعرفها البلدان الغنيّة عامّة. إذ تدل إحصائية تعود الى عام 2008، يذكرها المؤلف نقلا عن المنظّمة العالمية للصحة، على أن 35 بالمئة من البالغين في العالم، يعرفون «وزناً زائداً»، بينهم 12 بالمئة يعانون البدانة.
وتبين نتائج البحث في الكتاب، أيضا، أن هذه الأجيال غدت «أطول فأطول قامة وأكثر فأكثر بدانة.. وبلوغاً على الصعيد الجنسي، ولكن أقل فأقل خصوبة.. وأقل فأقل رجولة. وأكثر فأكثر تعرّضاً للتشوش وأكثر فأكثر شيخوخة. وأكثر فأكثر أملاً بزيادة متوسط العمر.
ويختم المؤلف كتابه، بتساؤل :« هل نتجه نحو عوالم أفضل؟». ويرى أن هذه العوالم الأفضل المحتملة، ممكنة رغم عمليات التحديات والتخريب التي يقترفها البشر ضد البيئة والأرض التي يعيشون عليها. ويلفت الى انه ليس من المستحيل أن يتيح التقدم التكنولوجي وجود أفراد ربما يبلغون 150 سنة. لكن المشكلات الجوهرية هي في مكان آخر.
المؤلف في سطور
يحمل جان فانسوا بوفيه، شهادة التأهيل العليا «اغريغاسيون»، في العلوم الحيوية ـ البيولوجيا. عمل أستاذاً، لسنوات، في جامعة كلود برنار في مدينة ليون الفرنسية. وهو باحث أيضاً، في مجال علم الأعصاب. من مؤلفاته: الشاحنة والدمية.. هل دماغ الرجل والمرأة مختلفان؟
الكتاب: الطفرات المفاجئة.. ما الذي سنشبهه غداً؟
تأليف: جان فرانسوا بوفيه
الناشر: فلاماريون- باريس- 2014
الصفحات: 228 صفحة
القطع: المتوسط



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس